رئيس التحرير: عادل صبري 05:18 صباحاً | الثلاثاء 19 مارس 2024 م | 09 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«الحاج أحمد».. مُحاسب نهارًا وصانعًا لأدوات الصيد ليلًا

50 عامًا يعمل في ورشة والده

«الحاج أحمد».. مُحاسب نهارًا وصانعًا لأدوات الصيد ليلًا

آيات قطامش 26 يناير 2021 20:30

يقصد بابه صائدو الأسماك المحترفون، ممن يغوصون في الأعماق، لجلب صيد ثمين وصعب المنال للآخرين، ففي أحد شوارع عروس البحر المتوسط، اعتاد صاحب الـ58 عامًا الجلوس في مكانه العتيق على مدار 5 عقود لصناعة تلك الأسياخ المستخدمة في صيد نوعيات معينة من الأسماك..

 

تواصلت "مصر العربية" مع ذاك المحترف في صنع الأسياخ على مدار 50 عامًا من الزمان، ويدعى الحاج أحمد عبد الرحمن، يعمل مُحاسبًا خلال ساعات النهار أما في الليل فيخلو بنفسه في صنع كل ما يتعلق ببنادق الصيد تحت الماء في انسجام تام..

 

 

ففي ورشة صغيرة تركها له والده -رحمه الله-  لا تتخطى مساحتها الـ 5 أمتار في 5 أمتار، بالقرب من البحر في حي سبورتنيج بالاسكندرية، يحضر "الحاج أحمد" مع دقات الثانية ظهرًا عقب انتهائه من عمله الصباحي كـ "محاسب" ليجلس بمفرده  ويبدأ العمل في حرفته التي ورثها عن أبيه حتى السابعة ليلًا..


فبتركيز شديد يجلب "الحاج أحمد" صاروخ صغير ليشرع في تشكيل  وتفريغ الأسياخ ليكون لها سنون بشكل معين، كي يتمكن الصائدون من "تعشيقها" في بنادق  الصيد التي يتم استيرادها من ايطاليا -على حد قوله-.

 

يقول "صانع الأسياخ" لـ "مصر العربية": السيخ الواحد يتراوح طوله بين 70 سم ويصل إلى متر ونصف وقد يزيد أو يقل حسب الحاجة، حيث يطلبه الصائدون ممن يغوصون في أعماق تصل لـ 40 مترًا تحت الماء لصيد نوعيات معينة من الأسماك يتخطى طول البعض منها متر أو أكثر. 

 

تلك الأسياخ لها مواصفات خاصة فهي مصنوعة من الصلب، الذي لا ينثني مع ثقل حجم الغنيمة التي يخرج بها الصائدون من الأعماق، حيث يوضح الحاج أحمد قائلًا: "لازم السيخ لما يتني يرجع يترد تاني من تلقاء نفسه ويتفرد".

 

 

رغم أن بنادق الصيد ايطالية الصُنع تأتي من الخارج بالأسياخ الخاصة بها، إلا أن الغواصون يقصدون باب "الحاج أحمد" كي يشكل لهم أخرى بسمك معين وطول محدد تساعدهم أكثر من تلك المستورد -على حد وصفه- قائلًا: "المواصفات اللي بتيجي بها الأسياخ مش بتساعد بعضهم فيطلبوا مني غيرها 8 أو 5 أو 7 ملم). 

 

لا مجال للخطأ فمهمة الصيد في أعماق البحار ليست هينة على الإطلاق، لذا يجب أن تكون جميع المعدات والأدوات على ما يرام، وحتى لا يتحول الغواصون لفريسة سهلة تحت الماء. 

 

صاحب الـ 58 عام، الذي يجلس لصنع الكثير من الأسياخ، بات مهارًا في تلك المهنة التي ورثها عن والده فيمكنه الانتهاء من أكبر سيخ صيد في غضون ساعة ونصف فقط، -على حد تعبيره-، ليس هذا فحسب بل  إنه يحرص على صنع كل متعلقات بنادق صيد الأسماك الضغط منها والدفع ايضًا. 

 

 لم يكتسب "عم أحمد" تلك المهارة من فراغ فحينما كان لا يزال طفلًا صغيرًا يشير أنه كان يقف إلى جوار والده يساعده ويتعلم منه كل شيء في الصنعة التي احبها كثيرًا هو الآخر. 

 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان