رئيس التحرير: عادل صبري 02:57 مساءً | الأربعاء 14 مايو 2025 م | 16 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| بقانون جديد.. هل ينتهي زمن «ضرب الحريم» في مصر؟

فيديو| بقانون جديد.. هل ينتهي زمن «ضرب الحريم» في مصر؟

أخبار مصر

ضرب الزوجة

فيديو| بقانون جديد.. هل ينتهي زمن «ضرب الحريم» في مصر؟

كريم أبو زيد 25 يناير 2021 21:29

 

أثيرت حالة من الجدل فى مصر، خلال الفترة الأخيرة، بعد إعلان النائبة البرلمانية أمل سلامة عن اعتزامها التقدم بمشروع قانون لتغليظ عقوبة ضرب الرجل لزوجته إلى مجلس النواب.

 

ووفقا للمذكرة التفسيرية لمشروع القانون، فإن هناك التزامًا من الدولة بحماية المرأة من كافة أشكال العنف، خاصة أن قضية ضرب الزوجات أصبحت خطرًا يداهم الأسرة المصرية ويهدد السلم الاجتماعي.

 

وذكرت النائبة البرلمانية أن السبب الرئيسي في إعداد مشروع القانون، هو أن قانون العقوبات لا يتضمن عقوبات مناسبة لجرم ضرب الزوج لزوجته، مشيرة إلى أن نحو 8 ملايين سيدة مصرية يتعرضن للعنف، و86% من الزوجات يتعرضن للضرب حسب آخر إحصائية للمجلس القومي للمرأة.

 

وأوضحت أنها أضافت تعديلًا على المادة 242 التي تنص على: "وإذا حصل الضرب أو الجرح من الزوج لزوجته كانت العقوبة الحبس الوجوبي مدة لاتقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد عن خمس سنوات".

 

من جانبهم انتقد عدد من علماء الدين الإسلامي مشروع القانون الذى أعلنت عنه النائبة البرلمانية، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن النائبة البرلمانية تسعى لتحويل فقه الأسرة من شأن ديني إلى مدني، كغير المسلمين.

وأوضح كريمة فى تصريح له، أنه يحق للرجل معاقبة زوجته الناشز، والنشوز معناه التمرد والعناد وعدم الاستجابة للوعظ، ولا الانصياع للهجران، ضربا غير مبرح، وفي السنة التطبيقية، أخرج رسول الله سواكا للضرب به، فإن أبت الزوجة بعد ذلك فمصيرها إلى حكمَين من أهله ومن أهلها، وإلا فالطلاق.

 

وأشار إلى أنه إذا اعتدى الرجل على زوجته دون مبرر، فلها أن ترفع دعوى تطليق للضرر، ويلتزم الزوج بالتبعات كلها، من نفقة عدة ومسكن للحاضنة ومؤخر الصداق ونفقة متعة، وشدد أستاذ الفقه، على أن المعاقبة بغير ذلك مناف للشرع الإسلامي، وفي الواقع العملي كم من امرأة عنيدة ومتسلطة ومدللة لا يصلحها إلا الضرب الرمزي.

 

وافقه الرأى أحمد البهى أحد علماء وزراة الأوقاف، الذى أشار إلى أن مقترح النائبة البرلمانية صعب تطبيقه فى مصر، وقال عبر تدوينه له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، : "صحيح فيه ظلم لكتير من الزوجات وتعديات لفظية وبدنية، بس العقوبة المقترحة مش هي دي الحل وخصوصاً إنها عقوبة قد تفضي لتدمير أسرة وقطع مصدر الرزق عنها وساعتها هتيجي الزوجة نفسها وتقول مضربنيش يا بيه!!".

 

وأوضح البهي، أن "مشاكل الأسرة معقدة جداً في أحداثها وحلولها وطريقة الإصلاح وأي حد عنده خبرة في المجال ده عارف إن الموضوع مش بالسهولة اللي تسمح بقانون زي كده".

 

وأضاف: "ممكن تلزم الطرف المتعدي بضمانات وتجبره على دورات نفسية وتأهيل مجتمعي بل وحبس لأيام، انت متخيل منظره لو اتحبس يوم واحد عشان ضرب مراته هيرجع بيته عامل ازاي؟، وفي حالة التكرار تفرض عليه أمور أشد تدريجياً، ياعم اضربوه زي ما ضربها، طبعاً كلامي مش متعلق بواحد بيعذب مراته ولا عامل لها عاهة مستديمة ولا الأصناف المريضة دي اللي المفروض تتمنع من الزواج والخلفة أصلاً".

 

كان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تعرض لهجوم عنيف بسبب تصريحاته التى أباح فيها ضرب الزوجات، وأوضح الإمام الأكبر أن الضرب الرمزي للزوجة الناشز خيار ثالث بعد النصح والهجر ويكون للتهذيب لا الاعتداء.

 

وأوضح شيخ الأزهر أن القرآن والفقه الإسلامي الصحيح تعرضا للظلم في هذه المسألة، بسبب ما توقعه كلمة الضرب من جرس ثقيل على النفس البشرية، التي لا تقبل أن يضرب إنسان إنسانًا، فالإسلام نفسه لا يقبل أيضًا بذلك، ويجب أن يكون مفهوم الضرب واضحًا للناس، لأن الضرب للزوجة الناشز وهو في حقيقته ضرب رمزي لا غير أبيح في حالة معينة، وباعتباره دواء لعلة طارئة يجب أن نفهمه فهمًا صحيحًا بعيدًا عن كلمة الضرب التي يتخيلها الناس.

 

وأكد الإمام الأكبر، أن ضرب الزوجة ليس مطلقًا ولم يقل بذلك الإسلام ولا القرآن، ولا يمكن أن تأتي به أي شريعة أو أي نظام يحترم الإنسان، ولكن الضرب الرمزي يأتي في حالة المرأة الناشز كحل ثالث، إن لم يصلح معها النصح والهجر، وهذا الضرب الرمزي له ضوابط وحدود، ويستخدم في حق الزوجة التي تريد أن تقلب الأوضاع في الأسرة، وتتكبر على زوجها، فالضرب هنا يكون لجرح كبرياء المرأة التي تتعالى على زوجها، مؤكدا أن علاج الضرب يساء فهمه لدى كثيرين، رغم ما حددته له الشريعة الإسلامية من ضوابط وحدود، بحيث يكون رمزيا لا يحدث أذى جسديًّا أو معنويًّا لأن غرضه التهذيب لا الإيذاء.

 

وأشار شيخ الأزهر إلى أن خيار الضرب الرمزي ليس فرضًا ولا واجبًا ولا سنة ولا مندوبًا، بل هو مباح للزوج إذا وجد نفسه أمام زوجة ناشز وتأكد له أن هذه الوسيلة الوحيدة هي التي سترد الزوجة، فيباح له أن يلجأ إلى الضرب الرمزي هنا، وهذا استثناء من أصل الممنوع، فالضرب كأصل ممنوع في الإسلام، ولأنه استثناء فقد وضعت له شروط حازمة، مؤكدا أن غير الناشز يحرم ضربها حتى لو وقع بين الزوجين خلاف، ويحرم على الخاطب أن يمد يده على خطيبته، وشرط آخر أن يكون ضرب الزوج للزوجة بهدف الإصلاح لا العدوان.

 

وأكد الطيب ، أنه لا يجوز أن يبدأ العلاج بالضرب الرمزي، بل يبدأ بالموعظة، ثم الهجر في المضجع ثم يأتي بعد ذلك الضرب الرمزي، وهذا النوع من الضرب لا يكون على الوجه، بل يكون ضربًا رمزيًا، كأن ينكز الرجل زوجته بمسواك أو فرشاة أسنان، بهدف كسر تكبرها وتجبرها فقط، وذلك بنية الإصلاح ومن منطلق محبة الزوج لزوجته وحرصه على الحفاظ عليها، كما يفعل الأب أو الأم مع الابن أي أنه ليس من قبيل العدوان، لأنه إذا كان من قبيل العدوان فهو محرم.

 

وقال شيخ الأزهر إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوة المسلمين قالت عنه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله”، مضيفًا أن الرجل النبيل لا يضرب زوجته، وأن الرجل الذي يضرب زوجته نهارًا ثم يطلبها ليلًا لديه خلل في الشخصية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان