بعد مرور 5 أشهر على قرار خفض وزن رغيف الخبز فى البلاد، وقف الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، داخل البرلمان المصري ليؤكد لنواب الشعب، أن تعديل وزن رغيف الخبز حافظ على جودته وأعاد للمواطن حقه.
وقال المصيلحي، "أصبح الجرام الواحد يحاسب عليه صاحب المخبز بالسعر الحر، وهو سبب الغرامات على المخابز، وقد يتعرض البعض للإغلاق حال ارتكاب المخالفات، وأرجو ونحن في مفترق الطرق للتحول نحو الدعم النقدي، أن نحافظ على حقوق المواطنين، أرجو أن نوجه الدعم كله لأصحاب المصالح الحقيقية وهم المواطنون".
وأضاف: "سوهاج أكبر محافظة في عدد المخابز بالجمهورية، وأعلى متوسط لاستهلاك الدقيق، وأكثر طلبات تأتي إلي من المستودعات والمخابز هناك".
كانت وزارة التموين قررت فى أغسطس الماضى رفع تكلفة أجولة الدقيق للمخابز وخفض وزن رغيف الخبز، وجرى اتخاذ هذا القرار بعد عقد عدة لقاءات واجتماعات مكثفة مع كافة شعب المخابز على مستوى الجمهورية بناءً على مطالب عديدة وردت للوزارة من جانب الشعبة العامة للمخابز، ووفقا لمطالب نادى بها كثير من أصحاب المخابز لإعادة النظر في تكلفة إنتاج الخبز بسبب ارتفاع أسعار الغاز والسولار وأجور العمالة والمياه.
ووافقت التموين على إعادة احتساب التكلفة الإنتاجية للچوال الواحد من الدقيق، لترتفع من 213 جنيها إلى 265 جنيها، وزيادة التكلفة تشمل احتساب هذه الزيادات التي طرأت مؤخراً.
بعد قرار التخفيض أصبح وزن رغيف الخبز 90 جرامًا بعد أن كان 110 جرامات بفارق 20 جرامًا للرغيف الواحد، وزيادة عدد الأرغفة للجوال زنة 100 كيلو جرام ليصل لـ1450 رغيفًا، مع تثبيت السعر عند 5 قروش لمستحقي الدعم.
وأكدت الوزارة، أنّ الدولة حرصت ممثلة في وزارة التموين ولمد مظلة التأمينات الاجتماعية وحماية الحقوق التأمينية للعاملين بالمخابز على تحمل تكلفة التأمينات الاجتماعية نيابة عن أصحاب المخابز وتشجيعًا للاستقرار الاجتماعي وزيادة القدرة الإنتاجية للعمال.
وبعد إجراء تجارب عديدة، تمت إعادة احتساب معدل إنتاجية چوال الدقيق الواحد لينتج كميات أكثر من الخبز لترتفع إلى (1450 رغيفًا) بدلاً من (1250 رغيفا) فى الچوال، مما سيؤدي إلى زيادة التنافسية بين المخابز لإنتاج الخبز بجودة مرتفعة ولضمان بيع الحصة المسندة إليهم يومياً وبما يضمن إنتاج رغيف خبز مدعم دون المساس بالسعر، ويليق بالمواطن المصري، مع تشديد الرقابة من جانب وزارة التموين وتطبيق العقوبات على المخالفين للمواصفات ولضوابط رغيف الخبز المدعم.
كما تمّ الاتفاق على توحيد الأوزان لما هي عليه الآن فى كافة أصناف الخبز (المجر، الملدن الطرى، الملدن الماو) لتكون كلها ذات وزن وقطر ثابتين بغرض التنميط ولضمان إحكام الرقابة وتوحيد الموازين والمواصفات فى جميع مخابز الجمهورية، مع الإبقاء علي نفس القيمة الغذائية للرغيف دون أي نقصان.
وأكدت وزارة التموين أنه سيتم الحفاظ على مجموعة من الثوابت فى منظومة الخبز، من أهمها:
-بقاء سعر رغيف الخبز للمواطن المصري كما هو (5 قروش على بطاقة التموين).
-عدم المساس بسعر الرغيف وهو الأقل سعراً عالميًا، ومن ضمن المخبوزات الأفضل غذائيا.
-استمرار تحمل الدولة ممثلة فى وزارة التموين فرقَ التكلفة الإنتاجية للرغيف وهي (أكثر من 50 قرشا).
-المحافظة على نفس الكميات المتوافرة للمواطن المصري يومياً.
-يعاد النظر فى هذه التكلفة بداية كل عام مالى أو كلما اقتضت الحاجة أو الضرورة.
وقالت وزارة التموين إن سعر الخبز للمواطن المصري، هو الأقل سعرًا على المستوى العالمى، كما أنه من ضمن المخبوزات الأفضل من حيث القيمة الغذائية.
وأكّدت الوزارة على استمرار تحمل الدولة ممثلة فى وزارة التموين لفرق التكلفة الإنتاجية لرغيف الخبز الواحد، والتى تصل لأكثر من (50 قرشا)، وكذلك المحافظة على نفس الكميات المتوفرة للمواطن المصرى يوميا.
وكانت الوزارة قد أجرت مؤخرًا دراسة عملية لتحسين القيمة الغذائية لـ"رغيف العيش"، عبر إضافة عناصر فيتامينات غذائية مثل الحديد على الدقيق المستخدم فى صناعة الخبز البلدي، فى محاولة من الدولة لعلاج الأنيميا والتقزم، وسوء التغذية الناتج عن عدم الاعتماد على الأطعمة الغنية، ومن المتوقع أن يتم التطبيق الفعلى للدراسة خلال الشهرين المقبلين.
وتحرص الوزارة على أن يحتوى الخبز البلدي على مواد نشوية وبروتينية ومعدنية هامة فى الغذاء اليومى للمواطن، بحيث يمد المواطن بـ 70% من احتياجاته الغذائية من المواد النشوية والبروتينية، و52% من السعرات الحرارية إلى جانب المواد المعدنية كالزنك والحديد.
وحددت الوزارة مواصفات معينة لرغيف الخبر المدعم منها أن تحتوى مكونات عجينة الخبز لكل 100 كجم على "دقيق استخراج 80-90 % ، خميره الخباز ( 1.5 كجم ) ، ملـح ( 1.5 كجم )، مـاء ( 68 - 75 لتر ماء) ".
ومن الشروط أيضًا، أن يمتاز بالاستدارة الكاملة، وأن يكون غير ملتصق الشطرين أو محترقًا، وأن يكتمل الاختمار، ويكون مذاقه طبيعيًا، وأن يبلغ الحد الأدنى لقطره 18 سم، ولا تزيد نسبة الرطوبة عن 36%، وحددت وزارة التموين حصة الفرد من الخبز، بـ 5 أرغفة يوميًا لكل فرد وبمعدل 150 رغيفاً شهريًا.
وتصل تكلفة رغيف الخبز 60 قرشا في حين يحصل عليه المواطن بـ 5 قروش وتتحمل الدولة 55 قرشا، في الوقت الذي وصل سعره في المخبز الحر والسياحي إلى جنيه وأكثر وتقدر الميزانية الحكومية المخصصة للخبز 51 مليار جنيه سنويًا، حيث تنتج ما يقرب من نصف مليار رغيف يوميا يتم صرفها عبر 32 ألف مخبز تمويني لـ 70 مليون مواطن، بحصة تبلغ خمسة أرغفة للمواطن الواحد.
وتستعد وزارة التموين لتطوير منظومة الخبز المدعم ، سيكون التطوير تكنولوجيا من خلال ميكنة دورة العمل، وتحديث العمليات اللوجستية، بهدف تحسين جودة الإنتاج وتقليل الفاقد وتطوير الخدمة للمواطنين.
وستقوم عملية تطوير منظومة الخبز المدعم على تحديث ماكينات الصرف، وربطها بشبكة معلومات وزارة التموين والتجارة الداخلية، وتشديد الرقابة على المخابز للتأكد من جودة الرغيف.