لم يكن الخيار سهلًا أمام العروسين، فالوضع في ظل جائحة كورونا تارةًَ يزداد سوءًا وتارًة أخرى شبه مُستقر، لذا كان أكثر ما يشغل بالهما هو كيفية الاحتفال بليلة العمر دون أن يتأذى أحد، فما بين قرار الإلغاء أو إقامة حفل زفافهما على "الضيق" تم الاستقرار في نهاية المطاف على أن يكون الحفل في مكان مفتوح بعدد محدود ولكن بشروط.. 

"لا سلامات ولا أحضان ويا ريت مننساش الكمامات.."؛  كانت تلك التنبيهات جانبًا من دعوة فرح بعث بها الحبيبان للأهل والأصدقاء لحضور حفل زفافهما الذي قررا أن يُقيماه في مكان مفتوح ولكن بشروط، لينتهي اليوم بسلام دون اي اصابات.

يروى العريس الدكتور محمد سالم، كواليس التحضير لحفل زفافهما في ظل كورونا مشيرًا إلى  أنه بدأ التخطيط مع رفيقة دربه "أمل" في وقت لم تكن اصابات كورونا قد اشتدت بعد، وكانت حبيبته تحلم أن يكون حفل زفافهما على شاطئ  يُزينه كوشة بسيطة مثل النظام الانجليزي وعدد كراسي محدود للغاية يحضره أقرب الأقربون من العائلتين.. 

وهو ما سعى لتحقيقه "محمد" حيث شد الرحال وبحث عن المكان المنشود على شواطئ السخنة والسويس، ولكن نظرًا لسوء الطقس وضيق الوقت ولأسباب أخرى، لم تتسع لهما الفرصة لحجز مكان على الشاطئ، فبحثا عن قاعة مفتوحة ملائمة داخل القاهرة، وانتهت رحلة العناء هذه بالوصول إلى الهدف المنشود.

ولكن مع الوقت بدأ الخوف يتسلل إلى الحبيبين فأعداد الاصابات المُعلنة تزداد، ولكن أثناء تصميم "العريس" دعوة فرحه التي سيرسلها هو وحبيبته للمقربين "أون لاين" وجد نفسه يدون تلك العبارات في آخرها: "..علشان ربنا يسترها معانا.. يا ريت مننساش الكمامة وبدون سلامات ولا أحضان وأكيد مفيش بوس".

يقول محمد: اعجبت "أمل" بتلك السطور، التي تحمل بين ثنايها خوفًا حقيقيا على الحضور، خاصًة أننا فكرنا كثيرًا في كيفية اخبار المدعوين بضرورة ارتداء الكمامات والابتعاد عن السلامات والقبلات، دون أن نُسبب حرج لاي شخص، ولم نصل لشئ يُرضينا إلى أن هداني التفكير لكتابة الدعوة بهذه الطريقة، واتمنى أن يكون الوضع تحت السيطرة. 

وتابع: في مرات أخرى قادنا تفكيرنا للإلغاء، خاصًة أن صديق لي بعد حفل زفافه بيوم فوجئ هو وزوجته أنهما اشتباه كورونا،  ولكن القرارات الرسمية أكدت بأنه لا بأس من إقامة حفلات الزفاف في أماكن مفتوحة حفاظًا على السلامة العامة في ظل جائحة كورونا، والقاعة الخاصة بنا تسمح بحضور عدد محدود لهذا تركنا دعوات الفرح المطبوعة يتسلمها المدعون عند الحضور.