رئيس التحرير: عادل صبري 12:53 صباحاً | الجمعة 16 مايو 2025 م | 18 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

سد إثيوبي جديد بخلاف النهضة.. وخبراء يكشفون تأثيره على مصر

سد إثيوبي جديد بخلاف النهضة.. وخبراء يكشفون تأثيره على مصر

أخبار مصر

سد النهضة

سد إثيوبي جديد بخلاف النهضة.. وخبراء يكشفون تأثيره على مصر

منى حسن 10 يناير 2021 16:35

يستأنف وزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا، اليوم الأحد، المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، بهدف التوصل لاتفاق حول النزاع المستمر منذ سنوات.

 

وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات قد أرجأت الأسبوع الماضي بعد رفض السودان حضورها، بعد عدم تلبية طلبه بمنح خبراء الاتحاد الأفريقي دورا أكبر في المفاوضات.


سد جديد لإثيوبيا

 

ووضعت إثيوبيا أمس السبت، حجر الأساس لسد جديد في إقليم أمهرة، يطلق عليه اسم "أجما-شاشا"، وفق ما أعلنه وزير المياه الإثيوبي سيليشي بيكيلي في تغريدة له على تويتر.

 

ويقع السد البالغة تكلفته 125 مليون دولار على نهر صغير في حوض النيل الأزرق، ويبلغ ارتفاعه 45 مترا، بطاقة تخزينية تصل إلى 55 مليون متر مكعب.

 

وقال خبير المياه، عباس شراقي، لموقع أر تي الروسي، إن "السد من السدود الصغيرة التي لا تؤثر على تدفق المياه إلى مصر والسودان ولا تسبب أخطارا على دول المصب".

 

السودان يرفض "تجزئة" اتفاق سد النهضة

 

وأعلن السودان رفضه تجزئة الاتفاق بشأن سد النهضة على مراحل للملء الأول، والتشغيل الدائم كاتفاقين منفصلين.

 

وبحسب وكالة السودان للأنباء، عقد الفريق السوداني برئاسة ياسر عباس وزير الري والموارد المائية، في وقت سابق السبت، اجتماعا ثنائيا مع فريق خبراء الاتحاد الأفريقي.

 

وجاء الاجتماع استجابة لدعوة السودان لمنح خبراء الاتحاد الأفريقي دورا أكبر في تسهيل التفاوض بين السودان ومصر وإثيوبيا للمساهمة في إعداد مسودة ثانية لمذكرة الاتفاق المقترحة التي تسلمتها الدول الثلاث في الاجتماع السداسي الذي عقد في 3 يناير الجاري تأخذ في الحسبان ملاحظات كل الأطراف.  

 

وبحث الاجتماع ضرورة وضع إطار مرجعي واضح لدور خبراء الاتحاد الأفريقي، وشدد علي ضرورة أن يلعب الاتحاد دورا قياديا مبادرا في المفاوضات اكثر فعالية من دوره خلال جولات التفاوض السابقة.

 

تعليق الخبراء

 

وعلق خبير التفاوض الدولي الدكتور احمد المفتي، على قرار السودان، قائلًا: "السودان انسحب للمرة الثانية من المفاوضات بتاريخ 4 يناير الجاري ، لعدم اجراء  اجتماعات ثنائية ، بين كل وفد وخبراء الاتحاد الافريقي ، كلا علي حدة ".

 

وتابع: "عقد الوفد السوداني منفردا ، مساء السبت، اجتماعا مع خبراء الاتحاد الافريقي حسب، طلبه، وذلك حتي لا ينسحب من اجتماعات اليوم 10 يناير الجاري" .


وأضاف المفتي: "كل ما عرضه خبراء الاتحاد الافريقي علي السودان، هو عقد اتفاقات جزئية، وهو ما سبق ان رفضه السودان ومصر، مرارا وتكرارا ، ولذلك رفض السودان ذلك مجددا". 


وتابع المفتي: "الآن نحن في انتظار الموقف السوداني الجديد، في اجتماعات اليوم، ونتوقع أن يكون جزءا مما سبق ان اقترحناه قبل سنوات، وإن حدث ذلك، يكون السودان قد أضاع سنوات من الوقت، وكثيرا من حقوقه المائية".

 

مفاوضات اليوم لا تبعث على التفاؤل

 

وأبدى هاني رسلان، خبير الشؤون الأفريقية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عدم تفاؤل بالمفاوضات بين الأطراف الثلاثة (مصر، والسودان، وإثيوبيا)، مؤكدا أن "المفاوضات في حالة انسداد بسبب إصرار أثيوبيا على عدم توقيع اتفاق ملزم".

 

وأردف رسلان "إثيوبيا تريد اتفاق عبارة عن خطوط استرشادية يمكن تغييرها لاحقا في أي وقت، وبدون إخطار مسبق، بالتالي هذا لا يعد اتفاق بالأساس".

 

واعتبر رسلان أن المناخ الإقليمي والعالمي لا يحفز على المفاوضات حاليا، ورأى أن موقف الاتحاد الأوروبي في قضية سد النهضة ليس فقط غير مؤثر، ولكن أيضا ضعيف.

 

وأشار إلى أن تصريحات الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد غير واقعية، فهو يوجه خطابه للأطراف الثلاثة فيما إثيوبيا برغم أنها الطرف المعوق للمفاوضات، وعبر عن تفاؤله بتلك الجولة ولا أساس واضح لهذا التفاؤل".

 

وقال رسلان إن السد الجديد الذي شرعت إثيوبيا بتشييده غير مؤثر على مياه النيل، لأنه سد صغير وقدرته التخزينية 55 مليون متر مكعب، وإثيوبيا تستهدف منه ري أراض مساحتها حوالي 25 ألف فدان، وهو ما لا يؤثر في تدفقات النهر.

 

 

وفي وقت سابق، استقبل وزير الري السوداني ياسر عباس، وزير الخزانة الامريكي استيفن منيوشن، في ختام زيارته للمنطقة، والتي تعد الأخيرة قبل مغادرة منصبه بحلول العشرين من يناير الجاري، موعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد وإدارته.

 

وشدد وزير الري السوداني ووزير الخزانة الأمريكي على ضرورة التوصل لإتفاق قانوني عادل حول ملء وتشغيل سد النهضة، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية إحدى الدول المراقبة للمفاوضات إلى جانب الاتحاد الأوربي وجنوب إفريقيا.

 

تعذر المفاوضات

 

وكان الاجتماع الوزاري الثلاثي بشأن سد النهضة، والذي كان مقررا الاثنين الماضي، قد تعذر انعقاده بعد تحفظ السودان على المشاركة بينما حضرت مصر وإثيوبيا.

 

وباء الاجتماع بالفشل نتيجة غياب السودان، الذي تحفظ على المشاركة رداً على عدم تلقيه إجابة عن دعوته لعقد اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الإفريقي، والمراقبين الذين حضروا الاجتماع الثلاثي الذي عقد، الأحد الماضي، بين الدول الثلاث.

 

مارثون مفاوضات

 

ولم  تتمكن الدول الثلاث من الوصول إلى توافق بجدول محدد حول التصرفات المائية المنطلقة من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية المختلفة للنيل الأزرق، ولا توجد إجراءات واضحة من الجانب الإثيوبي للحفاظ على قدرة السد العالي على مواجهة الآثار المختلفة التي قد تنتج عن ملء وتشغيل سد النهضة، خصوصا إذا واكب ذلك فترة جفاف أو جفاف ممتد لعدة سنوات متتابعة.

 

وتسعى مصر والسودان للتوصل لاتفاق ملزم قانونا، يضمن تدفقات مناسبة من المياه وآلية قانونية لحل النزاعات قبل بدء تشغيل السد، غير أن إثيوبيا، احتفلت في أغسطس، بالمرحلة الأولى من ملء السد بشكل منفرد، وتصر على استكمال عملية الملء والتشغيل دون اتفاق.

 

وتتمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، وبالقرارات والقوانين الدولية في هذا الشأن، وترفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها أديس أبابا، وتطالب إثيوبيا بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان