رئيس التحرير: عادل صبري 12:27 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا يتخوف السودان من المرحلة الثانية لملء سد النهضة؟

لماذا يتخوف السودان من المرحلة الثانية لملء سد النهضة؟

أخبار مصر

سد النهضة

لماذا يتخوف السودان من المرحلة الثانية لملء سد النهضة؟

منى حسن 09 يناير 2021 14:30

مخاوف جدية عبر عنها السودان، إذا بدأت إثيوبيا في خططها الرامية للبدء في المرحلة الثانية لملء سد النهضة، من تكرار كارثة الفيضانات التي كانت قد اجتاحت البلاد في يوليو الماضي. 

 

وبعث ياسر عباس، وزير الري والموارد المائية، رسالة لوزيرة التعاون لجنوب إفريقيا، رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، أكد فيها أن السودان لا يحتمل ولا يتحمل المضي في مفاوضات لا نهاية لها ولا تنتهي بنتائج وحلول ذات قيمة.

 

واعتبر عباس أن الأرضية التي يتسند إليها في العودة لطاولة المفاوضات، هي حدوث تغيير في منهجية التفاوض التي طالب بها، عبر إعطاء دور لخبراء الاتحاد الأفريقي والتي تجلت في المذكرة التفاهمية التي أعدت من قبلهم، مما حدا بالسودان للمشاركة في اجتماع 3 يناير 2021، على مستوى وزراء الخارجية والري للدول الثلاث.

 

وأشار عباس إلى أن المجتمعين اتفقوا على عقد اجتماعات ثنائية اختيارية بين الخبراء وكل من الدول الثلاث على حدة لمناقشة وتحديد نقاط الاختلاف تحضيراً لمسودة ثانية للاتفاق.

 

وأوضح الوزير السوداني أن بلاده تقدمت في الثالث من يناير بطلب لترتيب اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الإفريقي تحضيرا للاجتماع الوزاري الثلاثي الذي اتفق على عقده الأحد، لكنها فوجئت بدلاً عن ذلك بدعوة لاستئناف التفاوض الثلاثي مما يؤدي لتوسع شقة الخلاف بين الأطراف.

 

وأكدت الخرطوم تمسكها بالعملية التفاوضية برعاية الاتحاد الإفريقي، إعمالاً لمبدأ الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية، على أن يلعب الخبراء دوراً أكثر فعالية في تسهيل التفاوض.

 

 

وفي وقت سابق، استقبل وزير الري السوداني ياسر عباس، وزير الخزانة الامريكي استيفن منيوشن، في ختام زيارته للمنطقة، والتي تعد الأخيرة قبل مغادرة منصبه بحلول العشرين من يناير الجاري، موعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد وإدارته.

 

وذكرت وزارة الري السودانية، في بيان، أن اوزير الري ووزير الخزانة الأمريكي أكدا على ضرورة التوصل لإتفاق قانوني عادل حول ملء وتشغيل سد النهضة، إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية إحدي الدول المراقبة للمفاوضات إلى جانب الإتحاد الأوربي وجنوب إفريقيا.

 

وقال بيان حكومي سوداني إنه تم توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الخزانة الأمريكية، لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي، والتي ستمكن السودان من الحصول على ما يزيد عن مليار دولار سنويًا من البنك الدولي لأول مرة منذ 27 عاما، فضلا عن حلحلة ديون السودان التي تُقدر بحوالي 60 مليار دولار.

 

وسبق أن أعلنت وزارة المالية السودانية، في وقت لاحق، أن السودان والولايات المتحدة وقعا اتفاقا يوفر للخرطوم تسهيلات تمويلية من البنك الدولي تزيد عن مليار دولار سنويا.

 

تعذر المفاوضات

 

وكان الاجتماع الوزاري الثلاثي بشأن سد النهضة، والذي كان مقررا الاثنين الماضي، قد تعذر انقعاده بعد تحفظ السودان على المشاركة بينما حضرت مصر وإثيوبيا.

 

وباء الاجتماع بالفشل نتيجة غياب السودان، الذي تحفظ على المشاركة رداً على عدم تلقيه إجابة عن دعوته لعقد اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الإفريقي، والمراقبين الذين حضروا الاجتماع الثلاثي الذي عقد، الأحد، بين الدول الثلاث.

 

 

إثيوبيا تفرض الأمر الواقع والسودان قلق

 

الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أكد على أن مصر وسياسيتها تتحلى بالصبر الكامل في ملف سد النهضة، مشيرا إلى أن الدولة أثبتت في العديد من المواقف حسن نوايها وتم التوقيع بالأحرف الأولى في الاتفاق في واشنطن في حضور إثيوبيا.

 

وأكدت مصر ضرورة التوصل في أقرب فرصة ممكنة إلى اتفاق بشأن سد النهضة الإثيوبي، قبل بدء المرحلة الثانية من ملء خزان السد.

 

وأضاف الخبير المائي في تصريحات تليفزيونية أٔن الاتحاد الإفريقي لم يتوصل إلى اتفاق حتى الآن رغم أنه قطع مسيرة المفاوضات في مجلس الأمن بعد طلب مصر، وأكد أنه قادر على حل أزمات القارة الإفريقية وهو ما لم يحدث حتى الآن ومر ما يقرب من 6 شهور حتى الآن ولم يعلن الاتحاد الإفريقي عن التوصل لاتفاق.

 

وأشار إلى أنه من المقرر عقد اجتماع سداسي 10 يناير الجاري لعرض ما تم التواصل له من خلال اللجان الفنية في المفاوضات بين الدول الثلاث، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي يسعى للتوصل لاتفاق قبل نهاية الولاية الحالية لدولة جنوب إفريقيا وتسلم دولة الكونغو الديمقراطية الولاية من فبراير المقبل.

 

وأكد شراقي أنه لا يعول كثيرا على الاتحاد الإفريقي في المرحلة الحالية للمفاوضات، مشددا على أن الاتحاد الإفريقي نفسه بحاجة إلى الدعم ولم ينجح في حل أي مشاكل بالقارة الإفريقية منها أزمة ملف ليبيا ونيجيريا والتصدي لجماعة بوكو حرام كذلك أزمة إثيوبيا التي يوجد بها مقر الاتحاد الإفريقي والحرب بين الحكومة الإثيوبية وإقليم التجراي.

 

وأوضح أن إثيوبيا تتعامل بسياسة الأمر الواقع وهذا لن يجدي كما أن السودان شعر بقلق كبير مع إعلان إثيوبيا ملئ السد وحدوث مشاكل في نسوب النيل الأزرق، مشيرا إلى أنه لابد من التوصل لاتفاق قبل شهر يوليو المقبل قبل موسم الأمطار الجديد.

 

فيضانات السودان

 

وواجه السودان كارثة بيئية اجتاحت أواصره، في سبتمبر الماضي، فتلك الفيضانات العارمة خلفت وراءها أكثر من 100 قتيل فيما تعرض نحو 19 ألف منزل للدمار الكامل، و34 ألف منزل لانهيار جزئي، بينما غمرت المياه قرى بكاملها في مناطق شرق الخرطوم.

 

فيضانات السودان تسببت في ارتفاع منسوب النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم إلى 17.48 مترا محطما الأرقام القياسية التي سجلها خلال الأعوام المئة الماضية والتي بلغت 17.26 مترا في العام 1946.

 

من جهتها، قالت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية السودانية لينا الشيخ: إن أكثر من نصف مليون سوداني تضرروا من الفيضانات التي شملت معظم الولايات، مشيرة إلى أنها تسببت في انهيار كلي أو جزئي لأكثر من 100 ألف منزل.

 

وأضافت الوزيرة أن معدلات الفيضانات والأمطار المسجلة هذا العام تجاوزت الأرقام القياسية المسجلة عامي 1946 و1988، مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع.

 

مارثون مفاوضات

 

ولم  تتمكن الدول الثلاث من الوصول إلى توافق بجدول محدد حول التصرفات المائية المنطلقة من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية المختلفة للنيل الأزرق، ولا توجد إجراءات واضحة من الجانب الإثيوبي للحفاظ على قدرة السد العالي على مواجهة الآثار المختلفة التي قد تنتج عن ملء وتشغيل سد النهضة، خصوصا إذا واكب ذلك فترة جفاف أو جفاف ممتد لعدة سنوات متتابعة.

 

وتسعى مصر والسودان للتوصل لاتفاق ملزم قانونا، يضمن تدفقات مناسبة من المياه وآلية قانونية لحل النزاعات قبل بدء تشغيل السد، غير أن إثيوبيا، احتفلت في أغسطس، بالمرحلة الأولى من ملء السد بشكل منفرد، وتصر على استكمال عملية الملء والتشغيل دون اتفاق.

 

وتتمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، وبالقرارات والقوانين الدولية في هذا الشأن، وترفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها أديس أبابا، وتطالب إثيوبيا بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان