تفاعل كبير شهدته القنوات الإعلامية المصرية ومنصات التواصل الاجتماعي، عقب إعلان المصالحة الخليجية، بين كل من قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى،  تلك الأزمة المستمرة منذ عام 2017، على خلفية اتهام الدوحة بالتدخل في شؤون دول الحصار.

إشادة بموقف مصر..

أشاد مجلس التعاون الخليجي، بتوقيع جمهورية مصر العربية على بيان العُلا، الذى يهدف إلى تعزيز وحدة الصف، والتماسك بين دول مجلس التعاون وعودة العمل الخليجي المشترك إلى مساره الطبيعي، والحفاظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة.

وأشار المجلس فى بيان له، إلى أن اتفاق العلا هو توثيق لعلاقات الأخوة التي تربط مصر  بدول مجلس التعاون الخليجي، انطلاقاً مما نص عليه النظام الأساسي بأن التنسيق والتعاون والتكامل بين دول المجلس إنما يخدم الأهداف السامية للأمة العربية".

وأكّد المجلس الأعلى على دعم أمن واستقرار مصر، مثمناً جهودها في تعزيز الأمن القومي العربي والأمن والسلام في المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز التنمية والرخاء والازدهار للشعب المصري الشقيق، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأعرب المجلس عن دعمه للجهود القائمة لحل قضية سد النهضة وبما يحقق المصالح المائية والاقتصادية للدول المعنية، مثمناً الجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن.

بيننا دم الشهداء

"ما بيننا وبين النظام القطري دماء شهداء".. بهذه العبارة خرج الإعلامي أحمد موسى، عبر مقطع فيديو له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ليعلن موقفه من اتفاق المصالحة الخليجية مع قطر والذى وقعت عليه مصر ممثلة فى السفير سامح شكري وزير الخارجية فى وقت سابق اليوم فى مدينة العلا، مؤكدًا أن القاهرة لن تتنازل عن أي من مطالبها السابقة.

وفى تعليق على الأمر، قال الإعلامي أحمد موسى إن مصر مع كل شيء يتعلق بمصلحة الأمة العربية، مضيفا: "معندناش أي مشاكل احنا ماروحناش اقتحمنا الحدود مع قطر.. قطر هي اللي بدأت كل حاجة، وكل القرارات التي اتخذت يوم 6 يونيو 2017 والتي كانت من مصر والإمارات والسعودية والبحرين كانت ردا على تدخل قطر في شؤون الدول العربية ودعم الإرهاب والتحريض عليه وتسخير منصات إعلامية لهدم الدول، وبالتالي كان لابد أن تتخذ الدول هذه القرارات قبل ٣ سنوات".

ونفى موسى ما تردد بشأن قيام مصر بفتح أجوائها أمام الطيران القطري، موضحا أنه حتى الساعة الثالثة مازالت الأجواء مغلقة، متابعا: "كلنا ثقة في القيادة السياسية والرئيس السيسي وفي كل خطوة يتخذها، فالدولة المصرية دولة كبيرة وما بيننا وبين النظام القطري الإرهابي دم.. دماء شهداء.. قطر هي التي قامت بكل هذه الأعمال على مدى السنين الماضية.. ولكن لابد من البناء على ما تم". وذكر أن إعلان العلا شمل مطالب الدول العربية الأربع الـ 13 ولم يتم التنازل عنها.

من جانبه قال النائب مصطفى بكري قال في تغريدة على صفحته الرسمية بتويتر: "قبيل ساعات من عقد قمة المصالحة مع قطر، لاتزال قناة الجزيرة تبث سمومها ضد مصر، لا تظنوا أن قطر ستتراجع عن مشروعها ولا تجاملوا الأمريكان علي حساب الأمن القومي العربي، المصالحة مع قطر تفتح أمامها الطريق لارتكاب المزيد من المؤامرات ضدنا جميعا..".

مصر ليست سعيدة بالمقاطعة

من جانبه قال الإعلامي، تامر أمين، في برنامجه "آخر النهار" المذاع على قناة "النهار"، "ما حدث اليوم من توقيع الاتفاق العلا ليس وليد يوم وليلة فقط، في العلاقات السياسية لا يوجد قرار يتم اتخاذه بشكل فوري وانفعالي، والقرار الذي تم اتخاذه اليوم سبقه مفاوضات ووساطات لمدة عام كامل".

وأكد تامر أمين "طوال عام كامل تدخلت دولة الكويت من أجل  لعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين الرباعي العربي وقطر".

واختتم تامر أمين "مصر ليست سعيدة بالمقاطعة مع أي دولة ولا  تدعو إلى الخلافات العربية ولكن مصر مع وحدة الصف العربي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

فرصة للمراجعة

وقال عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، إن قطر نتيجة مواقفها السياسية تعرضت لبعض العقوبات، وأن دول الخليج الستة تستمد قوتها من تجمعها، وهذا يؤكد أن هناك خسارات مادية للأفراد خلال انفصال تلك الدول عن بعضها مما يخلق ضغوط في بعض الدول.  

وأضاف عبد المنعم سعيد، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "رأي عام" المذاع على فضائية "TeN"،أن القاهرة تأخذ خطوة للأمام، لافتًا إلى أن القمة تعتبر فرصة لمراجعة ما يتم الإتفاق والاختلاف عليه بين جميع الأطراف.

العبرة بالالتزام وليس بالتوقيع

فيما قال الكاتب عماد الدين أديب، إن المستفيد الأول من خلاف الدول الأربعة وهما الكويت والسعودية ومصر وقطر هو القوى غير العربية وهما تركيا وإيران، ولابد من تحديد موقف ضد قوى التخريب في المنطقة، واحترام سيادات الدول.  

وأضاف الكاتب عماد الدين أديب، عبر مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "رأي عام" المذاع على فضائية "TeN"، اليوم الثلاثاء، أن العبرة بالالتزام وليست بالتوقيع، لافتًا إلى أن الذي يضمن ذلك هو الموقف الأخلاقي هما الزعماء الذين وقعوا على هذا إتفاق "مصالحة العلا" بوجود المبعوث الأمريكي.  

كانت المملكة العربية السعودية احتضنت أمس الثلاثاء، فعاليات القمة الخليجية رقم 41 بمدينة العلا، بعد ساعات قليلة من إعلانها فتح الحدود البرية والبحرية مع قطر والسماح للطيران القطري بالتحليق فى الأجواء السعودية، وذلك بعد قطيعة دامت أكثر من 3 سنوات.

وغاب عن القمة الخليجية ملك البحرين وحضر نيابة عنه ولي العهد، كما غاب محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وحضر نيابة عنه محمد بن راشد.

ووقع سامح شكري وزير الخارجية المصرية على بيان العلا، ممثلا لجمهورية مصر العربية، بعدها غادر المملكة العربية السعودية عائداً إلى أرض الوطن، وسط تقارير إعلامية تشير إلى قيام القاهرة بفتح مجالها الجوي أمام الطيران القطري، ولم يصدر عن الجهات المصرية الرسمية أي بيان يؤكد أو ينفى صحة هذه المعلومة حتى كتابه هذه السطور.

وكانت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، أعلنت في يونيو 2017 قطع العلاقات مع قطر، متهمة إياها بالتقرب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرفة، الأمر الذي نفته الدوحة.

وأسفرت مقاطعة دول الرباعي العربي، لقطر عن إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات القطرية، ومنع التعاملات التجارية مع الإمارة ووقف دخول القطريين أراضيها، ويرى محلّلون أن الأزمة دفعت الدوحة إلى تقارب بشكل أكبر مع طهران، ومكّنتها من تعزيز قدرات الاكتفاء الذاتي على الصعيد الاقتصادي.