رئيس التحرير: عادل صبري 05:18 صباحاً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«هابي كريسماس».. ماذا قال رجال الدين عن هذه المناسبة؟

«هابي كريسماس».. ماذا قال رجال الدين عن هذه المناسبة؟

أخبار مصر

احتفالات رأس السنة

«هابي كريسماس».. ماذا قال رجال الدين عن هذه المناسبة؟

كريم أبو زيد 29 ديسمبر 2020 19:58

يتجدد الخلاف سنوياً فى مثل هذا التوقيت من العام، حول قضية الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية الجديد، فبينما يرى البعض فى هذا الاحتفال بدعة قبيحة غزت بلاد المسلمين، يؤكد آخرون أنه عادة حسنة وأمرٌ مشروعٌ لا حرمة فيه.

 

عادة يكون الاحتفال بهذه المناسبة عن طريق الخروج والتردد على الأماكن العامة والمتنزهات، أو بتبادل التهاني بين الأصدقاء والأهل هاتفيا أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.  

 

البداية بالداعية الشاب عبد الله رشدي، الذي ظهر في مقطع فيديو له أمس الاثنين، للحديث عن هذه القضية ليوضح أن الكريسماس ليس مميزا عن باقي الأيام، وأنه لا يعترف إلا بالسنة الهجرية، مضيفا: "لا أحتفل ولا أرى أمرا يستحق الاحتفال غير عيدي الفطر والأضحى".

 

بجانب عبد الله رشدي يتبنى التيار السلفى فى مصر نفس وجهة الداعية الأزهري، ويقول الشيخ أبو اسحاق الحويني في فتوى له: "رأس السنة بدعة قبيحة غزت بلاد المسلمين، مضيفًا " كل سنة من حياتي تعدي احتفل أننى قربت من الموت، لا يحل لمسلم الاحتفال بعيد الميلاد".

 

يوافقه الرأي في هذه المسألة الداعية السلفى ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، الذى تحدث فى أكثر من مناسبة عن أعياد الميلاد والاحتفال بها، قائلا:" هذه الأعياد لا يجوز شهودها ولا المعاونة على إقامتها، موضحا أنه لا عبرة بفتاوى تفتقر إلى الأدلة، وتزعم أن التهنئة هي من البر والإحسان الذي أمر الله به، وذكر أن اليهود كانوا مع المسلمين بالمدينة سنين؛ فهل هنأهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولو في حديث واحد؟!.

 

وعلى عكس هذا التوجه ترى دار الإفتاء المصرية، أن احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح وبالسنة الجديدة، أمر مشروع لا حرمة فيه، لأنه تعبير عن الفرح، وفيه تأسّ بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل في حقه: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» رواه البخاري.

 

وقالت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز احتفال المسلمين مع المسيحيين وتهنئتهم في رأس السنة الميلادية؟»، إن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنها من أكبر نِعم الله تعالى على البشر.

وأضافت أن الأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: «وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 15]، وقال عن سيدنا عيسى: «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 33]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ» [الصافات: 79]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ» [الصافات: 109]، ثم قال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ» [الصافات: 120]، إلى أن قال تعالى: «وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ» [الصافات: 181-182].

 

وتابعت: إذا كان الأمر كذلك، فإظهار الفرح بهم، وشكر الله تعالى على إرسالهم، والاحتفال والاحتفاء بهم؛ كل ذلك مشروع، بل هو من أنواع القرب التي يظهر فيها معنى الفرح والشكر لله على نعمه، وقد احتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يومًا -يعني: عاشوراء-، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرًا لله، فقال: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ» فصامه وأمر بصيامه. فلم يعدَّ هذا الاشتراك في الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكًا في عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام.

 

وأوضحت: أما تهنئة غير المسلمين من المواطنين الذين يعايشهم المسلم بما يحتفلون به؛ سواء في هذه المناسبة أو في غيرها؛ فلا مانع منها شرعًا، خاصة إذا كان بينهم وبين المسلمين صلة رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة أو غير ذلك من العلاقات الإنسانية، وخاصة إذا كانوا يبادلونهم التهنئة في أعيادهم الإسلامية؛ حيث يقول الله تعالى: «وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا» [النساء: 86]، وليس في ذلك إقرار لهم على شيء من عقائدهم التي يخالفون فيها عقيدة الإسلام، بل هي من البرِّ والإقساط الذي يحبه الله؛ قال تعالى: «لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» [الممتحنة: 8].

 

وألمحت إلى أن الآية تقرر مبدأ التعايش، وتبين أن صلة غير المسلمين، وبِرَّهم، وصلتهم، وإهداءهم، وقبول الهدية منهم، والإحسان إليهم بوجه عام؛ كل هذا مستحبٌّ شرعًا؛ يقول الإمام القرطبي في "أحكام القرآن" (18/ 59، ط. دار الكتب المصرية): [قَوْلُهُ تَعَالَى: «أَنْ تَبَرُّوهُمْ» أَيْ: لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنْ أَنْ تَبَرُّوا الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ ... «وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ» أَيْ تُعْطُوهُمْ قِسْطًا مِنْ أَمْوَالِكُمْ عَلَى وَجْهِ الصِّلَةِ].

 

فى السياق ذاته، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن شراء شجرة الكريسماس جائز، كون صناعة شجرة الكريسماس وتداولها هو نوع من الثقافة التي تؤخذ بالعرف، كما أن الاحتفال بمولد المسيح عيسى مشروع، خاصة أن الرسول كان يفرح بالأنبياء.

 

وأضاف خلال إحدى حلقات برنامجه «والله أعلم»، أن التشبه المنهي عنه في حديث من تشبه بقوم فهو منهم هو التشبه الذي يحدث اللبس، فإن لم يحدث اللبس فخلق الله أمة واحدة، حيث إن هناك أمة الدعوة وهم جميع العالم، وأمة الإجابة وهم المسلمون.

 

وذكر أن الاحتفال بسيدنا عيسى أو الأنبياء دين، فالاحتفالات لا تعد دينا، أما القول بعدم مشروعية الاحتفال بالسيد المسيح فيخالف الإسلام، ومن يقولون بعدم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد يشوهون الدين، ويحاولون أن يقولوا أن الدين ضد الحياة مع أنه جزء من الحياة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان