تستعد الحكومة ممثلة في وزارة الصحة، خلال أيام للإعلان عن خطتها لتوزيع لقاح كورونا بعد انتهاء اختباره الأسبوع المقبل، خاصة بعد تزايد أعداد الإصابات الفترة الأخيرة، تزامنًا مع بدء الموجة الثانية للفيروس في مصر.
وأعلنت وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، الاثنين، أنه تم اعتماد اللقاح الصيني في مصر، وسيعلن ذلك رسميا خلال ساعات.
وأشارت زايد، في حوار لقناة العربية، إلى إنه من المتوقع أن يسجل شهر ديسمبر زيادة في عدد الإصابات والوفيات بكوفيد-19.
ونوهت إلى أن الأعداد المعلنة رسميا لا تعكس الحقيقة على الأرض، وهذا ما يحدث بالعالم أجمع، وفما يُعلن رسميا هي الأعداد التي تم تسجيلها فقط.
كما أشارت وزير الصحة إلى أن شهري ديسمبر ويناير يشهدان في العادة أعلى معدلات الوفاة المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي في مصر، بسبب انتشارها في ذلك الوقت وبقاء المواطنين في أماكن مغلقة سيئة التهوية لفترات أكثر لبرودة الطقس.
عدد الجرعات
وكانت مصر قد تلقت شحنات مبدئية من اللقاح الصيني من الإمارات التي اعتمدته وبدأت في استخدامه.، كما تنتظر وصول 500 ألف جرعة من لقاح سينوفارم لبدء برنامج التطعيم، وهو ما تأخر عدة أيام لحين إقرار الحكومة الصينية خطة توزيع حصص اللقاح محليا ثم خارجيا.
موقع إلكترونى للتسجيل فى لقاح كورونا.. ومركز بكل محافظة
وأضافت الوزيرة أنه سيتم إتاحة موقع الكتروني لتسجيل الراغبين في تلقي اللقاح، وسيكون التسجيل للعاملين بالقطاع الصحي، وللمواطنين ذوي الأولوية من أصحاب أمراض الأورام، والفشل الكلوي والأمراض المزمنة، اعتماداً على مبادرة الأمراض المزمنة من خلال مستشفيات ومراكز العلاج الخاصة بهم.
كما سيتم تحديد مركز ووحدة صحية بكل محافظة يتم تقديم خدمة التلقيح من خلالها، وتم التنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين الأماكن المقترح تقديم الخدمة بها.
تصنيع اللقاح محليًا
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء، نادر سعد، إن الحكومة تجري مفاوضات مع شركتي فايزر وأسترازينيكا، وتأمل في الحصول على نحو 20% من احتياجاتها من اللقاح من التحالف العالمي لإنتاج الأمصال واللقاحات (جافي) في مايو 2021.
وأشار سعد، في تصريحات تلفزيونية، إلى أن هناك مفاوضات أيضا للحصول على رخصة تصنيع اللقاح محليا، وذلك بتجهيز خط إنتاج في شركة فاكسيرا.
أولوية مصر في مواجهة كورونا
أولوية مصر الآن هي استيراد لقاح سينوفارم، إلا أن من الوارد أن تستورد الحكومة لقاحي موديرنا وفايزر أيضا، وفق تصريحات الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة.
وتعمل الحكومة على زيادة مخزونها من اللقاحات، وتتوقع تسليم المزيد من اللقاح الصيني قريبا، بينما تقدمت بطلب لتلقي اللقاحات من خلال برنامج كوفاكس التابع لمنظمة الصحة العالمية.
ويتوقع بدء توزيع الجرعات الأولى من اللقاح خلال أيام، مع إعطاء الأولوية لأفراد الطاقم الطبي ثم الفئات الأكثر عرضة للخطر من كبار السن وأصحاب الأمراض، والتركيز بشكل خاص على المناطق التي تشهد زيادة في الحالات.
ومن المتوقع أن تلجأ مصر إلى تصنيع لقاح سينوفارم خلال الأشهر المقبلة، بهدف التحول إلى مركز للتصنيع والتوزيع على بقية دول أفريقيا والشرق الأوسط، وفق تصريحات الوزيرة.
لقاح سينوفارم
النتائج المؤقتة تشير إلى أن سينوفارم فعال بنسبة 86%. ومن المتوقع الحصول على موافقة صينية كاملة على استخدام اللقاح في أي وقت، حسبما ذكرت فايننشال تايمز، بينما ينتظر العاملون في المجال الصحي نشر بيانات مطمئنة بخصوص اللقاح، الذي أجازت الإمارات استخدامه في 9 ديسمبر بعد إجراء التجارب السريرية في مصر والإمارات وبيرو والأرجنتين والمغرب والأردن.
وشاركت مصر في الأبحاث الإكلينيكية على لقاح "سينوفارم"، كما تُعد أول دولة في أفريقيا تحصل على هذا اللقاح، وتقدر فاعلية اللقاح بنحو 86%، ولو أصيب الشخص بعد أخذه اللقاح ستكون إصابته خفيفة جدًا، وبذلك تصل نسبة فاعلية اللقاح لـ100% ضد الحالات الحادة
كما يحتوى اللقاح على لحاء شجر وزيت حيواني يساهم فى زيادة المناعة لمواجهة فيروس كورونا، وسيجرى الحصول على هذا اللقاح من خلال جرعتين، بين كل جرعة وأخرى 21 يومًا.
الجرعات الأولى ستكون للأطقم الطبية في مستشفيات العزل ومستشفيات الحميات والصدرية ومرضى الأورام والفشل والكلوي وأصحاب الأمراض المزمنة، وبعد استلام كل الشحنات، سيتم إتاحتها لكل مواطن بالمجان، وستصل شحنات متتالية من اللقاح إلى مصر.
وفي سياق متصل، شدد الدكتور مُصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على تطبيق الإجراءات الإحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، ومواجهة التراخي ومخالفة تلك الإجراءات بمُنتهى الحزم.
وأكد مدبولي أن هناك توجيهاً واضحأً لكل الوزارات والجهات المعنية بهذا الشأن، في إطار سعي الدولة بقدر الإمكان لتجنب الغلق الكامل للمنشآت لتجنب الآثار الإقتصادية المرتبطة بهذه الخطوة، والتي تؤثر بشكل واضح على حياة المواطنين، لذا لن تقبل الدولة التهاون في تنفيذ الإجراءات.
ووجه رئيس الوزراء وزيري الصحة والتعليم العالي بتخصيص العدد الكافي من المستشفيات للعزل، وتقديم العلاج اللازم لمصابي فيروس كورونا، وكذا توفير الأكسجين اللازم لكل المستشفيات، وكذا لمن يحتاجه من المواطنين، كما شدد على أنه لا إحتفالات ولا تجمعات في رأس السنة، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
وكانت مصر قد وقعت عقدًا في 4 ديسمبر الجاري، مع التحالف الدولي للحصول على المزيد من اللقاحات، وستكون أول دولة تجري الأبحاث الإكلينيكية وتحصل على لقاح كورونا.
وحصلت مصر على موافقة الطوارئ من منظمة الصحة العالمية بشأن إجازة استخدام لقاح سينوفارم، كما أن هناك 6 دول حصلت على موافقة الطوارئ على اللقاح.