واصل فيروس كورونا صحوته ضد البشر منهم أصحاب الصفوف الأول المتصدرين للمشهد في مجابهته، حيث قضى الفيروس حتى اليوم الاثنين على 256 طبيبًا من العاملين في المستشفيات المصرية.

 

وذلك بعدما أعلنت نقابة الأطباء، مساء اليوم الاثنين، وفاة 3 أطباء متأثرين بإصابتهم بالفيروس، لتتعالى الأصوات المطالبة بصرف معاش استثنائي لذوي الشهداء من الأطباء.

 

ونشرت النقابة بيان تضمن أسماء الشهداء الثلاثة وهم: الدكتورة ياسمين زين العابدين استشاري ورئيس قسم الجلدية بمستشفى كفر شكر، وتوفت في عزل مستشفى ميت غمر نتيجة الإصابة بالفيروس.

 

وكذلك وفاة الدكتور عاطف عزت استشاري النفسية والعصبية بالمنصورة، إلى جانب الدكتور عبدالعزيز الرمادي استشاري الجراحة بالحسينية والذى توفى بمستشفى عزل جامعة قناة السويس.

 

 

ونعت النقابة وفاة الأطباء الثلاثة، وقدمت العزاء لأسرتهم، سائلة الله أن يرحمهم برحمته الواسعة وأن يُسكنهم مع الأبرار والشهداء.

 

وفي وقت سابق، كانت نقابة الأطباء قد طالبت بصرف معاش استثنائي لذوي الشهداء من الأطباء المتوفين متأثرين بإصابتهم بالفيروس نتيجة انتقال العدوى لهم خلال معالجتهم لمصابي كورونا في المستشفيات. 

 

وطالب الدكتور أسامة عبد الحى أمين عام نقابة الأطباء رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، بتفعيل قراراته السابقة باعتبار وفيات الفريق الطبى من ضحايا كورونا من الشهداء ماديًا وليس أدبيًا فقط بمساواتهم بشهداء العمليات الحربية فى الجيش والشرطة، وضمهم للقانون 16 لسنة 2018.

 

وتابع: القرار الصادر باعتبار وفاة الأطباء بكورونا "إصابة عمل" لم يتم تنفيذه حتى الآن لوجود مشكلة فى شهادات الوفاة حيث يُدون فى المستخرجات الرسمية للأحوال المدنية -شهادة الوفاة- التهاب رئوى حاد دون ذكر السبب -فيروس كورونا-. 

 

وأضاف: تواصلت النقابة مع مسؤولين في الطب الوقائي ووزارة الصحة لتحديث كود الوفاة، مع ضرورة تعديل شهادات الوفاة التى صدرت من قبل حفاظًا على حقوق أسر الشهداء ..

 

وواصل: لذا نطالبهم بسرعة إجراء هذا التعديل حفاظًا على حقوق أسر الشهداء الذين يعانون الأمرين، مرارة الفقد للعائل ومرارة العيش بمبالغ هزيلة رغم أن لهم حقوق.

 

 

تجدد مطالبات بمعاش استثنائي

 

فيما شدد الدكتور أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على ضرورة صرف معاش استثنائي لأسر شهداء الأطقم الطبية من ضحايا فيروس كورونا لتوفير حياة كريمة لهم، وتقديم الشكر والعرفان على ما قدمه ذووهم من الأطقم الطبية من التضحية بحياتهم في مواجهة وباء كورونا. 

 

وجدد "أبو العلا"؛ دعمه لمطالب نقابة الأطباء في معاملة شهداء الأطقم الطبية كشهداء الجيش والشرطة وصرف معاش إستثنائي لهم.

 

وأوضح أن مثل هذه القرارات تساهم في رفع روح المعنوية للأطقم الطبية، خاصة في ظل ارتفاع قائمة شهداء الكوادر الطبية، حيث تم الإشارة إلى أن معظم هؤلاء الشهداء من الشباب الذين تركوا خلفهم أبناء وأسر تتقاضى معاش ضعيف لا يوفر لهم حياة كريمة.

 

وأضاف "أبو العلا" أن هناك قرارات جيدة أتخذت في السابق بخصوص الأطباء، ولكن مع بدء الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا وتوقع زيادة أعداد الشهداء من الأطقم الطبية نتطلع لاتخاذ قرار بتطبيق المعاش الإستثنائي لهم.

 

 

من جانبه كان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، سبق وأكد خلال لقائه بنقيب الأطباء الدكتور حسين خيري، أن الدولة تقدر الجهود التى تقوم بها الأطقم الطبية لمواجهة أزمة انتشار فيروس "كورونا" المستجد، مؤكداً تقديم الدعم والمساندة لجميع أفراد الأطقم الطبية للقيام بدورهم فى تقديم الخدمة الطبية للمواطنين.

وأضاف: تكاتفنا معًا هو السبيل لتخطى هذه المحنة التى يمر بها العالم، ومصر دوماً قيادة وحكومة وشعباً، تتكاتف فى وقت الأزمات، لتحقيق هدف واحد هو المصلحة العامة لهذا الوطن وأبنائه. 

 

وأكدت  الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، في وقت سابق حرص الوزارة على الاستجابة لاحتياجات ومطالب الأطباء، والأطقم الطبية بوجه عام، وتوفير سبل الحماية والدعم اللازم لهم في حربهم ضد فيروس كورونا المستجد" كوفيد 19".

 

جاء ذلك خلال استقبالها الدكتور حسين خيري، نقيب أطباء مصر، في وقت سابق بديوان عام وزارة الصحة والسكان.

 

 

ولفتت إلى أنه يتم دعم الأطقم الطبية من خلال إنشاء صندوق لمخاطر المهنة، مضيفةً أنه جارِ وضع آليات التنفيذ بالتنسيق مع مجلس الوزراء ووزارة المالية في هذا الشأن، كما تم رفع بدل المهن الطبية إلى 75 %، وجارِ دراسة رفع سن المعاش للأطباء إلى 62 عامًا. 

 

وشددت وزيرة الصحة على استمرار حماية كافة الأطباء والأطقم الطبية، مشيرةً إلى أنه منذ بداية الجائحة قامت وزارة الصحة باعتماد بروتوكول وقائي لحماية الأطباء والأطقم الطبية من الإصابة بالفيروس، من خلال توفير جرعات من الأدوية الوقائية، وتدريبهم على الاستخدام الصحيح (ارتداء وخلع) الملابس الوقائية، كما أنه تم توجيه فرق مكافحة العدوى بالمستشفيات للتأكد من التزام الفرق الطبية باتباع طرق مكافحة العدوى، مؤكدةً على استمرار تدريب الأطباء على أساليب مكافحة العدوي، واعتماد وسائل حديثة في التدريب عن طريق الإنترنت.

 

وأضافت الوزيرة أنه يتم اتخاذ كافة الاحتياطات والإجراءات لحماية الأطقم الطبية من الإصابة بالفيروس، حيث يتم إجراء التحاليل بواسطة الكواشف السريعة بصفة دورية للأطباء والفرق الطبية، عند دخولهم المستشفى لبدء عملهم، وعند خروجهم من المستشفى بعد انتهاء عملهم منها بواقع 14 يومًا عمل و14 يوما إجازة، كما يتم إجراء مسحات "pcr" لمن يظهر عليه أعراض أثناء تأدية عمله، مشيرة إلى إجراء أكثر من 10 آلاف مسحة " pcr" للأطقم الطبية منذ بداية الجائحة.

 

ولفتت في وقت سابق أنه  تم تخصيص 20 سريرًا بكل مستشفى عزل للأطقم الطبية المصابة.