رئيس التحرير: عادل صبري 02:23 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بعد براءة المتهمين.. القصة الكاملة لـ«تعرية سيدة الكرم»

بعد براءة المتهمين.. القصة الكاملة لـ«تعرية سيدة الكرم»

أخبار مصر

سيدة الكرم

بعد براءة المتهمين.. القصة الكاملة لـ«تعرية سيدة الكرم»

أحلام حسنين 18 ديسمبر 2020 14:30

بعد نحو 4 سنوات من واقعة تعرية سيدة كانت في نهاية العقد السادس من العمر، تعيش في قرية الكرم بمحافظة المنيا، أسدلت محكمة جنايات المنيا، أمس، الستار على تلك الواقعة التي هزت الرأي العام المصري، بعد محطات عديدة داخل أروقة المحاكم، وذلك ببراءة المتهمين الثلاثة المتورطين في القضية. 

 

تضمن الحكم براء كل من نظير إسحاق، وشقيقة عبد المنعم ووالدهما إسحاق، بعد 12 شهرا من صدور حكم غيابي بمعاقبة المتهمين بالسجن لمدة 10 سنوات.

 

وكانت محكمة جنايات المنيا، قد قضت في يناير 2020، بالحبس 10 سنوات غيابيًا على المتهمين بتعرية السيدة سعاد ثابت، 70 سنة، المعروقة إعلاميًا بـ«سيدة الكرم»، والمتهمون هم: «نظير.ا.ا»، وشقيقه «عبدالمنعم»، ووالدهما «إسحق».

 

تعود تفاصيل القضية إلى صيف مايو عام 2016، حين تعرضت سيدة مسيحية تدعى سعاد ثابت يتجاوز عمرها الـ66 عامًا آنذاك، تعيش فى قرية الكرم بمحافظة المنيا لجريمة بشعة تمثلت في قيام عدد من أهالى القرية بضربها وسحلها وتعريتها من ملابسها فى الشارع، على خلفية ارتباط نجلها بعلاقة عاطفية مع سيدة مسلمة متزوجة بالقرية.


ووقعت أحداث قرية الكرم يوم 20 مايو 2016، علي خلفية تداول أنباء عن علاقة عاطفية تربط شاب قبطي بسيدة مسلمة، وأسفرت هذه الأنباء عن وقوع فتنة طائفية تسببت فى حرق وإتلاف عدد من منازل الأقباط، الذين قام الجيش بترميم 7 منازل وتسليمها لهم بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالإضافة للتعدي علي ربة منزل مسنة و زوجها وهتك عرضها.

 

وبعد 5 أيام من الواقعة، حررت سيدة الكرم محضرا بهتك عرضها، بعدما تيقنت أن أمر التعدي عليها ذاع بين الأهالي وأنها لن تنجح في إخفاء الأمر، وخلال التحقيقات التى أجرتها النيابة فى قضية التعرى، اتهمت السيدة سعاد ثابت، إسحاق أحمد عبد الحافظ، وابنه نظير إسحاق زوج السيدة المطعون فى شرفها، وعبد المنعم إسحاق، بضربها برفقة زوجها، قائلة: خدونى برة البيت، وجرونى فى الشارع، وقلعونى "ملط"، والكلام ده كان يوم الجمعة 20 مايو بين المغرب والعشاء".

 

وبعد واقعة التعرى، أقام نظير إسحاق أحمد دعوى ضد "عطية. د"، وشهرته أشرف، وهو ابن سعاد، المعروفة إعلاميًا بـسيدة الكرم، و"نجوى ر.ف"، وهي زوجة مقيم دعوى الزنى، على خلفية الأحداث التي وقعت بين عائلة مسلمة وأخرى مسيحية في القرية.

 

وعاقبت محكمة جنح مركز أبوقرقاص في المنيا، فى يوليو 2017  كل من نجل سيدة الكرم، و"نجوى ر.ف"، بالسجن عامين مع الشغل والنفاذ، لكل منهما، في قضية اتهامهما بممارسة الزنى، وألزمت المحكمة المتهمين بدفع مبلغ مليون جنيه كتعويض مؤقت في القضية.

 

وحسم القضاء المصري قضية نجل سيدة الكرم وعشيقته، إلا أن قضية السيدة سعاد لم تكن تحسم حينها، ففى مارس 2019 أعلنت الدائرة السادسة بمحكمة جنايات المنيا، برئاسة المستشار محمد فوزي، تنحيها عن نظر القضية، لاستشعار الحرج وإحالتها إلى مأمورية استئناف بنى سويف مرة أخرى، لتحديد دائرة جديدة لنظر القضيتين أمام محكمة جنايات المنيا.

 

 رغم صدور حكم غيابي في يناير 2020 بحبس المتهمين 10 سنوات، إلا أن إيهاب عادل رمزي، عضو هيئة دفاع المجني عليها، قال فى تصريح له، :" إن الحكم الغيابي على المتهمين صدر بعدما اشترطت المحكمة حضور المتهمين لجلسة النطق بالحكم وتغيب المتهمون الثلاثة، وأضاف :" أن الحكم يتيح لهم إعادة إجراءات المحاكمة حال القبض عليهم"، حسب القانون.

 

وفي أول تعليق لها على الحكم الغيابي في يناير 2020، قالت السيدة سعاد ثابت: "النهاردة رجع حق بهدلتي وتعريتي 8 أمتار في الشارع، ربنا عادل وبعت لي قضاء عادل، بعد ما ناس كتير شككوا في كلامي، وعشنا سنين مطرودين ومشردين في البلاد".

 

كما حرصت على توجيه رسالة شكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلة: "أنت وقفت جنبي وصدقتني وراعيت كرامتي في بداية أزمتي، ربنا يخليك، وأنت بنيت لنا بيتنا وعدلته واتقفل وماقدرناش نرجع له، ربنا ينصرك وينصر القضاء المصري العادل.

 

وبعد أشهر من الحكم الغيابي جاء قرار محكمة الجنايات بتبرأة المتهمين الثلاثة في تعرية سيدة الكرم، وهو ما أثار استياء عدد من الحقوقين، حيث أصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بيانا، أعربت خلاله عن قلقها البالغ إيذاء الحكم.

 

وحذرت المبادرة، في بيانها، من  تداعيات عدم إدانة المتورطين في هذه الاعتداءات، والتي ترسخ لغياب العدالة والتمييز بين المواطنين على أساس الدين وتشجع على تكرار مثل هذه الاعتداءات الطائفية، بالإضافة إلى ما تمثله من رسالة  للتساهل مع وقائع العنف ضد المرأة بشكل عام، بحد وصفها. 

 

وطالبت المبادرة النيابة العامة بتفعيل دورها واستخدام صلاحيتها التي خولها إياها القانون رقم 57 لسنة 1959 بشأن حالات وإجراءات الطعن أمام محكمة النقض، وذلك بالتقرير بالطعن بالنقض في الحكم الصادر اليوم ببراءة المتهمين إعمالًا للمادة 30 منه.

 

وأكدت المبادرة المصرية على ضرورة القبض على المتهمين الصادر بحقهم حكمًا غيابيًا بالسجن في قضايا حرق المنازل وتهديد وترويع المواطنين، ومحاكمتهم حضوريًا في التهم المنسوبة إليهم، مع عدم الأخذ بالصلح العرفي الذي جرى بين المجني عليهم – فيما عدا زوج السيدة سعاد ثابت – والمتهمين تحقيقًا للعدالة، إضافة إلى أن محاكمة المتورطين في الاعتداءات الطائفية تعد الضمانة الأساسية لعدم تكرار هذه الاعتداءات.

 

وأوضحت المبادرة أنها لا تتخذ موقفًا معارضًا من حيث المبدأ لاستخدام أي آليات عرفية متاحة في المجتمعات المحلية لإزالة أسباب الاحتقان بين المواطنين، لكنها تؤكد في نفس الوقت أن هذه الجلسات أصبحت تستخدم بديلاً عن تطبيق القانون لمساعدة المتورطين في الاعتداءات على الإفلات من المساءلة الجنائية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان