بعد فترة وجيزة من قرار النيابة العامة بحبس 7 شباب متهمين بالتحرش بفتاة في أحد شوارع مدينة ميت غمر بالدقهلية، كشفت ياسمين.م، وشهرتها بسنت، الطالبة التى تم التحرش بها، عن تعرضها لتهديدات ومضايقات كثيرة خلال الأيام الأخيرة خاصة بعد تجديد حبس المتهمين.

وأشارت الفتاة، إلى أنها تلقت تهديدات ورسائل على وسائل التواصل الاجتماعى، من بعض الشخصيات وأقارب المتهمين، واضطرت إلى أن تغلق هاتفها وكل الاكونتات الخاصة بها، وأشارت إلى أن إحدى الشخصيات ظهرت فى بث مباشر وقام بتهديدها، ومن كثرة التهديدات اضطرت أسرتها لترك السكن، مؤكدة أنه لم تذق طعم النوم بعد الواقعة بسبب التهديدات.

وكانت ياسمين قد تعرفت على المتهمين أمام النيابة بعد عرضهم عليها، وأكدت أنهم شاركوا فى عملية التحرش التى تعرضت لها، وتم إثبات ذلك فى مقاطع الفيديو التى سجلتها كاميرات المحلات الموجودة بالشارع.

وبدأت القضية عندما تلقى اللواء رأفت عبدالباعث، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء مصطفى كمال، مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ لمأمور قسم ميت غمر من ياسمين محمود العزب، 23 سنة، طالبة بكلية الزراعة بعين شمس ومقيمة بمدينة ميت غمر، تؤكد فيه تعرضها للتحرش الجماعى من قبل مجموعة كبيرة من الشباب أثناء سيرها بشارع بورسعيد فى ميت غمر مساء الخميس الماضى.

وعلى الفور شكل مدير المباحث فريق بحث برئاسته وتم تفريغ الكاميرات بالشارع وتم تحديد هوية 8 شباب في الواقعة تقدم أحدهم للشهادة بما حدث، وألقت الشرطة القبض على السبعة الآخرين وهم «أحمد. س»، «محمد. ه» و«محمد. ص»، «مصطفى. ه» و«محمد. ق»، «عبدالله. أ»، و«على. م»، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 3994 إدارى قسم شرطة ميت غمر لسنة 2020

وفى شهادته قال الشاب شاهد العيان :"إنهم فوجئوا بفتاة تسير بملابس شبه عارية بشارع بورسعيد وفور مشاهدتها سار خلفها عدد كبير من الشباب يتعدى 150 شابا لمعاكستها ثم تطور الأمر إلى لمس أجزاء من جسدها، فبدأت تحدث مشادات بينها وبين الشباب ثم صرخت وتجمع بعض الشباب لإخراجها من المكان".

وبعد عرض المتهمين على النيابة، نفى الشباب تحرشهم بفتاة ميت غمر، مؤكدين أنهم تجمعوا للفرجة فقط، وفى المقابل قررت النيابة حبس الشباب السبعة 15 يوما على ذمة التحقيقات ووجهت لهم تهمة التحرش وفعل فاضح في الطريق العام.

من جانبه كشف خالد البرى، محامى المتهمين، إنه تقدم ببلاغ اتهم فيه الفتاة بالتحريض على الفسق لقيامها بنشر صور وفيديوهات فاضحة على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وانستجرام، مما أثار الشباب ضدها عندما كانت تسير بالشارع .

وقال محامي المتهمين فى تصريح إعلامي: "إن أهالى ميت غمر غاضبون من القبض على الشباب ويجب محاسبة الفتاة أيضا فكيف تسير بملابس شبه عارية في مجتمع ريفى محافظ، ومن قبلها تنشر صورا عارية على الفيس بوك، مما أثار غضب الشباب ضدها وتجمع حولها أكثر من 300 شاب ومع ذلك لم تلق الشرطة القبض سوى على 7 شباب فقط تتراوح أعمارهم بين 17 و20 سنة".

فى السياق ذاتة، أكدت والدة "علي"، أحد المتهمين بالقضية، أن نجلها طالب في الصف الثالث الإعدادي، وعمره 16 عاما، وأنه تواجد بالفعل في موقع الحادث، لكن لم يكن من بين المتحرشين بالفتاة.

وتابعت الأم: ابنى كان بيتفرج، وقالي يا ماما دا حصل عندنا زي اللى حصل في المنصورة"، في إشارة لحادثة تحرش مماثلة في رأس السنة الماضية، مؤكدة أن هناك شهود رأوا ابنها وهو بعيد تماماً عن الحادث، وانه أكتفي بالمشاهدة.

وأضافت: لم نطلع حتى الآن على الفيديوهات التي تدل على أن أولادنا كانوا متحرشين، أو ظهروا في واقعة التحرش.. عاوزة دليل واحد يثبت أن ابني مذنب، لو أثبتوا هولع فيه وهقول دا قليل ربايه، انا مرضاش كده على بناتي، لكن ابنى معملش حاجه".

وفى مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج "كلمة أخيرة" على قناة "أون إي"، قالت فتاة ميت غمر، إنها كانت ذاهبة إلى بيتها وتعرضت للتحرش الجماعي، من قبل أكثر من 7 شباب، مضيفة في انهيار وبكاء: "أنا بتعب أوي كل ما افتكر، 7 اتحرشوا بيا وكلهم مسكوا جسمي".

وتابعت :"معرفتش أعمل إيه، فضلت أقاومهم مقدرتش عليهم، وحد روحني، وتاني يوم واقعة التحرش عملت محضر في القسم لما لقيت الناس بتدعمني، وفي النيابة اتعاملوا معايا كويس وده حسسني بالأمان، لكن أنا دلوقتي خايفة لأن المتحرشين بيهددوني إنهم "يقتلوني" أو يرموا على وشي مية نار، وبيراقبوني في كل حتة وعارفين كل تحركاتي".

واستطردت: "محامي المتحرشين طلع لايف بيطعن في شرفي وعاملين حملة لتشويه سمعتي على فيسبوك.. وأهلي هيتطردوا من العمارة بسببي وملفقين لإخواتي قواضي".

وأضافت موجهة حديثها للإعلامية لميس الحديدي: "يعني يرضيكي أتنازل عن حقي؟" لترد عليها لميس الحديدي بشدة ودعم لثلاث مرات: "إوعي تتنازلي عن حقك إوعي متخافيش".

بدوره أكد المجلس القومي للمرأة، أنه يتابع عن كثب، ما تم إثارته مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن قضية فتاة ميت غمر.

وأشار إلى أنه يتواصل من خلال مكتب شكاوى المرأة، مع المجنى عليها للوقوف على موقف تعرضها للتهديد من عدد من الشباب، بهدف التنازل عن البلاغ الذي تقدمت به.

وأكد المجلس فى بيان، أن مكتب شكاوى المرأة سيقوم بتقديم الدعم والمساندة القانونية اللازمة لها حول ما أثير من وجود تهديدات وذلك بالتعاون والتنسيق مع كل الجهات المعنية المختصة.

ويوم الاثنين الماضى تصدر هشتاج «ادعم بسنت» ترند "تويتر" فى مصر، بعد تعرض فتاة ميت غمر، للتهديد .