رئيس التحرير: عادل صبري 12:33 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الاعلام في عصر العولمة والتكنولوجيا.. جمال هلال: لا يوجد حل سحري للثورة الرقمية

الاعلام في عصر العولمة والتكنولوجيا.. جمال هلال: لا يوجد حل سحري للثورة الرقمية

متابعات 21 نوفمبر 2020 19:20

تحت عنوان "الظواهر الإعلامية الجديدة في عصر العولمة والتكنولوجيا"؛ انطلقت الجلسة الثانية في مؤتمر  "مستقبل الإعلام في العالم"، الذي تم بثه عبر الصفحة الرسمية لوزراة الإعلام برئاسة أسامة هيكل، وبحضور رئيس الوزراء وخبراء من 9 دول، اليوم الجمعة.

 

افتتح  الجلسة الصحفي المصري ومنتج المحتوى الرقمي بقناة سكاي نيوز عربية في أبو ظبي أبانوب عماد  بالإشارة إلى ظهور كثير من الأشكال الصحفية على السطح مؤخرًا،  وحظيت بانتشار واسع على صفحات القنوات والصحف من خلال إنتاج التقارير باستخدام الموبايل أو ما يعرف بصحافة "الموجو" البودكاست لقصص الصحفية المدعومة بالبيانات، وألقى كذلك الضوء على العديد من التحديات التي تواجه الإعلام الرقمي مثل تحدى مواجهة الأخبار الكاذبة أو fake news، والتحديات التي تواجه صانع المحتوى نتيجة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى وتقديم الأخبار.

 

وفي إطار الحديث عن أهمية الثروة الرقمية؛  وجه الكاتب الصحفي عادل صبري، رئيس تحرير موقع مصر العربية،  خلال الجلسة سؤالًا إلى المستشار السابق بالبيت الأبيض جمال هلال جاء نصه: "سؤال للدكتور جمال هلال،  قلت بأن الثورة التكنولوجية هي انعكاس للحرية، كيف تتحقق هذه الكلمة في واقعنا العربي بما نراه من قيود على الصحافة المكتوبة والمرئية والانترنت ؟". 

 

 

من جهته؛ أكد  جمال هلال بأنه لا يوجد حل سحري للثورة الرقمية، وأشار إلى أهمية التأقلم مع آثار الثورة الرقمية، مؤكدًا على وجود مزايا لها بالأخص للإعلام التقليدي، الذي وصفه بأنه ترك المنافسة على نشر الخبر العاجل إلى المنصات الرقمية لتقوم بذلك، وتحول دوره إلى تحري دقة المعلومات المنشورة على منصات التواصل الرقمي.

 

وفي إطار الحديث عن الأخبار الكاذبة أشار الدبلوماسي وكبير مستشاري البيت الأبيض سابقًا في كلمته أننا نعيش الآن في عصر ثورة رقمية عصرية غير مرتبطة بمجتمع معين، فيمكن لمدون واحد لديه عدد كبير من المتابعين أن ينشر معلومة تحقق انتشار واسع في وقت قصير، حيث أعطت التكنولوجيا للفرد القدرة الوصول على المعلومة ونشرها لعدد غير محدود، وأصبح لدى المتلقي مصادر متعددة للمعلومات ويستطيع أن يحكم بنفسه عن مدى صحة المعلومة.

 

 

 

 

 

حرية الرآى والتعبير اصبحت  أمرًا واقعًا

 

وكان وزير الإعلام أسامة هيكل قال في كلمته الافتتحاية لمؤتمر مستقبل الإعلام نوفمبر 2020، لقد أصبحت حرية الرأي والتعبير في ظل هذا التطور المذهل أمرًا واقعًا وليس مجرد حق .. فلا أحد الآن يستطيع منع معلومة من التداول لوقت من الزمن .

 

 

 

على الجانب الآخر؛ تحدثت الكاتبة والصحفية وخبيرة الشئون الدولية حنان البدري حول مزايا وعيوب الإعلام الورقي والإعلام الرقمي، وكيفية تطوير أدوات المحتوى الأكثر تأثيرًا.

 

 أما عن الأخبار الكاذبة فألقت "البدري" الضوء على قواعد صنع الحقيقة وجمع المعلومات والقدرة على الفرز في عصر الإعلام الرقمي وصحافة الموبايل ومعضلة التعامل مع المحتوي المضلل- المزيف- الانتقائي - ومحتوى الإثارة.

 

 

عميد إعلام: صحافة المحمول فرضت واقع جديد

 

ومن جانبها؛  أشارت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة في كلمتها إلى التغييرات التي أثرت في المفاهيم والظواهر الإعلامية حيث تغير المحتوى الإعلامي في الشكل وطريقة التوزيع فأصبح من يقدم الرسالة الإعلامية في الوقت الحالي مختلف، بمعنى أن مقدمي المحتوى لم يصبحوا كيان منظم بل أصبحوا مجموعة من النشطاء والمدونين -على حد تعبيرها-. 

 

وتابعت: فمع تغير المفاهيم في مجال الإعلام نتيجة للتكنولوجيا والتحول الرقمي، أصبح المستخدم هو قائد الاتصال من حيث القراءة والتوزيع مع اختلاف أنماط استهلاك المستخدمين.

 

وقالت  هويدا إن صحافة المحمول قد ازدادت في السنوات الأخيرة بشكل كبير وملحوظ وفرضت واقع جديد وليس فقط على المشهد الإعلامي بل على المؤسسات التعليمية والأكاديمية.

 

وأضافت: وبناءً على ذلك، تم تغيير أقسام كليات الإعلام وأصبحت تتضمن المقررات التي تؤهل الشباب والباحثين لمواكبة التحول الرقمي مثل صحافة البيانات والوسائط المتعددة.

 

وتابعت: الصحافة التقليدية تقابل تحدى انخفاض معدل الإعلانات لظهور العديد من الوسائل الرقمية التي لديها تنوع هائل في المعلومات وبتكلفة أقل من الإعلام التقليدي التي لاتتحمل تكلفتها إلا الشركات الكبرى.

 

وتطرقت إلى مدى أهمية مواكبة التطور والتغيير الذي نتج عن الظواهر الإعلامية التي خلقتها تكنولوجيا الاتصال وتطورها من خلال دمج الظواهر الإعلامية الحديثة في دراسة الإعلام للطلبة والباحثين وتابعت الحديث،  قائلة: القصة ليست قضية تنافسية على قدر ماهى قضية تكاملية لتوفير احتياجات الجمهور المتنوعة، وأننا مازلنا بحاجة إلى الإعلام التقليدي مع الإعلام الرقمي ولكن مع تطوير المحتوى والتركيز على قضية مهمة وهي المصداقية، ويجب أن يتم التركيز على دمج المهارات اللازمة لتطوير الإعلام للطلبة والباحثين وفي إطار أخلاقي يتضمن ضوابط وأخلاقيات.

 

 

الشيخ: لابد من محو الأمية العاطفية للصحفيين

 

ثم ألقت الدكتورة داليا الشيخ - دكتورة الاتصال السياسي بجامعة بورنموث بالمملكة المتحدة، خلال مداخلتها إلى على تجربة المملكة المتحدة فيما يخص صناعة الإعلام بالأخص بعد انتشار جائحة الكورونا، وأشارت إلى ضرورة محو الأمية العاطفية للصحفيين، وكيفية جذب جيل Z والنظر في استخدامه المنصات الرقمية.

 

وأكدت  على وجود تغيير في سلوكيات الجمهور وعلي وجود تدريبات للصحفيين البريطانيين لمواكبة هذا التغيير واستخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار.

 

أما عن موضوع الأخبار الكاذبة في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فأوضحت تجارب بريطانيا على محو الأمية الإعلامية في المدارس والجامعات للتعريف بمصادر المعلومات الصحيحة.

 

 

وأشارت كذلك إلى أن المؤسسة الإعلامية يجب أن تعكس جميع الخلفيات العرقية والدينية والمجتمعية سواء من خلال العاملين في المؤسسة أو الضيوف، وينعكس ذلك على طبيعية المعلنين في تلك المؤسسات الإعلامية.

 

راجيش: العالم يشهد تحول تاريخي في محتوى الأخبار

 

وبالحديث عن الصحافة والتحول الرقمي، ذكر المحرر بطبعة تايمز أوف إنديا، راجيش مينون أن العالم يشهد تحول تاريخي في إنتاج المحتوى والأخبار، حيث الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم مصادر القوة للإعلام ومصدر الأخبار للمواطن.

 

وتابع: ومع ذلك، أصبح الإنترنت مصدر للعديد من العناصر الغير أخلاقية والأخبار المغلوطة والتي أصبحت في حد ذاتها صناعة بعينها. كما بسبب المواقع الإلكترونية التي تشكل العديد من الأيديولوجيات المنحازة، تم إفساد الصحافة ولم تعد تفرض الاحترام الذي اعتادت أن تفرضه من قبل.

 

وأشار راجيش من جانبه إلى مدى ضرورة كتابة الأخبار بناءً على الحقائق والتحليل والمصداقية،وتفادي الأخطاء.

 

ما السبب وراء ظهور الذكاء الاصطناعي؟

 

في إطار الحديث عن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي وتأثيره على صناعة الإعلام تحدث طارق العبادي - مدير مختبرات مايكروسوفت للابتكار بأوروبا والشرق الأوسط عن السبب وراء ظهور الذكاء الاصطناعي، فأوضح أن التطور في الحصول على بيانات المستخدمين من خلال التقنيات الموجودة في الهواتف والساعات وخطوط التليفون والسيارات، والذي تسبب في الحصول على العديد من البيانات الغير مجدولة ساهم في توظيف الذكاء الاصطناعي لتلك البيانات كما لو كانت الآلة يمكنها فهم والتصرف في بيانات الأشخاص كمساعد صناعي دخل في الصناعات المختلفة وأصبح يعطى قيمة مادية أو قيمة معلوماتية للبيانات.

 

وأشار العبادي إلى وجود التحديات الخاصة بالذكاء الاصطناعي من خرق للخصوصية وضرورة استحداث قوانين حماية المعلومات، العدل في استخدام الذكاء الاصطناعي وعدم التحيز في استخدامه في قضايا العنصرية، والالتزام بقوانين الذكاء الاصطناعي.

 

مديرشركة جوجل: لابد من نشر الحقائق 

 

على الجانب الآخر؛ أكد هشام الناظر، مدير شركة جوجل بمصر، على ضرورة نشر الحقائق ومكافحة التضليل والمعلومات المغلوطة عن طريق نشر المعلومات الموثوقة ومعلومات عالية الجودة لجميع الأشخاص ومن جانبه ذكر أن مستقبل الإعلام سيكون رقمي، لذلك نأمل الاستمرار في تكريس جهودنا للصحافة وتحقيق استفادة لأكبر عدد ممكن من صانعي الأخبار والناشرين والصحفيين المصريين مع ضرورة استدامة جودة الصحافة لمواكبة التطور الرقمي.


الجدير بالذكر أن الجلسة تضمنت  نقاش بين كل من د. هويدا مصطفى- عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، جمال هلال- المترجم والدبلوماسي والمستشار السابق للبيت الأبيض، الأستاذة حنان البدري - الكاتبة والصحفية وخبيرة الشئون الدولية وخاصة في الشأن الأمريكي، الأستاذ هشام الناظر - مدير شركة جوجل بمصر، والدكتورة داليا الشيخ - دكتورة الاتصال السياسي بجامعة بورنموث بالمملكة المتحدة، والأستاذ طارق العبادي - مدير مختبرات مايكروسوفت للابتكار بأوروبا والشرق الأوسط، والمحرر الهندي راجيش مينون الذي يعمل لدى تايمز أوف إنديا.
 


 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان