رئيس التحرير: عادل صبري 08:56 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

الإفتاء: حضور مصاب كورونا لصلاة الجمعة إفساد في الأرض

الإفتاء: حضور مصاب كورونا لصلاة الجمعة إفساد في الأرض

آيات قطامش 19 نوفمبر 2020 19:25

شدَّدت دار الإفتاء المصرية، اليوم الخميس، على أنَّ مَن تأكَّدت إصابته بفيروس كورونا؛ يَحْرُم عليه شرعًا حضور صلاة الجمعة في المسجد، ولا تجب عليه الجمعة من الأساس؛ رعايةً للسلامة ووقايةً من الأمراض.

 

وتابعت دار الإفتاء أنَّ مجازفة مصاب كورونا "بالحضور للصلاة ورميه وراء ظهره خطر هذا الوباء؛ هو من الإفساد في الأرض والإضرار بالخلق؛ وقد نهى الشرع الشريف عن الإفساد والضرر؛ قال تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56]، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيْهِ».

 

وأضافت الفتوى: "إنَّ مرتكب هذا الفعل يتحمَّل تبعات جُرمه وعواقب فِعله؛ فقد يتسبب بذلك في موت الكثير من الأبرياء؛ فيجب عليه اتخاذ كافة الوسائل للحفاظ على نفوس الناس، باتباع تعليمات الجهات المسؤولة وأهل الاختصاص؛ من الأطباء ونحوهم؛ إذ هم أهل الذكر الذين تجب استشارتهم في هذا الشأن، وقد أمرنا الله بالرجوع لأهل الذكر في قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]".


وخلصت الدار في فتواها إلى أنه من غَلَب على ظنه لُـحُوق الأذى والضرر بـ«فيروس كورونا المستجد» جَرَّاء الاختلاط بغيره في صلاة الجمعة؛ فيُرَخص  له في عدم حضور صلاة الجمعة؛ ويصليها في البيت ظُهْرًا، أمَّا مَن تَحقَّقت إيجابية حَمْلِه للفيروس؛ فيَحْرُم عليه شرعًا حضور صلاة الجمعة؛ لما في ذلك مِن تَعَمُّد إلحاق الضرر بالآخرين؛ لا سيما مع عِلْم الشخص بكون مرضه ذا طابعٍ مُعْدٍ.

 

وناشدت دار الإفتاء المواطنين بوجوب الالتزام بالتعليمات الرسمية وقرارات السلطات، وأن تصبح الإجراءات الوقائية ثقافة سائدة في مزاولة حياتنا في التجمعات؛ حفاظًا على نفوس الناس وحدًّا من انتشار هذا الوباء.

 

وأضافت الدار أن  كل ما يُسَبِّب الضرر والأذى للنفس والغير هو من الأعذار الـمُسْقِطة لفرض الجمعة في المسجد، مشيرًة إلى أننا مأمورون بدفع الضرر والأذى؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»؛ فالضرر باعتباره مفسدة يجب رفعه وإزالته إذا وقع، كما يجب دفعه قبل وقوعه.

 

وأكدت الفتوى أنه لا يصح الاعتراض: بأنَّ الخوف من وقوع الضرر بالفيروس محتمل؛ فكيف يصح جعله من الأعذار المسقطة للجمعة؛ وذلك لأنَّ سلامة الإنسان في هذه الحالة ليست فقط مرهونة على أخذه وحده بأساليب الوقاية، بل مرتبطة أيضًا بمَنْ سيخالطهم ويتعامل معهم.

 

وأوضحت أن طباع البشر والاختلاف في ثقافاتهم تتفاوت في التعامل مع الوباء، وفي حرصهم على الالتزام بوسائل الوقاية واستكمال الإجراءات، ومع تَوقُّع تهاون البعض فيها، أو حصول التدافع غير المقصود، مع ما قد يستدعيه حضور الصلاة؛ مما قد يصعب معه الحرص على التباعد المطلوب.

 

يضاف لذلك، بحسب الفتوى، أَنَّ الضرر المحتمل هنا متعد للغير لا قاصر على الشخص نفسه؛ والقاعدة الفقهية تقول: «تنزل المظنة منزلة المئنة»؛ فمَن كان به عرَض من أعراض ذلك المرض ولم يسعفه الوقت للكشف أو التحليل؛ فعليه أيضًا عدم الذهاب للجمعة، وذلك من باب الاحتياط.

 

 

 

 

 

وكان مركز الأزهر قد سبق وأصدر بيانًا توضيحيًا تزامنًا مع عودة صلاة الجمعة تطرق فيه إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «مَنْ سَمِعَ الْمُنَادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ، عُذْرٌ»، قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟، قَالَ: «خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّىٰ». 

 

وتابع :"وظاهر من الحديث أن الخوف أحد الأعذار المعتبرة شرعًا، ومن ذلك خوف الإصابة بالوباء، أو خوف عدوى الغير به، ومن ثمَّ يجوز معه ترك صلاة الجمعة في المسجد لحين زوال سببه؛ متى كانت التدابير الاحترازية والتباعد في الصفوف غير كافيين لأمن الضرر وإزالة المخاوف"

 

كما أوضح المركز أن النساء وغير البالغين من الأطفال، غير مطالبين شرعًا بصلاة الجمعة في المسجد، وإنما يجوز لهم تأديتها في البيوت ظهرًا على وقتها جماعةً أو انفرادًا؛ سيما في ظرف وباء كورونا الرَّاهن.

 

ونوه المركز، إلى أنه رغم هذا الفضل العظيم لأداء الرجال صلاة الجمعة في المساجد، إلا أن للنوازل والأزمات تفقُّهًا يناسبهما، فلا يخفى ما يسببه انتشار فيروس كورونا من أضرار على المستويات كافة، وأن الاختلاط والتزاحم أحد أهم أسباب انتشاره.

 

وأكد مركز الأزهر أنه يجوز لمن كان من أصحاب الأمراض المزمنة، أو ضِعاف المناعة أن يترك صلاة الجمعة في المسجد، لحين زوال هذا الوباء في القريب العاجل إن شاء الله.

 

وأوضح أن الله سبحانه قد رفع الحرج والمشقة عن المريض، فقال::لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ"، سورة الفتح.

 

وأضاف أنه ينبغي على من يعاني من أحد أعراض الإصابة بالفيروس التخلف عن صلاة الجمعة في المسجد، كمن يعاني من ارتفاعٍ في درجة الحرارة، أو السُّعال، أو ضيق التَّنفس، أو التهاب الحلق، أو غيرها،  لما يترتب على ذهابه من إمكان إلحاق الضرر بغيره، والنبي ﷺ يقول: «لا ضرر ولا ضرار». 


وشدد المركز أنه في هذه الحالة على صاحب العذر أن يُصليها في بيته ظهرًا جماعة أو منفردًا. 

 

 

 

الجدير بالذكر أن فتوى دار الإفتاء اليوم الخميس، تزامنت مع ارتفاع أعداد الاصابات اليومية بكوفيد 19 في مصر أمس الأربعاء والتي تخطت حاجز الـ 300 إصابة يوميا لتصل إلى 329. 

 

 

وكانت  الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، قد استعرضت مساء  الأربعاء، الموقف الحالي لانتشار فيروس كورونا المستجد، على مستوى الجمهورية، وكذلك على المستوى العالمي، لافتًة إلى أنَّ نسبة إشغال أسرة الرعاية في مستشفيات العزل بلغت 47%.

 

وحذّرت زايد من أنَّ كوفيد 19 هو وباء يصيب جميع أجهزة الجسم، وتطرّقت إلى دراسة تثبت أنَّ نحو 35% من المتعافين لم يعودوا لحياتهم الطبيعية بعد التعافي.

 

وكشفت وزيرة الصحة عن موقف إشغال الأسِرّة بمستشفيات العزل، موضحًة أن أسِرّة القسم الداخلي بلغت نسبة الإشغال بها 20%، بينما وصلت نسبة الإشغال لأسرّة الرعاية إلى 47%، في حين وصل الإشغال بأجهزة التنفس إلى 20%.

 

 وأشارت إلى أنَّ معدل الوفيات بمصر لمرضي كورونا المستجد حسب النوع بنسبة 1:2( ذكر : أنثي )، أي أن نسبة الوفيات بين الذكور أعلى منها بين الإناث، وهو ما يتناسب مع المعدلات العالمية.

 

كما نوّهت إلى تحذيرات منظمة الصحة العالمية لكون كورونا فيروسًا خطيرًا يهاجم جميع أجهزة الجسم، ويوجد أعداد كبيرة ممن تمَّ إصابتهم يعانون من آثار طويلة المدى بسبب هذا الفيروس، وأنّه يتعيّن على دول العالم بذل كل ما في وسعها لدعم العاملين في مجال الصحة، وإبقاء المدارس مفتوحة، وحماية الفئات الأكثر تأثرًا، وحماية الاقتصاد.

 

إلى جانب ذلك، تحدثت الوزيرة عن علاقة التغيرات المناخية بعدد الإصابات بالفيروس، مشيرًا إلى أنَّ انخفاض درجات الحرارة لا يؤثر تأثيرًا مباشرًا على زيادة الحالات، ولكن يؤدّي إلى تكدس المواطنين بالأماكن المغلقة، مما ينتج عنه زيادة الحالات بشكل ملحوظ، مؤكدة أنَّ الالتزام بالإجراءات الاحترازية هو الأمر الوحيد الذي قد يحّد من انتشار المرض وزيادة الإصابات، وهو الأمر الذي تتبناه معظم الدول.

 

وقدمت وزيرة الصحة نتائج دراسة أجنبية تمَّ إجراؤها على الأشخاص الذين لا يشعرون بالتعافي التام من Covid-19، والتي كان من أبرزها أنه من  الممكن أن تؤدي عدوى كورونا أحيانًا إلى أمراض طويلة الأجل بدون الارتباط بأمراض مزمنة، كما أثبتت الدراسة أن 35% من المتعافين لم يعاودوا حياتهم الطبيعية بعد التعافي.

 

وفيما يتعلق باللقاح المطور ضد فيروس كوفيد - 19 المستجد، وحول ما إذا كان من الممكن أن يحصل الشخص الذي تعافى من كورونا عليه، قالت "زايد" إنه إذا تمت الموافقة على استخدام لقاح فيروس كورونا على نطاق واسع، فمن الممكن أن يستمر تقديم اللقاح للأشخاص حتى لو اصيبوا بـ Covid-19 في الماضي؛ وذلك لأن المناعة الطبيعية قد لا تكون طويلة الأمد ويمكن أن يوفر التحصين مزيدًا من الحماية.

 

في سياق متصل؛ أعلنت الدكتورة هالة زايد أن وزارة الصحة والسكان قامت بتوفير 500 ألف جرعة من لقاح الأنفلونزا رباعي التكافؤ؛ وذلك لتطعيم الفرق الطبية بالمنشآت الصحية, وكذلك الفئات عالية الخطورة، والمسافرين.

 

 

">http://

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان