رئيس التحرير: عادل صبري 04:06 مساءً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

حرب إثيوبيا ورحيل ترامب.. هل دخلت مفاوضات سد النهضة نفق المجهول؟

حرب إثيوبيا ورحيل ترامب.. هل دخلت مفاوضات سد النهضة نفق المجهول؟

أخبار مصر

سد النهضة

حرب إثيوبيا ورحيل ترامب.. هل دخلت مفاوضات سد النهضة نفق المجهول؟

أحمد الشاعر 09 نوفمبر 2020 14:06

دقت إثيوبيا طبول الحرب في "تيجراي"، بعد وقوع انشقاقات داخل الجيش، ما دفع الولايات السودانية المتاخمة للإقليم الإثيوبي إلى إغلاق حدودها.. فهل تؤثر تلك التوترات العسكرية على أزمة سد النهضة؟ «مصر العربية» يستعرض في التقرير التالي الإجابة على هذا السؤال.

 

في تعليقهم على أزمة «تيجراي» رأى محللون وخبراء استراتيجيون أن النظام الإثيوبي هش للغاية، نظرًا لطبيعة الحكم في البلاد المبني على المحاصصة والقبلية، وبالتالي فثمة تأثير سوف يلقي بظلاله على الدول المجاورة لإثيوبيا كإريتريا والصومال لا سيما مع أزمات أديس أبابا الدولية والتي في مقدمتها «سد النهضة».

إقليم تيجراي في إثيوبيا

 

أزمة سد النهضة في ظل حرب تيجراي

 

المحلل السياسي السوداني الدكتور ربيع عبد العاطي قال إنه من المعروف أن النظام السياسي في إثيوبيا هو نظام يقوم على القبلية، وتوزيع المناصب السياسية ليس بعيدا عن الموازنات والمحاصصات القبلية، وذلك بالنظر إلى التاريخ الإثيوبي وإلى الحكومة الحالية، وهناك أعراق تتبادل على النظام منها الأورومو والتيجراي والأمهرية، وأيضا توجد قبائل صغيرة بها أجزاء موجودة في جنوب السودان".

 

وأوضح عبد العاطي في تصريحات نقلتها وكاتلة سبوتنيك الروسية أن هناك عدة مناطق متنازع عليها بين إثيوبيا وكينيا والصومال، والصراع الآن يدور بين قبيلة التيجراي والقبيلة الأخرى التي ينتمي إليها رئيس الوزراء آبي أحمد، وهذا الأمر بكل تأكيد يؤثر على شرق السودان كثيرا، خاصة وأن السودان أيضا به مناطق قبلية، وهذا الصراع ليس بعيدا عندما تم تعيين الوالي في تيجراي ينتمي إلى قبيلة تتبع إريتريا إلى حد كبير، ولهذا كان قرار إغلاق الحدود حتى لا يتسلل الصراع والقوات المختلفة سواء كانت تتبع هذه القبيلة أم تلك."

احتجاجات ضد السلطة في إقليم تيجراي الإثيوبي

وفي تعليقه على مدى تأثير أزمة تيجراي على سد النهضة، قال عبد العاطي إن الوضع السياسي في أديس أبابا فيها هش جدا، وأتوقع أن تكون هناك تداعيات لتلك الأزمة على الوضع الداخلي وأيضا على السياسات الإثيوبية الخارجية وكذا على وضع العلاقات مع السودان، وعلى كل حال سيكون سد النهضة جزء من تلك النتائج التي ستتأثر بها إثيوبيا."

 

ولفت إلى أن أزمة سد النهضة لها علاقة بالمناطق التي بها إضطرابات حاليا في قبيلة التيجراي ومناطق أخرى مثل مناطق منابع النيل، وبالتالي فإن تلك الأزمة سوف تنسحب على الحكومة وعلى المنطقة بالكامل بما فيها مناطق سد النهضة.

 

 

من جهته، قال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان ودول حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة إن "المستجدات على الساحة الإثيوبية ومنها تطورات الأوضاع في إقليم تيجراي سيكون لها تأثير كبير على الوضع السياسي في الداخل الإثيوبي وعلى السودان وسد النهضة."

 

وأشار إلى أن إقليم تيجراي ليس لقمة سائغة وما زال الأمر في بدايته وسوف ننتظر إلى أين ستذهب الأحداث، وهذا سيكون عامل مهم في موقف أديس أبابا، لأن الكثير من التوقعات تشير إلى اتساع تلك التوترات خلال الفترة المقلبة وقد تنضم إليها إثنيات أخرى، لأن تيجراي بدأوا في الفترة الأخيرة تكوين تحالفات مع عناصر معينة من  الأورومو ومع الإقليم الصومالي ومجموعة العفر المجاورة لهم، ويحاولون تكوين جبهة ضد ما  يعتبروه  تغول رئيس الوزراء آبي أحمد وإقامة ديكتاتورية جديدة على حسابهم."

 

والسبت أعلنت حكومة ولاية القضارف السودانية، إغلاق حدودها مع إثيوبيا في أعقاب تصاعد العنف في المنطقة.

 

وتساءل الدكتور محمد نصرعلام وزير الري والموارد المائية الأسبق: هل تم منح آبى أحمد جائزة نوبل كرجل الغرب القوى لحفظ الأمن فى القرن الأفريقى، أم تم اختياره لإنجاز مشروع السدود الإثيوبية والتضييق على مصر، وهل خطأ الاختيار قد يؤدى الى تفكك وتحلل الدولة الإثيوبية، وكيف سيتحرك الغرب ومن وراءه لوقف هذه التداعيات الخطيرة!؟

 

وقال علام في تدوينة له على حسابه الشخصي بوقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إنه مع مرور الأيام تزداد التساؤلات حول أسباب اختيار أبى أحمد لجائزة نوبل للسلام، مشيرا إلى أنّ الأسباب المعلنة لها هى إرساء السلام مع إريتريا والمشاركة فى إرساء الإستقرار الداخلى فى السودان وتحقيق الاستقرار فى أثيوبيا والإفراج عن الآلاف من المعتقلين السياسيين.

 

وأضاف علام أن الحقائق على الأرض كانت على النقيض وأجملها في النقاط التالية:

 

- مشاكل إثيوبية داخلية متفاقمة مع مناطق الأورومو والتيجراى والمقاطعات الصومالية وصلت الى حد الاقتتال العسكرى مع منطقة التيجراى.

- عدم القدرة حتى على البدء فى إنهاء مشاكل الحدود مع إريتريا والسودان.

- الزج بالآلاف فى السجون والمعتقلات.

- تفاقم مشاكل السد الإثيوبى مع مصر والسودان.

 

أزمة سد النهضة ورحيل ترامب

 

ويترقب محللون متابعون لأزمة سد النهضة مستجدات الموقف الأمريكي من مفاوضات السد، بعد خسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للانتخابات في بلاده، ووصول جو بايدن الرئيس المنتخب إلى كرسي البيت الأبيض.

 

وعلق الدكتور عباس شراقي، الخبير المائي، على مستقبل أزمة سد النهضة في ظل قدوم إدارة أمريكية جديدة، أن أمريكا "لم تتدخل في مفاوضات سد النهضة على مدار 9 سنوات حتى أعلنت عن استضافتها لمدة أربعة أشهر من نوفمبر 2019 حتى فبراير 2020 في واشنطن، وقد التقت مع وزراء الخارجية والري للدول الثلاث لحثهم على أهمية الوصول إلى اتفاق، وفي هذه المفاوضات قامت أمريكا والبنك الدولي بدور المراقب في بداية الأمر ثم تحول إلى وسيط فيما بعد، وقد قامت بصياغة اتفاق نهائي وقعت عليه مصر بالأحرف الأولى ورفض السودان وتغيبت إثيوبيا في اللحظات الأخيرة".

 

وأضاف في تصريحات نقلتها عنه شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية: "قطعت الولايات المتحدة جزءا من المساعدات الأمريكية المتواضعة لإثيوبيا حتى تعود للتوقع على الاتفاق، وفي 23 أكتوبر الماضى أدلى ترامب بتصريحات نارية عن خطورة الموقف الحالى مما أدى إلى تحريك مياه المفاوضات الراكدة لمدة أكثر من شهرين ونصف إلا أنها فشلت أيضا لعدم توفر الإرادة السياسية لدى الطرف الإثيوبي، وعدم وجود دور فعال للمراقبين، واستبعاد وزراء الخارجية من المفاوضات".

 

وأشار إلى أن ترامب "لم يستخدم الثقل الأمريكي أو التدخل الشخصي للضغط على إثيوبيا وتشجيعها على التوقيع على اتفاق سد النهضة لعدة أسباب منها أن سد النهضة لم يكن ضمن الاهتمامات الأمريكية، ثم اجتياح فيروس كورونا لأمريكا والعالم وانشغال ترامب بحملته الانتخابية الثانية".

 

وأكد شراقي أن الدور الأمريكي في المرحلة المقبلة  يتوقف "على علاقة القيادة السياسية في مصر بالإدارة الأمريكية الجديدة التي يمكنها التدخل الجاد بغرض الوصول إلى اتفاق يرضي الدول الثلاث، خاصة وأنها هي التي خططت لعمل المشروعات المائية في إثيوبيا لمنع مياه النيل من الوصول إلى السد العالي بعد انسحابها من المشاركة في بنائه مما أدى إلى تأميم قناة السويس وحدوث العدوان الثلاثي على مصر 1956، فأرسلت مكتب الاستصلاح الأمريكى إلى إثيوبيا لعمل الدراسات الهيدرولوجية وانتهت إلى التخطيط لبناء 33 مشروع على النيل الأزرق منها سد النهضة الحالي".

 

واختتم الخبير المائي بقوله: "أمريكا لها مصالح كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وتعتمد على مصر كثيرا لتحقيق أهدافها خاصة مع الدول العربية كما حدث في العراق، كما أن لمصر أيضا مصالح مع أمريكا، ونظرا لعلاقة المصالح هذه فإنه من المتوقع أن تتصرف الإدارة الأمريكية بحكمة وخبرة ودبلوماسية الرئيس المنتخب جو بايدن الطويلة لتعميق علاقاتها بمصر عن طريق حل قضية سد النهضة".

 

 

وأصدر الجيش الإثيوبي، الخميس الماضي/ بيانا يعلن فيه الحرب رسميا، قال فيه إن قواته دخلت في حالة "حرب" ضد سلطات منطقة "تيجراي" المتمردة، بحسب وصفه.

 

وقال برهانو غولا، نائب قائد الجيش الإثيوبي في مؤتمر صحفي في العاصمة أديس أبابا: "بلادنا دخلت في حرب لم تكن تتوقعها. هذه الحرب مخزية ولا معنى لها".

 

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أمر، الأربعاء، بشن حملة عسكرية ضد جبهة تحرير تيجراي الشعبية شمالي البلاد.

 

واتهم بيان حكومي جبهة تحرير تيجراي الشعبية، بمحاولة إثارة الاضطرابات وحرب أهلية من خلال تنظيم هجوم للميليشيا على قاعدة رئيسية للجيش الإثيوبي في تيجراي في الساعات الأولى من الأربعاء الماضي.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان