قبل أن تهدأ موجة الجدل حول الطفل الذي تعدى على فرد شرطة المرور، انتشر مقطع فيديو جديد يظهر فيه نفس الطفل و4 من أصدقائه يتنمرون على رجل شرطة آخر، ويتلفظون بألفاظ خادشة للحياء، وهو ما دفع رجال الأمن لإلقاء القبض على الطفل بعد يوم واحد من إطلاق سراحه. 

وألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، اليوم الاثنين، القبض على الطفل صاحب الواقعة المعروفة إعلاميا بـ"طفل المرور" و4 من أصدقائه، لاتهامهم بالتنمر على رجل شرطة بمنطقة المعادي، وذلك بعد ظهور فيديو جديد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

يأتي ذلك بعد يوم من قرار النيابة العامة بإخلاء سبيل "طفل المرور" على خلفية واقعة التنمر والتهكم على رجل الشرطة، وتسليم الطفل لوالده، مع التعهد بالمحافظة عليه، وحسن رعايته والتعهد بإخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل سلوك.

ويظهر الطفل في مقطع الفيديو الجديد بصحبة مجموعة من أصدقائه يتحدثون مع شرطي مرور، ويقول الطفل للشرطي "أنا كفيل أكلك علقة أموتك"، ويتحدث الطفل بأسلوب غير لائق مع الشرطي ويلفظ بألفاظ خادشة للحياء.

وبحسب مقطع الفيديو المتداول، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقوم أحد أصدقاء الطفل بتصوير الواقعة، ويظهر الشرطي وهو يقول "خلاص يا باشا صورت.. اتفضلوا يا رجالة"، فيما رد الطفل بألفاظ خادشة للحياء، فرد الشرطي: "طيب يا حبيبي".

وسبق أن تداول راود مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لطفل لم يتجاوز عمره الـ14 عامًا وهو يقود سيارة بدون ترخيص على الطريق، حيث استوقفه فرد شرطة بالإدارة العامة للمرور لسؤاله عن تراخيص السيارة والقيادة، وأساء الطفل إليه وتعدى عليه قائلًا: "انت ازاي تكلمني كدا وفين كمامتك" ثم صدمه وهرب بسيارته.

وبعدما أثارت واقعة طفل المرور جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، أمر المستشار النائب العام بالتحقيق في الواقعة واتخاذ اللازم قانونًا، خاصة أن والد الطفل ارتكب جريمة جنائية بتعريض حياة نجله والمارة للخطر بالسماح له بقيادة السيارة دون تراخيص قيادة في سن صغيرة.

وتمكنت أجهزة الأمن من تحديد هوية الطفل والأسرة ومكان الواقعة، وجرى إلقاء القبض عليه هو وصديقه وتم عرضهما على النيابة.

وأصدرت النيابة العامة، بيانا أمس الأحد، قالت فيه إنها استجوبت، الطفل المتعدي على فرد شرطة المرور بزهراء المعادي، ومالك السيارة التي كان يستقلها، كما طلبت تحريات الشرطة حول المقطع المتداول موضوع التحقيق، والتي أسفرت عن تحديد فرد الشرطة المعتدَى عليه، وشخص الطفل المعتدِي، ومالك السيارة التي كان يستقلها بالكشف عن بيانات لوحاتها المعدنية.

وقررت النيابة العامة تكليف إخصائي اجتماعي بخط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة" بدراسة حالة الطفل المتهم الاجتماعية والنفسية وإعداد تقرير بها، فأودع تقريرًا أثبت فيه أن الطفل مدلَّل بشدة من والده، مما دفعه لاقتراف مثل هذا السلوك، موصيًا بتسليمه لأهله والتعهد عليهم بتقويم سلوكه، وعقد جلسات دورية له لذلك.

وقررت «النيابة العامة» في ضوء أحكام المادة ١١٩ من قانون الطفل، والتي ألزمت بعدم الحبس الاحتياطيّ للطفل الذي لم يجاوز خمس عشرة سنة، وفي ضوء ما أوصى به الاختصاصي الاجتماعي من تسليم الطفل المتهم إلى ولي أمره مع أخذ التعهد بالمحافظة عليه وحسن رعايته وإخضاعه للتأهيل وجلسات تعديل السلوك، كما أوصى تقرير «خط نجدة الطفل».

وقررت «النيابة العامة» إخلاء سبيل مالك السيارة إذا ما سدد ضمانًا ماليًّا قدره عشرة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها باستجواب مَن كان في صحبة الطفل المتهم بالسيارة وقت الواقعة، وطلب تحريات الشرطة النهائية حولها.