رئيس التحرير: عادل صبري 02:08 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

استئناف مفاوضات سد النهضة.. وكلمة السر بيد «المراقبون»

استئناف مفاوضات سد النهضة.. وكلمة السر بيد «المراقبون»

أخبار مصر

سد النهضة

استئناف مفاوضات سد النهضة.. وكلمة السر بيد «المراقبون»

منى حسن 01 نوفمبر 2020 13:21

تستأنف اليوم الأحد، مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبى، بين وزراء شئون المياه فى الدول الثلاث، "مصر والسودان وأثيوبيا"، حسبما تم الاتفاق عليه في الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والمياه، الثلاثاء الماضي.

وتوافقت الدول الثلاث في اجتماع الثلاثاء الماضي على عقد اجتماع متابعة، يدعو له السودان في أقرب وقت ممكن، لرفع تقرير لرئاسة الاتحاد الأفريقى خلال أسبوع واحد، حول سبل إحراز تقدم ملموس فى المفاوضات المتعثرة منذ نهاية أغسطس الماضي.

ووفقًا لبيان صادر من وزارة الري السودانية، فإن الدول الثلاث ستعمل خلال هذه الجولة، والتي ستسغرق أسبوعًا واحًدا، على وضع جدول أعمال واضح ومفصل وجدول زمنى محكم ومحدد لمسار التفاوض، وقائمة واضحة بالمخرجات التى يجب التوصل إليها بما يمكن الاستعانة بالمراقبين والخبراء وبطريقة مغايرة للجولات السابقة.

من جانبه، أوضح الدكتورصالح حمد، رئيس الوفد التفاوضى السوداني، أن الخرطوم أبدت رفضها لمواصلة المفاوضات بنفس المنهج الذي قاد لطريق مسدود في الجولات الماضية.

 

وأضاف حمد، أن السودان تقدم بمقترحات متعددة لإعطاء دور أكبر للخبراء والمراقبين في عملية التفاوض لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث.

 

وأكدت مصر خلال الاجتماع  الذى عقده وزراء الري والخارجية بالدول الثلاث عبر الفيديو كونفرانس، برعاية الاتحاد الإفريقي، على أهمية تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي بالتوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويؤمّن مصالحها المائية.

 

وانتهى الاجتماع إلى "قرار بأن يوجّه الجانب السوداني، بوصفه الدولة التي تتولي الرئاسة الدورية لاجتماعات الدول الثلاث، الدعوة لعقد اجتماعات تمتد لمدة أسبوع بهدف استكمال تجميع وتنقيح مسودة اتفاق سد النهضة، والتي كانت الدول الثلاث قد بدأت في إعدادها خلال جولة المفاوضات الأخيرة، وذلك من أجل التشاور حول السبيل الأمثل لإدارة المفاوضات خلال الفترة المقبلة".

 

 

فشل المفاوضات

 

وكانت آخر جولات مفاوضات سد النهضة بين مصر وأثيوبيا والسودان، برعاية الاتحاد الأفريقي، قد انتهت قبل ما يقرب من شهرين، بعد أسابيع من الاجتماعات اليومية والتي لم تنته بسوى بمزيد من الفشل، وعدم التوصل لاتفاق ملزم لأثيوبيا ويرضي مصر والسودان، كما أعلنت ذلك مرارا وزارة الري المصرية. 

 

فبحسب البيان الذي أصدرته وزارة الري بتاريخ 28 أغسطس المنصرم، فإن المفاوضات انتهت بعدم التوافق  بين الدول الثلاثة حول العديد من النقاط القانونية والفنية، بشأن النسخة الأولية المجمعة، المُعدة بواسطة الدول الثلاثة، وتتضمن حصرا لنقاط الخلاف والتوافق، لكنها لم ترق إلى عرضها على هيئة مكتب الإتحاد الإفريقي برئاسة جنوب أفريقيا، ليتم الاتفاق على أن تقدم كل دولة ورقة منفصلة تتضمن رؤيتها.

 

ومؤخراً وجه الرئيس الأمريكي ترامب تهديدا شديد اللهجة لأديس أبابا خلال اتصال جمعه برئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، إذ أكد أن مصر قد "تُفجر سد النهضة" في حال عدم التوصل لاتفاق.

 

وقال ترامب: "لقد وجدتُ لهم اتّفاقاً، لكنّ إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك. كان هذا خطأً كبيراً". وأردف: "لن يَروا هذه الأموال أبداً ما لم يلتزموا هذا الاتّفاق".

 

وحث ترامب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على إقناع إثيوبيا بقبول الاتفاق لتسوية النزاع.

 

من جانبه، قال الدكتور محمد سامح عمرو أستاذ القانون الدولي، أتوقع عودة المفاوضات مرة اخرى بشكل جديد،  مضيفًا أن استمرار الوضع الحالي دون تطور مرفوض من مصر ولا عبث فيه.

 

وأضاف في تصريحات إعلامية، أتوقع ان تكون هناك شروطا جديدة تضمن جدية المفاوضات وقد يكون هناك عدد من المراقبين اكبر وستكون جنوب افريقيا راعية للمفاوضات حتى نهاية العام وسيتم ضخ دماء جديدة للمفاوضات عن طريق إضافة خبراء جدد لتحريك المياه الراكدة.

 

وشدد على ضرورة أن يرى العالم أن مصر قامت بكل السبل لإنجاح المفاوضات وعلى الجميع أن يتسم بالنوايا الحسنة ،ومبدأ التفاوض يعتمد على الشد والجذب ودائما ما تشهد مراحل مختلفة كما أن نتيجة الانتخابات الأمريكية ستؤثر في الحسابات بشكل أو بآخر.

 

وتسبّب سد النهضة الإثيوبي في نزاع بين مصر وإثيوبيا منذ أن بدأ البناء العملاق في عام 2011، وتخشى مصر ألا يسمح السد بمرور كمية كافية من المياه أثناء فترات ملء الخزان، ما يؤثر بشكل خطير على سكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة، حيث يعتبر النيل بالنسبة لهم المصدر الوحيد للمياه تقريبًا.

 

ولعبت واشنطن دور الوسيط في المفاوضات الجارية بين إثيوبيا والسودان ومصر، للوصول لحل للقضايا العالقة بين الأطراف بشأن سد النهضة، لكن وبعد مفاوضات ماراثونية رفضت إثيوبيا التوقيع على صيغة اتفاق اعدتها واشنطن بالتعاون مع البنك، فيما وقعت عليها مصر بالحرف الأولى، بينما وافق السودان على مسودة الاتفاق لكنه ربط توقيعه بالتوقيع الإثيوبي لتجنب اتساع الفجوة بين الأطراف الثلاثة.

 

ولم تتمكن الدول الثلاث من الوصول إلى توافق بجدول محدد حول التصرفات المائية المنطلقة من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية المختلفة للنيل الأزرق. ولا توجد إجراءات واضحة من الجانب الإثيوبي للحفاظ على قدرة السد العالي على مواجهة الآثار المختلفة التي قد تنتج عن ملء وتشغيل سد النهضة، خصوصا إذا واكب ذلك فترة جفاف أو جفاف ممتد لعدة سنوات متتابعة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان