فيديو| الرسوم المسيئة للرسول.. هكذا انتفض شيخ الأزهر غضبا للحبيب

الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر

"طبع الله اسم نبيه -ﷺ- على جبين الزمان، أنقذ به الأُمم والشعوب، وصحح به التواءات الحضارات واعوجاجاتها، وإني لأستبشر كل الاستبشار حين أتذكر الآية الكريمة المعجزة التي تكفَّل الله فيها وحده بالدفاع عن نبيِّه وهو يقول له:"إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ"، هكذا جاءت كلمات شيخ الأزهر، في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، قوة معبرة.

 

تلك الكلمات التي دونها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، باللغات الثلاثة "العربية والفرنسية والإنجليزية، عبر صفحته الرسمية على موقع فيس بوك، في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وما تحمله من رسالة يرد بها على الرسوم المسيئة للرسول، إنما هي واحدة من مواقف شيخ الأزهر في مواجهة ما وصفه بـ"الحملة الممنهجة ضد الإسلام ورسول الإسلام". 

 

 

فمنذ بداية أزمة الرسول المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وما سبقها من تصريحات من قبل مسؤوليين فرنسيين على رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يتعمد استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي، انتفض شيخ الأزهر غاضبا من هذه التصريحات وتلك الرسوم.

 

وكان طالب شيشاني قد أقدم على قطع رأس مدرس تاريخ فرنسي يدعيى صامويل باتي بعد أن عرض هذا الأخير رسومات "شارلي إيبدو" المسيئة للنبي محمد في إطار حصة دراسية عن حرية التعبير.

 

وأعادت صحيفة شارلي إيبدو نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت قد نشرت قبل خمس سنوات وأدت إلى رفض واستنكار من قبل المسلمين في دول العالم.

 

 

الرسوم المسيئة: بذاءات وانفلات

 

وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، إننا لا نرتاب في دحر المعتدين على الدين الإسلامي، أيًا كانت أعراقهم أو أجناسهم، ويجب علينا تجديد مشاعر الحب والولاء للنبي الكريم والدفاع عنه بكل ما نملك من غال ونفيس.

 

وأضاف فضيلة الإمام الطيب، خلال كلمته في احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف:"أما محمد صلى الله عليه وسلم،  فهو ذلك الرسول الذي منّ فيه رب العباد على الناس، فلولى النبي محمد لبقيت الإنسانية كما كانت قبل بعتثه فيظلام دامس كما كانت قبل بعثته إلى يوم القيامة".

 

ووصف شيخ الأزهر الرسوم المسيئة لنبينا العظيم، بأنها عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والالتزام الخلقى والعرف الدولى والقانون العام وعداء صريح لهذا الدين الحنيف وللنبى صلى الله عليه وسلم.

تشريع عالمى يجرم معاداة المسلمين

 

وأكد شيخ الأزهر رفضه بقوة وكل دول العالم الاسلامى هذه البذاءات التي لا تسيئ للمسلمين والإسلام بقدر ما تسئ إلى هؤلاء الذين يجهلون عظمة هذا النبي الكريم.

 

ودعاء شيخ الأزهر المجتمع الدولى لإقرار تشريع عالمى يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات، كما دعا المسلمين في الدول الغربية إلى الاندماج الإيجابي الواعي في هذه المجتمعات.

 

وأضاف: "وعلى المسلمين أن يتقيدوا بالتزام الطرق السلمية والقانونية والعقلانية في مقاومة خطاب الكراهية والحصول على حقوقهم  المشروعة اقتداء بنبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم".

 

منصة ومسابقة عالمية 

 

كما أعلن شيخ الأزهر، إطلاق الازهر الشريف منصة عالمية تعليمية للتعريف بنبي الرحمة، يقوم على تشغيلها مرصد الازهر لمكافحة التطرف وتترجم بالعديد من لغات العالم.

 

كما قرر شيخ الأزهر الشريف، خلال احتقالية مولد النبي اليوم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، تخصيص مسابقة علمية وعالمية عن أخلاق محمد وإسهاماته الكبرى التاريخية في مسيرة الحب والخير والسلام.

 

دعوى قضائية 

 

وفي إطار الإجراءات التي اتخذها شيخ الأزهر في مواجهة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، قرَّر مجلس حكماء المسلمين برئاسة الدكتور أحمد الطيب، تشكيل لجنة خبراء قانونية دولية لرفع دعوى قضائية على مجلة «تشارلي إيبدو» الفرنسية لإساءتها للرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وجاء ذلك خلال اجتماع لمجلس حكماء المسلمين، عقده الإمام الأكبر، يوم الاثنين، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وندّد المجلس بالحملة الممنهجة التي تسعى للنيل من نبي الإسلام والاستهزاء بالمقدسات الإسلامية تحت شعار «حرية التعبير».

 

وجدد المجلس استنكاره الشديد أيضًا لحادثة مقتل المدرس الفرنسي، وكذلك الاعتداء بالطعن والشروع في قتل سيدتين مسلمتين قرب برج إيفل، مشددًا على أن كل هذه الحوادث هي إرهاب بغيض أيًا كان مرتكبها وكيفما كانت دوافعها.

 

 

وأعرب مجلس حكماء المسلمين عن رفضه الشديد لاستخدام لافتة حرية التعبير في الإساءة لنبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم- ومقدسات الدين الإسلامي، مشددًا على أن حرية التعبير لابد أن تأتي في إطار من المسؤولية الاجتماعية التي تحفظ حقوق الآخرين ولا تسمح بالمتاجرة بالأديان في أسواق السياسة والدعاية الانتخابية.

 

وجدد مجلس الحكماء دعوته للمواطنين المسلمين في الغرب إلى التمسك بقيم التعايش والسلام والمواطنة مع كل المكونات الاجتماعية في بلدانهم، والاندماج الإيجابي في تلك المجتمعات، بما يعزز مساهماتهم في البناء والتنمية مع الحفاظ على ثوابتهم و خصوصياتهم الدينية والثقافية، وعدم الانجرار لاستفزازات الخطاب اليميني الذي يستهدف تشويه الإسلام وترسيخ فكرة إلصاقه بالإرهاب والانعزالية، ويروج للعداء ضد المسلمين.

 

وأكد المجلس أن مواجهة هذا الإساءات ستكون من خلال القضاء وبالطرق القانونية، إيمانا من المجلس بأهمية مقاومة خطاب الكراهية والفتنة بالطرق السلمية والعقلانية والقانونية.

 

وطالب المجلس المسلمين أيضًا بمواجهة خطاب الكراهية عبر المطالبة بسن تشريعات دولية تجرم التحريض علي الكراهية والتمييز ومعاداة الإسلام، مطالبا عقلاء الغرب ومفكريه بالتصدي للحملة الممنهجة على الإسلام ومعاداته والزج به في ساحات الصراعات الانتخابية والسياسية وتهيئة البيئة الصحية للتعايش والأخوة الإنسانية.

 

بيانات غاضبة بـ3 لغات

 

وعلى مدى الأيام عكف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على إصدار بيانات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، يعبر فيها عن استنكاره من إصرار بعض المسئولين في دول غربية على استخدام مصطلح "الإرهاب الإسلامي".

 

وحذر شيخ الأزهر من عدم الانتباه لما يترتب على هذا الاستخدام من إساءة بالغة للدين الإسلامي والمؤمنين به، ومن تجاهل معيب لشريعته السمحة وما تزخر به من قوانين ومبادئ تجرم الاعتداء على حقوق الإنسان كافة وأولها حقه في الحياة وفي الحرية والأخوة والاحترام المتبادل.

 

وأكد شيخ الأزهر أن إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام أو غيره من الأديان السماوية هو خلط معيب بين حقيقة الأديان التي نزلت من السماء لتسعد الإنسان وبين توظيف هذه الأديان لأغراض هابطة على أيدي قلة منحرفة من هذا الدين أو ذاك.

 

وأضاف: "إن هؤلاء السادة الذين لا يكفون عن استخدام هذا الوصف الكريه لا يتنبهون إلى أنهم يقطعون الطريق على أي حوار مثمر بين الشرق والغرب ويرفعون من وتيرة خطاب الكراهية بين أتباع المجتمع الواحد".

 

وطالب شيخ الأزهر عقلاء الغرب من مسئولين ومفكرين وقادة رأي بضرورة الانتباه إلى أن إطلاق تلك المصطلحات المضللة لن تزيد الأمر إلا كراهية وتعصبا وتشويها لمبادئ الأديان السمحة التي تدعو في حقيقتها لنبذ العنف والحث علي التعايش السلمي بين الجميع.

 

الأزهر: إرهاب بغيض

 

وتعليقا على واقعة الاعتداء على مسلمتين في باريس، أصدر الأزهر الشريف، بيانا بثلاث لغات "عربية، فرنسية، إنجليزية"، يدين خلاله ما وصفه بـ"الحادث الإرهابي البغيض" الذي قام به متطرفون، بالاعتداء بالطعن والشروع في قتل سيدتين مسلمتين بالعاصمة الفرنسية باريس.

 

وبحسب ما نشرته الصحافة الفرنسية، فإنه قد وقع اعتداء على مسلمتين "كنزة" 49 عاما، وابنة عممومتها أمل، أمام أطفالهما عند برج إيفل بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم الأحد الماضي، إلا أنه لم يتم الإعلان عن الواقعة من قبل المسؤولين سوى الثلاثاء، بعد تداول الجريمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأعلن الأزهر، في بيانه، تضامنه الكامل مع السيدتين وأسرتيهما، مؤكدا أنه على الجميع أن يتبنى نفس مواقف الرفض والاستنكار لكل العمليات الإرهابية دون النظر إلى ديانة الجاني أو الضحية.

 

وأكد الأزهر على موقفه الثابت والرافض لهذه الاعتداءات الوحشية، ولكل عمليات القتل أيا كانت ديانة الجاني أو الضحية، مطالبا الجميع بتبني نفس مواقف الرفض والاستنكار لكل العمليات الإرهابية دون النظر إلى ديانة الجاني أو الضحية.

 

وشدد الأزهر على أن الازدواجية في التعامل مع الحوادث الإرهابية طبقا لديانة الجاني هو أمر مخز ومعيب، ويخلق جوا من الاحتقان بين أتباع الديانات، ويزيد من تداعيات الإرهاب والإرهاب المضاد بين أصحاب العقائد المختلفة.

 

 

مقالات متعلقة