رئيس التحرير: عادل صبري 07:58 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| سد النهضة.. أسبوع لتنقيح «مسودة الاتفاق» بعد تصريحات ترامب

فيديو| سد النهضة.. أسبوع لتنقيح «مسودة الاتفاق» بعد تصريحات ترامب

أخبار مصر

سد النهضة

باتفاق مصر وإثيوبيا والسودان..

فيديو| سد النهضة.. أسبوع لتنقيح «مسودة الاتفاق» بعد تصريحات ترامب

كريم أبو زيد 27 أكتوبر 2020 22:38

توقع خبراء أن تعود المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة إلى مسارها الصحيح، فيما اتفقت الدول الأطراف في المفاوضات التي جرت اليوم على مواصلة تنقيح مسودة اتفاق تم البدء في إعداده في الاجتماعات الأخيرة حول السد.

 

يأتي ذلك بعد أيام من دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، من أجل "التوصل إلى حل ودي للخلاف بشأن سد النهضة بين السودان ومصر من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، موجها تحذيرا غير مسبوق لأديس أبابا".

 

 

وأكدت مصر خلال الاجتماع  الذى عقده وزراء الري والخارجية بالدول الثلاث عبر الفيديو كونفرانس برعاية الاتحاد الإفريقي، على أهمية تنفيذ مقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي بالتوصل إلى اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويؤمّن مصالحها المائية.

 

وانتهى الاجتماع إلى "قرار بأن يوجّه الجانب السوداني، بوصفه الدولة التي تتولي الرئاسة الدورية لاجتماعات الدول الثلاث، الدعوة لعقد اجتماعات تمتد لمدة أسبوع بهدف استكمال تجميع وتنقيح مسودة اتفاق سد النهضة، والتي كانت الدول الثلاث قد بدأت في إعدادها خلال جولة المفاوضات الأخيرة، وذلك من أجل التشاور حول السبيل الأمثل لإدارة المفاوضات خلال الفترة المقبلة".

 

يأتي هذا وفقا لبيان أصدرته وزارة الموارد المائية والري فى مصر، أعلنت فيه أنه تم عقد اجتماع لوزراء الخارجية والموارد المائية والري من "مصر والسودان وإثيوبيا" وبرئاسة وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، وبمشاركة مراقبين من أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك من أجل التباحث حول كيفيه إعادة إطلاق المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي.


 

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، استقبل فى وقت سابق اليوم الثلاثاء، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، بقصر الاتحادية، بحضور الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، والسفير المصري بالخرطوم.

 

وصرح السفير بسام راضي،  المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بأخيه الفريق عبد الفتاح البرهان بالقاهرة، مشيراً إلى الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل، والترابط التاريخي بين مصر والسودان، ووحدة المصير والمصلحة المشتركة التي تربط بين الشعبين الشقيقين.

 

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول مجمل القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، كما تم استعراض تطورات ملف سد النهضة في ضوء الموقف الحالي للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.

 

وأوضح المتحدث أنه تم التوافق حول الأهمية القصوى لقضية المياه بالنسبة للشعبين المصري والسوداني باعتبارها مسألة أمن قومي، ومن ثم تمسك البلدين بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف

 

 

ويُعد ملف سد النهضة مصدر توتر بين إثيوبيا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى منذ 2011، ففي حين ترى أديس أبابا أنه ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، تراه القاهرة تهديداً حيوياً لها، إذ يعتبر نهر النيل مصدراً لأكثر من 95% من مياه الري والشرب في البلاد.

 

وخلال الأشهر الماضية، تصاعد الخلاف بشأن هذه القضية الشائكة مع مواصلة إثيوبيا أعمالها وملء الخزان، الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه، بينما تعثرت المفاوضات التي أقيمت مؤخراً برعاية الاتحاد الإفريقي بين الدول الثلاث بسبب الخلاف حول قواعد الملء والتشغيل.

 

وأعلنت الولايات المتّحدة في أوائل سبتمبر تعليق جزء من مساعدتها الماليّة لإثيوبيا، بنحو 100 مليون دولار بعد قرار أديس أبابا الأحاديّ ملء سدّ النهضة على الرّغم من "عدم إحراز تقدّم" في المفاوضات مع مصر والسودان.

وتسعى مصر والسودان للتوصل لاتفاق ملزم قانونا، يضمن تدفقات مناسبة من المياه وآلية قانونية لحل النزاعات قبل بدء تشغيل السد، غير أن إثيوبيا، احتفلت في أغسطس، بالمرحلة الأولى من ملء السد وتصر على الاستكمال دون اتفاق.


وتتمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، وبالقرارات والقوانين الدولية في هذا الشأن، وترفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها أديس أبابا، وتطالب إثيوبيا بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي.

 

ومؤخراً وجه الرئيس الأمريكي ترامب تهديدا شديد اللهجة لأديس أبابا خلال اتصال جمعه برئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، الجمعة الماضية، إذ أكد أن مصر قد "تُفجر سد النهضة" في حال عدم التوصل لاتفاق.

 

وقال ترامب: "لقد وجدتُ لهم اتّفاقاً، لكنّ إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك. كان هذا خطأً كبيراً". وأردف: "لن يَروا هذه الأموال أبداً ما لم يلتزموا هذا الاتّفاق".

 

وحث ترامب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على إقناع إثيوبيا بقبول الاتفاق لتسوية النزاع.


فى المقابل أكدت إثيوبيا رفضها لما وصفته بـ"التهديدات العدائية" مشددة على التزامها بمواصلة بناء سد النهضة والجهوزية للرد على كل اعتداء يمس سيادتها، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول إمكانية "تفجير مصر للسد".

 

ونشر مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بيانا أكد فيه أن التزام إثيوبيا بمواصلة بناء السد وذلك خدمة لتطلعات شعبها ومصالحها العليا.

 

وأكدت إثيوبيا أنها بالتوازي مع مواصلة عملية بناء السد، ستعمل على إيجاد حل للقضية المتنازع عليها، على أسس الثقة المتبادلة والاستغلال العادل والمنطقي لموارد النيل.

 

ونوهت أديس أبابا إلى قدرة الاتحاد الأفريقي على حل مشاكله بمفرده، مستشهدة بمفاوضاتها مع دولتي المصب، ومؤكدة رفضها لـ"التهديدات العدائية" الرماية لإخضاعها لشروط غير عادلة في قضية "سد النهضة".

 

ووصفت أديس أبابا هذه التهديدات التي اعتبرت أنها تمس سيادتها بالـ"خاطئة، وغير البناءة والخرق للقانون الدولي"، وفقا للبيان.

 

وأكدت إثيوبيا جاهزية شعبها للدفاع عن سيادتها وحماية مخططات الدولة للازدهار، مشددة على أنها لن تقف صامتة أمام "التهديدات الاستعمارية"، حسبما ذكر البيان.

 

بعد تصريحات الرئيس الأمريكي ورد الجانب الإثيوبي عليها، تدخل الاتحاد الإفريقي فى القضية ودعا الدول الثلاث إلى الجلوس مرة أخرى إلى مائدة المفاوضاوت، وأكد ماتاميلا سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا ورئيس الاتحاد الأفريقي، أنه بعد مشاورات مكثفة مع رؤساء الدول الأطراف فى مفاوضات سد النهضة الإثيوبي الكبير، الرئيس عبد الفتاح السيسى بجمهورية مصر العربية، ودولة رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، آبي أحمد، ودولة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك رئيس جمهورية السودان - تستأنف المفاوضات الثلاثية بشأن سد النهضة غدا الثلاثاء بعد استراحة لمدة 7 أسابيع.

 

ووفقًا لبيان صادر عن رئيس الاتحاد الإفريقي، فقد تقرر عقد اجتماع سداسى لوزراء خارجية ورى مصر والسودان وإثيوبيا عبر الفيديوكونفرانس.

 

وقال الرئيس رامافوزا: "إنَّ استئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة تحت رعاية الاتحاد الأفريقى، دليل على الإرادة السياسية القوية، والالتزام من قبل قيادة الأطراف الثلاثة المشاركة فى المفاوضات من أجل الحل السلمى والودي لسد النهضة.

 

وتعليقا على القضية، قال الدكتور عبد الفتاح مطاوع رئيس قطاع مياه النيل الأسبق، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سد النهضة أدت لإضعاف الموقف التفاوضي الأثيوبي أمام الاتحاد الأفريقي وأمام الشعب الأثيوبي والعالم.

 

وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير» المذاع على قناة صدى البلد، أن فرص المناورة في التفاوض من الجانب الأثيوبي بدأت تتقلص بسبب الضغط العالمي.

 

وأكد الدكتور عبد الفتاح مطاوع رئيس قطاع مياه النيل الأسبق، أن قواعد التفاوض بشأن سد النهضة سوف تتغير عن السابق وسيكون هناك دور للمراقبين من أمريكا وأوروبا في المفاوضات.

 

وأشار إلى أن اجتماع السيسي مع رئيس المجلس السيادي في السودان مهم متمنيا أن يكون هناك مرونة من جميع الأطراف للتوصل إلى حل.

 

وأوضح الدكتور عبد الفتاح مطاوع رئيس قطاع مياه النيل الأسبق، أن أثيوبيا كانت تريد أن تطيل من وقت التفاوض والأزمة، لأن هذا يخدمها في ظل معاناتها من العديد من المشاكل الداخلية.


من جانبه قال الدكتور محمد سامح عمرو أستاذ القانون الدولي إن  اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية للدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا ينعقد الآن حول سد النهضة وعلى ضوءه سيتم وضع تصور لعودة المفاوضات ومشاركة مصر أمر إيجابي يصب في مصلحة القضية.

 

وتابع فى تصريح إعلامي له، أتوقع عودة المفاوضات مرة اخرى بشكل جديد وأعتقد أن اجتماع اليوم نتيجة مباشرة لما تم من محادثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس جنوب أفريقيا في ظل موقف مصري ثابت».

 

وأضاف أن استمرار الوضع الحالي دون تطور مرفوض من مصر ولا عبث فيه وأتوقع ان يكون هناك شروط جديدة تضمن جدية المفاوضات وقد يكون هناك عدد من المراقبين اكبر وستكون جنوب افريقيا راعية للمفاوضات حتى نهاية العام وسيتم ضخ دماء جديدة للمفاوضات عن طريق لإضافة خبراء جدد لتحريك المياه الراكدة.

 

وشدد على ضرورة أن يرى العالم أن مصر قامت بكل السبل لإنجاح المفاوضات وعلى الجميع أن يتسم بالنوايا الحسنة ومبدأ التفاوض يعتمد على الشد والجذب ودائما ما تشهد مراحل مختلفة كما أن نتيجة الانتخابات الأمريكية ستؤثر في الحسابات بشكل أو بآخر.


فيما أشار الدكتور هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهر موقف بالغ القوة من سد النهضة، موضحا أن الإدارة الأمريكية الحالية لديها دراية بملف سد النهضة وفي حال تغير الإدارة فإننا سنبدأ من نقطة منخفضة قليلا.

 

وأوضح مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأثيوبيين يعولون على مجئ إدارة ديمقراطية لأمريكا حتى يستمروا في المماطلة التي كان يتعاملون بها.

 

ولفت إلى أن ما يحدث اليوم باجتماع وزير الخارجية مع نظرائه في أثيوبيا والسودان هو مشاورات وليس تفاوض وهدفه تغيير النهج التفاوضي من أجل تغيير دور المراقبين ليكونوا أشبه بالوسطاء.

 

وأضاف رسلان، أنه لن يكون هناك تفاوض على النقاط المختلف عليها قبل ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية، لافتا إلى أن الموقف السوداني تغير قليلا ليكون أقرب للموقف المصري بعدما كان متحالفا مع أثيوبيا في عهد البشير، مؤكدا أن القيادة السودانية الحالية أدركت أن أثيوبيا لا تعلي ولا يهمها سوى مصالحها.


فى السياق ذاته أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن سد النهضة جاءت كاشفة للطرف المتعنت أثيوبيا.

 

وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة صدى البلد، أن تصريحات ترامب جاءت منبهة لمخاطر بقاء الطرف الآخر على ما هو عليه،  وذكر أن الرئيس السيسي أكد أن معركة مصر الحقيقة هي التفاوض في ملف سد النهضة.

 

وأكد أن دعوة الرئيس الجنوب أفريقي لجولة أخرى من المفاوضات تأتي إدراك منه بأن المشهد لا يتحمل مزيد من التأجيل في ملف سد النهضة، موضحا أن الهدف من المفاوضات هو التوصل لاتفاق قانوني ملزم للطرف الأثيوبي يحدد آليات تشغيل السد.

 

وأوضح أن العلاقات الأثيوبية السودانية المصرية أبدية وتاريخية ولا يمكن أن ينقطع النيل عن مصر، موضحا أن الجانب الأثيوبي انسحب من المفاوضات بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى لحل أزمة.


 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان