رئيس التحرير: عادل صبري 05:37 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فخ أم ضوء أخضر؟.. مراقبون يقيمون تصريحات ترامب حول نسف سد النهضة

فخ أم ضوء أخضر؟.. مراقبون يقيمون تصريحات ترامب حول نسف سد النهضة

أخبار مصر

سد النهضة

فخ أم ضوء أخضر؟.. مراقبون يقيمون تصريحات ترامب حول نسف سد النهضة

أحمد الشاعر 25 أكتوبر 2020 16:00

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول إمكانية قيام مصر بشن هجوم على سد النهضة الإثيوبي العديد من التساؤلات، لا سيما أن بعض المصريين اعتبرها فخا لا يجب السقوط فيه، كما حدث مع العراق قبيل إقدامه على احتلال الكويت عام 1990، عندما أوحت السفيرة الامريكية في بغداد للرئيس العراقي الراحل صدام حسين بأن بلادها لن تتدخل إذا ما هاجم الكويت.

 

وجاءت تصريحات ترامب في وقت توقفت فيه المفاوضات حول ملء وتشغيل السد بين مصر والسودان وإثيوبيا، بسبب تعنت الأخيرة وإصرارها على المضي قدما في ملء وتشغيل السد بشكل منفرد وبما يضر بمصالح وحقوق دولتي المصب، وهو ما يجعل بعض المصريين متحمسين للجوء للخيار العسكري، بعد أن باءت المحاولات السلمية والدبلوماسية والسياسية بالفشل.

 

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول إمكانية نسف القاهرة لسد النهضة، اعتبرها خبراء في الشأن المائي ضوءا أخضر لمصر لضرب السد الإثيوبي، وأن حديث ترامب يحمل شهادة أمريكية لموقف القيادة المصري القوي تجاه السد، واستعدادها للتدخل العسكري إن تطلبَ الأمر.

 

في المقابل، لفت الكاتب الصحفي محمد أبو الفضل، في مقال بصحيفة "العرب" اللندنية، اليوم الأحد، إلى أن القيادة السياسية في القاهرة تحرص على استيعاب دروس الماضي، مصريا وعربيا، بشكل مبالغ فيه، ولا تعتبر امتلاك قوة عسكرية كبيرة دعوة لاستخدامها ضد الخصوم، لكنها وسيلة ردع في المقام الأول.

 

وأضاف أبو الفضل: "لا يميل الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا إلى نهج العمل العسكري، وفي كل تحذيراته حرص على إظهار جانب الدفاع، وفي المرة الوحيدة التي أشار فيها إلى الهجوم العسكري في الأزمة الليبية وضع شرطا لم يتم تجاوزه".

 

 

ضوء أخضر

 

تصريحات  ترامب، بدت صادمة لإثيوبيا، حيث أبدى تفهمه للغضب المصري، إزاء تعنت أديس أبابا في الوصول لاتفاق بشأن السد، قائلاً : «سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السدّ. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجّرون هذا السدّ. وعليهم أن يفعلوا شيئاً».

 

ووصف مراقبون في حديث نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، تصريحات ترامب بأنها تمثل «ضوءًا أخضر» لعمل عسكري مصري ضد السد.

 

وقال اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري إن تصريحات الرئيس الأمريكي "لا تترجم نوايا مصر... وغير مسؤولة عنها"، مشدداً على أن "بلاده مستمرة في مساعيها للوصول إلى اتفاق عادل وملزم، عبر كافة الطرق السلمية، وهي متعددة، وهي ترفض استخدام القوة ضد أشقائها الأفارقة".

 

وأخفقت مفاوضات متقطعة، جرت على مدى نحو عقد، في التوصل لاتفاق لتنظيم كيفية ملء إثيوبيا لخزان السد، وتشغيله دون المساس بحصص المياه الشحيحة لدولتي المصب. وأسفر الجمود الراهن في المفاوضات عن «خيارات أخرى» في مواجهة «إجراءات أحادية» إثيوبية.

 

وأثارت إثيوبيا احتجاجاً مصرياً - سودانياً، في يوليو الماضي، بإعلانها الانتهاء من المرحلة الأولى من تعبئة خزان السد، فيما تشرع حالياً في استكمال أعمال البناء، التي بدأت عام 2001، ووصلت لأكثر من 73 في المائة، تمهيداً لتعبئة ثانية خلال العام المقبل.

 

واعتبر وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، تصريحات ترامب، بمثابة "ضوء أخضر لمصر لضرب سد النهضة". وقال علام عبر صفحته على «فيسبوك»، إن موقف ترمب "شهادة أمريكية توضح موقف القيادة المصرية من السد، وعدم قبولها للمطالب الإثيوبية واستعدادها للتدخل العسكري للحفاظ على أمننا المائي".

 

تحذير قوي

 

واعتبر هاني رسلان الخبير بمركز «الأهرام للدراسات الاستراتيجية» أن تصريحات ترامب "تحذير قوي" و"رسالة عنيفة" إلى إثيوبيا أكثر من كونها إعلاناً عن عمل عسكري مصري.

 

أشار رسلان إلى أن "حديث ترامب كان في سياق ضرورة التوصل إلى حل تفاوضي»، رغم أنه «أعطى تلميحاً بأن الإدارة الأمريكية لن تمانع عملاً عسكرياً، أو أنها لا تستبعد وقوعه حال استمرار الموقف الإثيوبي الرافض لأي اتفاق".

 

وأبدى رسلان استياءه من تأخر ذلك الموقف الأمريكي، رغم قوته، مشيراً إلى أنه "لو أظهرت إدارة ترمب هذا الموقف القوى منذ عدة أشهر، لكان الموقف قد تغير إلى حد كبير، وربما كان قد تم الوصول إلى اتفاق"، رابطاً تصريحات ترامب بالانتخابات الأمريكية، "الأمر الذي يقلل من قدرتها على إحداث تغيير فعلي على الأرض".

 

 

رد إثيوبيا

 

بعد ساعات من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حذر فيها من أن مصر قد تضطر لتفجير سد النهضة، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إنه لا توجد قوة يمكنها أن تمنعنا من تحقيق أهدافنا.

 

وفي بيان له أمس السبت قال آبي أحمد: "سد النهضة هو سد إثيوبيا، والإثيوبيون سيكملون هذا العمل لا محالة، ولا توجد قوة يمكنها أن تمنعنا من تحقيق أهدافنا التي خططنا لها، ولم يستعمرنا أحد من قبل، ولن يحكمنا أحد في المستقبل".

 

وأضاف آبي أحمد أنه "لا يمكن لأحد أن يمس إثيوبيا ويعيش بسلام، والإثيوبيين سينتصرون". واستطرد قائلا: "هناك أصدقاء صنعوا معنا هذا التاريخ كما أن هناك أصدقاء خانوا خلال صناعتنا لهذا التاريخ، هذا ليس جديدا على إثيوبيا".

 

 

وأعلنت الولايات المتّحدة في أوائل سبتمبر تعليق جزء من مساعدتها الماليّة لإثيوبيا بعد قرار أديس أبابا الأحاديّ ملء سدّ النهضة على الرّغم من "عدم إحراز تقدّم" في المفاوضات مع مصر والسودان.

 

وقال ترامب: "لقد وجدتُ لهم اتّفاقاً، لكنّ إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك. كان هذا خطأً كبيراً". وأردف: "لن يَروا هذه الأموال أبداً ما لم يلتزموا هذا الاتّفاق".

 

وحث ترامب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على إقناع إثيوبيا بقبول الاتفاق لتسوية النزاع.

 

وتسعى مصر والسودان للتوصل لاتفاق ملزم قانونا، يضمن تدفقات مناسبة من المياه وآلية قانونية لحل النزاعات قبل بدء تشغيل السد، غير أن إثيوبيا، احتفلت في أغسطس، بالمرحلة الأولى من ملء السد وتصر على الاستكمال دون اتفاق.

 

وتتمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، وبالقرارات والقوانين الدولية في هذا الشأن، وترفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها أديس أبابا، وتطالب إثيوبيا بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان