على مدار 56 عاماً لعبت إذاعة القرآن الكريم بمصر، التى تأسست فى مارس 1964، دورًا تاريخيًا في الحفاظ على القرآن الكريم مسموعًا ومسجلا في السطور والصدور، على خلفية تسريب مصحف مغلوط داخل البلاد.

وخلال تاريخها العريق، نجحت إذاعة القرآن الكريم المصرية في أن توصل صوت الإسلام من خلال تقديم تلاوة القرآن الكريم بكل القراءات المعتمدة المتواترة للكتاب العزيز، وكذلك من خلال ما تقدمه من شرح وتفسير، بالإضافة إلى الكلمات واللقاءات الإسلامية والأمسيات الدينية المختلفة.

إلا أنها مؤخرا تعرضت للإساءة من قبل شاب يدعى محمد أشرف يعمل ممثل "ستاند أب كوميدي"، الذي انتشر له مقطع فيديو من إحدى الحفلات وهو يسخر من المذيعين في هذه المؤسسة.

قوبل الفيديو الساخر بموجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتفضت عدد من المؤسسات الرسمية للدفاع عن إذاعة القرآن الكريم، فما كان من الشاب إلا أن قدم اعتذرا لجموع الشعب المصري، عن وصول الفيديو للناس بهذا الشكل، مؤكدًا أنه لم يقصد التقليل من أحد ولم يسخر من الدين، موضحا أن هدفه الأساسي هو إضفاء البهجة، نافيا تماما تقليله من أى شخص، قائلا: "أنا لسه فى بداية حياتى، عمرى ما هقدم حاجة تخلى الناس تكرهنى".

للتعرف على المزيد شاهد الفيديو التالي 

إذاعة القرآن الكريم مصر هي إذاعة مختصة بإذاعة القران الكريم والبرامج الإسلامية بدأت في بث إرسالها في 29 مارس 1964، ومن أشهر قرائها عبد الباسط عبد الصمد، مصطفى إسماعيل، محمود خليل الحصري، محمد رفعت ومحمد صديق المنشاوي.

وتمتعت شبكة إذاعة القرآن الكريم بنخبة من المذيعين والمحاورين على مدار تاريخها الإعلامى المميز، ومن بينهم الإعلامى والدكتور عبد الخالق محمد عبد الوهاب، وهو يعد واحد من أكبر مؤسسى إذاعة القرآن الكريم، والأستاذ محمد عويضة رئيس الإذاعة وكذلك الاستاذ سعد المطعنى كبير المذيعين، ومحمد إبراهيم عبد الباسط كبير مذيعي الإذاعة، وعبد الرحمن العطار أحد كبار المذيعين بالإذاعة مقدم برنامج دعوة أمل، الدكتور عبد الصمد دسوقى رئيس إذاعة القرأن الكريم الأسبق، وكذلك دكتور فوزى خليل نائب رئيس الإذاعة.

وفى رده على الهجوم الذى نال أعلام هذه المؤسسة، أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن إذاعة القرآن الكريم صرح إعلامي وطني له مكانة عظيمة في نفوس المصريين والأمتين العربية والإسلامية .

وأشار الوزير فى بيان له أمس الثلاثاء، إلى أن إذاعة القرآن الكريم ما زالت تؤدي دورا متميزا في الثقافة الإسلامية الرصينة وتستحق كل الدعم وكل التقدير باعتبارها أحد أهم روافد الثقافة الإسلامية الرشيدة.

الأمر ذاته أكدته دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث قالت إن إذاعة القرآن الكريم تصدح بتلاوات قراءات القرآن الكريم المتواترة، بصوت كبار القراء فى العالم العربى والإسلامى، فتزكى الأنفس وترتقى بالأرواح، ولم تقتصر رسالتها على نشر تلاوة القرآن الكريم، بل بثت كذلك وبشكل متواصل برامجَ التفسير والفقه والفتاوى والأخلاق، وكل ما يهم المسلم فى دينه وسلوكه وأخلاقه.

وأشارت إلى أن إذاعة القرآن الكريم بمثابة مدرسة تربوية متكاملة داخل كل بيت ومحل عمل ووسيلة انتقال ومواصلات، حتى كونت رصيدًا من الثقة والحب فى قلب كل مسلم، لا ينكره أحد، وارتبطت جماهير الأمة الإسلامية الغفيرة، بعلماء المنهج الوسطى، فى كل بلد عن طريق إذاعة القرآن الكريم".

وكان حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وجه الشئون القانونية بالهيئة، باتخاذ كافة الإجراءات القانونية على الفور، ضد الشخص صاحب فيديو السخرية من إذاعة القرآن الكريم ورموزها، وأكدت الهيئة فى بيان لها أنها ستخاطب على الفور الجهات المعنية والتنسيق معها لمحاسبة ذلك الشخص، على ما اقترفه من خطأ جسيم فى حق إذاعة القرآن الكريم التى لها قدسية وتقدير واحترام ومكانة خاصة فى قلوب المستمعين من الشعب المصرى والعربي.

وأشار البيان إلى أن الهيئة أنها لن تتهاون حتى ينال هذا الشخص العقاب الذى يستحقه، على سخريته من قامات إعلامية نعتز ونفتخر بها جميعا، بعدما قدمت برامج دينية هادفة متميزة، رسخت قيم ومبادئ الدين الإسلامى الحنيف الوسطي، محذرة بشدة أيه جهة أو شخص ينتهج مثل هذا النهج المتدنى غير المقبول، والذى أقل من أن يوصف حتى بالانحطاط الأخلاقي، وأنها سوف تقوم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضده .

فيما أصدرت إذاعة القرآن الكريم عبر صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، بيانا وصفت فيه محمد أشرف بالمهرج غير مضحك.