رئيس التحرير: عادل صبري 08:46 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

خلافات «سد النهضة» بين مرواغة «إثيوبيا».. ومحاولات تلطيف الأجواء

خلافات «سد النهضة» بين مرواغة «إثيوبيا».. ومحاولات تلطيف الأجواء

أخبار مصر

ازمة سد النهضة

فيديو|

خلافات «سد النهضة» بين مرواغة «إثيوبيا».. ومحاولات تلطيف الأجواء

أحلام حسنين 02 أكتوبر 2020 15:18

في التاسع والعشرين من سبتمبر المنصرم ظهر مقال في صحيفة "Ethiopia Insight"، لكاتبها الدكتور رافييل لبن من جنوب أفريقيا المقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، يتحدث فيها عن الخلافات الرئيسية في التفاوض بشأن سد النهضة، نادى خلاله بضرورة زيادة الترابط بين الدول الثلاثة والاستثمار المشترك في السد..فهل يحمل ذلك بشارة لما قد تشهده الأيام المقبلة؟. 

 

يأتي ذلك المقال وما يتضمنه من مقترحات تدور حول ضرورة وجود اتفاق بين الدول الثلاثة بشأن سد النهضة، بعد أيام قليلة من تصريحات للحكومة الأثيوبية أعلنت خلالها رغبتها في استئناف المفاوضات الثلاثية مع مصر والسودان بشأن القضايا الخلافية العالقة حول سد النهضة

 

 

رغبة أثيوبيا في استئناف المفاوضات

 

 

في نهاية الأسبوع الماضي صرح السفير دينا مفتي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، بأن بلاده ترغب في استئناف واستمرار المفاوضات الثلاثية بين الخرطوم وأديس أبابا والقاهرة، بشأن القضايا الخلافية العالقة حول سد النهضة

 

وأضاف مفتي، في تصريحات تداولتها وسائل إعلام عربية ومحلية، أن أثيوبيا حريصة على نجاح المفاوضات التي جرت تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، موضحا أن تعليق المفاوضات مؤخرا لم يكن بسبب أثيوبيا. 

 

وكانت آخر جولات مفاوضات سد النهضة بين مصر وأثيوبيا والسودان، برعاية الاتحاد الأفريقي، قد انتهت قبل شهر، بعد أسابيع من الاجتماعات اليومية والتي لم تنته بسوى مزيد من الفشل، وعدم التوصل لاتفاق ملزم لأثيوبيا ويرضي مصر والسودان، كما أعلنت ذلك مرارا وزارة الري والموارد المائية المصرية. 

 

 

فبحسب البيان الذي أصدرته وزارة الري بتاريخ 28 أغسطس 2020، فإن المفاوضات انتهت بعدم التوافق  بين الدول الثلاثة حول العديد من النقاط القانونية والفنية، بشأن النسخة الأولية المجمعة، المُعدة بواسطة الدول الثلاثة، وتتضمن حصرا لنقاط الخلاف والتوافق، لكنها لم ترق إلى عرضها على هيئة مكتب الإتحاد الإفريقي برئاسة جنوب أفريقيا، ليتم الاتفاق على أن تقدم كل دولة ورقة منفصلة تتضمن رؤيتها.

 

مقترحات الكاتب الأفريقي 

 

أما عن مقال الدكتور رافييل لبن من جنوب أفريقيا، المنشور بصحيفة "Ethiopia Insight"، فقد تحدث الكاتب فيه عن بعض الاختلافات حول إدارة الجفاف، والألوام القانونى للاتفاقية وكيفية فض النزاعات التى قد تطرأ بين الدول الثلاثة.

 

وذكر الكاتب أن الاتفاقية يجب أن لاتمثل عائقا لانتخاب أبى أحمد فى الانتخابات القادمة فى 2021 وأن تضمن تحقيق الأمن المائلى لدولتى المصب.

 

واقترح الكاتب عقد اتفاقية سريعة مؤقتة للقضايا العاجلة، يليها بعد ذلك لتفاقية طويلة المدى للتعاون والتنمية بين الدول الثلاثة.

 

 

ونادى الكاتب بضرورة توفير الحوافز وزيادة الترابط بين الدول الثلاثة، من خلال اتفاقات تجارية وثقافية ودفاعية، والاستثمار المشترك فى سد النهضة، وتبادل الخبرات الفنية والزراعية، وعقد اتفاقات لمحاربة الإرهاب.

 

وبالنسبة لبند فض المنازعات فاقترح الكاتب الاتفاق على وسيط لحل الخلافات وإن فشلت الجهود فيمكن إحالتها للقضاء، مطالبا بإنشاء تنظيم لتعاون الدول الثلاثة لإدارة المياه فى حوض النيل الشرقى وبما يعظم فوائد المصدر المائى المشترك لصالح الدول الثلاثة.

 

وتعليقا على تلك المقترحات، قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري والموارد المائية الأسبق، عبر صفحته على فيس بوك، أن هذه المقترحات التي أشار إليها الكاتب الأفريقي تشمل العديد من الأفكار التي سبق طرحها من قبل مصر والسودان ورفضتها أثيوبيا، ولكن لعل غد يكون أفضل للجميع. 

 

قائد عسكري أثيوبي: قادرون على منع أي هجوم

 

وفي الوقت الذي صرح فيه السفير دينا مفتي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، بأن بلاده ترغب في استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة، قال قائد القوات الجوية الإثيوبية الجنرال يلما مرديسا، إن بلاده قادرة على منع أي هجوم على سد النهضة.

 

 

وأضاف مرديسا، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، إن قواته تمتلك قوة ضاربة ومتطورة، وترصد المجال الجوي القريب من سد النهضة، ولا يسمح بالاقتراب من المجال الجوي للسد.

 

وكان  مرديسا قد أدلى بتصريح مشابه في مارس الماضي، قال خلاله أيضا إن بلاده على استعداد للتصدي لأي هجوم.

 

آبي أحمد: لا ننوي الضرر لأي دولة

 

وعلى الجانب الآخر من تصريحات قائد القوات الجوية الأثيوبي، كانت هناك تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، الذي أعرب خلالها عن أمله في التوصل إلى نتيجة بشأن سد النهضة" target="_blank">مفاوضات سد النهضة مع دولتي المصب مصر والسودان.

 

وقال آبي أحمد، خلال كلمته بالجمعية العامة للأم المتحدة في نيويورك، إن سد النهضة يستهدف المحافظة على الموارد المائية لإثيوبيا، والتي كانت تتبخر في دول المصب، مؤكدا أنه ليس الغرض من إقامة السد إلحاق الضرر بأي دولة، وإنما هو سعي لتلبية احتياجات مواطني أثيوبيا من الكهرباء. 

 

تصريحات آبي أحمد بشأن عدم نيته لإلحاق الضرر بكل من مصر والسودان، وتأكيد المتحدث باسم الخارجية الأثيوبي بأن بلاده ترغب في استئناف المفاوضات، علق عليهما هاني رسلان، الخبير 

هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، بأنه استمرارا في نهج الكذب.

 

وأضاف رسلان، عبر صفحته على موقع فيس بوك، معلقا على تصريحات آبي أحمد قائلا :"كذب هزلى مفضوح، واستمرار فى نهج الكذب والشعوذه السياسية".

 

مصير المفاوضات

 

وفي سياق متصل نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مقال للدكتور محمد هلال، الأستاذ الزائر بجامعة اوهايو والمستشار القانونى لوزارة الخارجية المصرية، أشار فيه إلى أن هناك صعوبة فى الوصول إلى اتفاق حول السد الاثيوبى، فى ظل الهدف الاثيوبى بالسيطرة على النيل الازرق وليس توليد الطاقة الذى هو فى الحقيقة هدف فرعى.

 

وأضافت المجلة أن كلا من مصر والسودان وإثيوبيا ما زالوا يتفاوضون منذ عقد كامل حول مشروع بناء سد النهضة، ولكن للأسف دون جدوى، موضحة أن سبب فشل كل المفاوضات هو الاختلاف الجوهري على الهدف من تلك المفاوضات.

 

وأوضحت المجلة أن مصر تسعى للتوصل إلى اتفاق مبني على مقايضة بسيطة ومفيدة للطرفين ،وهي أن إثيوبيا يجب أن توفر الطاقة الكهرومائية من السد دون الإضرار بمجتمعات دول المصب في مصر والسودان.

 

وأضاف التقرير أن إثيوبيا في المقابل تستغل المفاوضات لكي تؤكد سيطرتها على النيل الأزرق، وهو أكبر رافد لنهر النيل، حيث تسعى إثيوبيا إلى إعادة تشكيل التضاريس السياسية في حوض النيل.

 

واعتبرت المجلة الأمريكية أن سبب التعنت الإثيوبي هو أن سد النهضة بالنسبة لإثيوبيا له قيمة أكبر بكثير من قيمته الاقتصادية، حيث تعتبره أديس أبابا، أداة سياسية للسيطرة غير المقيدة على النيل الأزرق، ولإجبار مصر والسودان على تقسيم مياه النيل الأزرق وفقًا لشروطها.

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان