تسعى الحكومة المصرية إلى استغلال مصرف بحر البقر، الذى يعتبر فى الوقت الرهن أحد أخطر منابع التلوث البيئي فى البلاد، فى استصلاح وزراعة حوالى 400 ألف فدان، منها 330 ألف فدان شرق قناة السويس، 70 ألف فدان يتم زراعتها حاليا بمنطقتى سهل الطينة والقنطرة شرق وذلك عبر إنشاء محطة معالجة عملاقة بطاقة 5 ملايين متر مكعب/يوم، ستكون الأكبر على مستوى العالم وفقًا لتصريحات مسئولين حكوميين.
يمتد مصرف بحر البقر من جنوب القاهرة مروراً بـ 5 محافظات هى: القليوبية، والشرقية، والإسماعيلية، والدقهلية، وينتهى فى أن يضع ما بداخله فى بحيرة المنزلة، ويبلغ طوله حوالى 190 كيلو متراً.
قبل عامين وقعت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وتحالف شركتى أوراسكوم والمقاولون العرب، عقد تنفيذ محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر وتُعد هذه المحطة المعالجة أحد مكونات مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر، الذى يُعد أهم مشروعات برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء، بتكلفة مليار دولار، ومن المقرر افتتاح المشروع الجديد خلال سنة 2022
.
وتعمل محطة معالجة مياه بحر البحر بطاقة 5 ملايين متر مكعب/يوم، حيث يبلغ قيمتها الإنشائية 739 مليونا، وذلك بتمويل مشترك من الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى والصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية.
وبجانب مساهمة المشروع فى استصلاح وزراعة 400 ألف فدان، وسيتم إنشاء مشروعات تنمية زراعية متكاملة (إنتاج زراعى وحيوانى وصناعى)، لزيادة كميات الصادرات وتقليل الواردات، بالإضافة لخلق فرص عمل جديدة تصل إلى حوالى 40,2 ألف فرصة مقسمة على مجالات التصنيع الزراعى والإنتاج الحيوانى، وإدارة منظومة نقل ومعالجة المياه وتطهير الأنفاق والمجارى المائية، وأعمال التشييد والبناء.
وخلال افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مجموعة من المشروعات القومية بمحافظة الإسكندرية أواخر أغسطس الماضى، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إن محطة مصرف بحر البقر الجارى تنفيذها هى الأكبر على مستوى العالم، وتستهدف معالجة 5.5 مليون متر مكعب من المياه يوميًا، وتكلفتها تصل إلى أكثر من مليار دولار للاستفادة من المياه المهدرة فى البحيرات بإعادة استغلالها.
ويعتبر مشروع محطة معالجة مياه صرف بحر البحر، أكبر خمس مرات، من مشروع محطة المحسمة الذى فتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى 22 إبريل 2020، ويهدف معالجة مياه الصرف الزراعى فى محافظة الإسماعيلية بطاقة مليون متر مكعب يوميًا، ونقل المياه المعالجة الى سيناء من خلال سحارات أسفل قناة السويس، لاستخدامها فى استصلاح 70 ألف فدان.
محطة المحسمة التى وضعتها المجلة الأمريكية Engineering New-Recordsالمتخصصة فى الانشاءات والمشروعات التنموية فى المركز الأول من بين مشروعات من 21 دولة، تقضى على التلوث الناتج من القاء الصرف الزراعى فى بحيرة التمساح، بالتالى تحافظ على الثروة السمكية، نفذ المشروع شركات مصرية 100% (كونكورد - البهاء - حسن علام).
ومنذ عدة أيام كشف المركز القومى لبحوث المياه، عن إرسال فريق بحثى مشكل من المعاهد البحثية (صيانة القنوات المائية – الهيدروليكا - المساحة - النيل - الإنشاءات)، بالتنسيق مع الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف، لإجراء مسح طبوجرافى وهيدروجرافى لمصرفى بحر البقر وبحر حادوس لتحديد الترسيبات المطلوب ازالتها والرفع المساحى لحواف وجسور المصرفين.
وأوضح المركز فى بيان له أن الدراسة تهدف إلى مراجعه اتزان الجسور وتحديد أماكن وكميات الاطماءات بمصرفي بحر البقر وبحر حادوس وأهم مصارفه الفرعية وذلك لضمان إستيعابهما لكامل التصرف التصميمى لهما.
يأتى هذا ضمن الخطة التى وضعتها وزارة الموارد المائية، للتعامل مع مشاكل التلوث للمصارف الزراعية بعد ان تم مراجعة كافة المآخذ والمصارف على مستوى الجمهورية، واعداد تقرير شامل و تفصيلى متضمن رصد جميع المخالفات الموجودة على أرض الواقع فى هذا الشأن، والاجراءات المطلوبه ضد المخالفين، مما يسهم فى وضع رؤية استراتيجية، و خطط عاجلة، للتعامل معها وفقاً لبرامج زمنيه وتحديد حجم الاستثمارات المطلوبه للقضاء علي مصادر التلوث البيئى التى تتعرض لها شبكة المجاري المائية الرئيسيه وفرعي النيل و المصارف الزراعية، علي مستوي محافظات الجمهوريه.
