حالة من القلق تنتاب أهالي محافظة البحيرة بعد ما تردد عن احتمالية حدوث فيضان للنيل قد يؤثر على المنازل والأراضي الموجودة في طرح النيل، وهو ما أكده وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، محذرا من أن الفترة المقبلة ستشهد غرقا لبعض الأراضي.
كانت الوحدات المحلية التابعة لمحافظة البحيرة، قد حذرت القاطنين في مراكز ومدن كوم حمادة، وإيتاي البارود، وشبراخيت، والرحمانية، والمحمودية، ورشيد، بضرورة إخلاء منازلهم وكافة المباني وحظائر الماشية وأقفاص المزارع السمكية، الموجودة في أراضي طرح النهر.
سرعة إخلاء المحاصيل
ومن جانبه قال محمد الزواوي، وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة، إن الفترة المقبلة ستشهد غرق بعض الأراضي في المحافظة، منوها إلى أنه عادة يتم جمع المحاصيل في شهري سبتمبر وأكتور، لذا تناشد وزارة الزراعة بسرعة إخلاء المحصول الصيفي من الأراضي.
وأضاف الزواوي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي مقدم برنامج التاسعة عبر التلفزيون المصري، إنه حرصا على ممتلكات المزارعين نناشدهم بتأجيل المحصول الشتوي حتى ينخفض منسوب النيل وتبدأ المياه في الانحسار.
وأكد أن وزارة الزراعة وأجهزة المحافظة تتعاون لإعلام المزارعين بسرعة إخلاء المحصول الصيفي وتأجيل زراعة المحصول الشتوي حتى انخفاض منسوب مياه النيل، مطالبا المواطنين بعدم القلق وأن المحافظة ستتعاون معهم.
وكان وزير الري والموارد المائية قد وجه بضرورة المتابعة المستمرة لفيضان النيل وشبكة الترع والمصارف، واستمرار رفع درجة الاستعداد بجميع أجهزة الوزارة للتعامل مع الفيضان وموسم السيول القادم.
التحذير يشمل 13 محافظة
وبحسب المهندس محمد السباعي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية، فإن البحيرة ليست وحدها التي ستتضرر من ارتفاع منسوب النيل، موضحا أن التحذيرات من غرق بعض الأراضي خلال فترة فيضان النيل تشمل جميع أراضي طرح النهر وتصل لـ13 محافظة.
وأوضح السباعي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب مقدم برنامج الحكاية على فضائية إم بي سي مصر، أن ارتفاع منسوب مياه النيل سيكون فوق المتوسط هذا العام وأعلى من الأعوام السابقة، وهو ما اعتبره منحة ربانية لتعويض العجز المائي الذي تمر به مصر حاليا.
واستطرد: "تم رصد المياه عند بحيرة ناصر والسد العالي، ويتم تصريف المياه حسب احتياجاتنا، ونستفيد منها لغسل المجرى المائي وتحسين نوعية المياه"، لافتا إلى أن ارتفاع منسوب المياه في المجري الرئيسي لنهر النيل سيؤدي إلى حدوث مشاكل في المحافظات الموجودة عند طرح النهر".
ونوه السباعي إلى أنه طوال الأيام الماضية تم تحذير الأهالي المتواجدة عند طرح النهر، وهي تشمل 13 محافظة، من تعرضهم للخطر، لذلك طالبتهم المحافظات بضرورة إخلاء منازلهم وذلك لحماية أرواحهم وممتلكاتهم.
ووفقا لمتحدث الري فإنه بالفعل بدأ منسوب مياه النيل في الارتفاع، ولكنه سينتهي في غضون أيام قليلة وتستقر الأوضاع بعد ذلك، مشددا على أنها ليست أزمة ولكنها منحة ربانية.
وكانت الوحدات المحلية ببعض المحافظات المعرضة لخطر الفيضان، قد خصصت سيارات لتجوب في المدن لتحذر المصريين من احتمالية غرق منازلهم وأراضيهم الموجودة فى طرح النيل، بسبب ارتفاع منسوب المياه خلال الأيام الثلاثة، الأمر الذى أصاب الأهالي بحالة من القلق.
وجاء نص المنشور: "في إطار الإجراءات الواجب اتخاذها، تزامناً مع احتمالية إمرار تصرفات زائدة بنهر النيل، خلال الثلاثة أيام القادمة، وما يتبع ذلك من ارتفاع مناسيب المياه بفرع رشيد من نهر النيل، وحدوث غمر لأراضي طرح النهر المحصورة داخل القطاع المائي، والمتعدى عليها من واضعي اليد بالزراعة أو الردم أو البناء أو الأقفاص السمكية، يتم اتخاذ اللازم فوراً نحو إخلاء جميع المباني، من منازل وحظائر مواشي ومخازن وأقفاص سمكية، وكذا أي تشوينات للمحاصيل الزراعية، على أراضي طرح النهر، بنطاق الوحدة المحلية، وكذا التنبيه على المواطنين بسرعة إخلاء المزروعات الخاصة بهم، وأي متعلقات يمكن أن تتعرض للتلف، نتيجة الغمر بمياه النيل وارتفاع مناسيب المياه أو الفيضان.. هذا تحذير هام وعاجل".
ووفقا للمهندس عامر شكري، وكيل وزارة الموارد المائية والري في البحيرة، فإن بيان وإخطارات المحافظة للأهالي هو إجراء دوري، حيث يتم التنبيه عليهم في نفس التوقيت من كل عام لأنه يعتبر موسم الفيضان.
وأضاف "شكري" في تصريحات صحفية، أن التحذيرات من فيضان جاءت نتيجة الموازنات التي تجريها وزارة الري بعد قياس منسوب المياه، وتحديد الاحتياجات.
فى المقابل أصدرت وزارة الرى والموارد المائية بيانا طالبت فيه بعدم نشر أية أخبار إلا بعد الرجوع للوزارة، حيث تقوم الوزارة باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية المناسبة بالتنسيق مع المحافظات المعنية للتعامل مع الفيضان للحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وأكدت وزارة الرى أن التحذيرات تخص من يقوم بالزراعة على أراضي طرح النهر والذي تُعتبر جزء من مجرى نهر النيل دون غيرهم، وتهيب الوزارة بالمواطنين احترام القوانين التي تُنظم التعامل مع مجرى نهر النيل وفرعيه ومنافعهم، والالتزام بالإجراءات التي تتخذها الوزارة، في ظل الزيادة الملحوظة للتعديات على مجرى النهر خلال السنوات الماضية ، والتي تتصدي لها الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة.
وفيما يخص المناطق المتأثرة بارتفاع المناسيب فهي مناطق معروفة داخل المجرى والقطاع المائي، ويتم زراعتها بالمخالفة، ومعتاد غمرها بالمياه مثلما حدث العام السابق، وكذلك الأسابيع الماضية، ومن المحتمل أن يستمر حتى نهاية شهر أكتوبر الحالي.