رئيس التحرير: عادل صبري 06:34 صباحاً | الأربعاء 04 يونيو 2025 م | 07 ذو الحجة 1446 هـ | الـقـاهـره °

بعد إثارته الجدل.. ما هو «محور خوفو».. وهل يشق هضبة الأهرامات؟

بعد إثارته الجدل.. ما هو «محور خوفو».. وهل يشق هضبة الأهرامات؟

أخبار مصر

مشروع محور خوفو

بعد إثارته الجدل.. ما هو «محور خوفو».. وهل يشق هضبة الأهرامات؟

أحلام حسنين 17 سبتمبر 2020 22:16

على مدى اليومين الماضيين ثارت حالة من الجدل حول مشروع محور خوفو بمنطقة الأهرامات، بعدما نشرت بعض وسائل الإعلام الأجنبية ما يفيد بأنه يتم تنفيذ مشروع لشق طريقين يمران عبر هضبة الأهرام، وهو مخطط تم طرحه في تسعينيات القرن الماضي ولم يُنفذ بسبب احتجاج اليونسكو، إلا أن وزارة الآثار نفت اليوم الخميس ما ورد بتقرير وكالة وريترز عن الطريقين. 

 

 

وكانت وكالة رويترز قد نشرت، الثلاثاء الماضي، تقريرا حول مشروع شق طريقين يمران عبر هضبة الأهرام ، واستعانت فيه بآراء خبراء ومختصين في الآثار والبيئة، قالت إنهم ينتقدون استئناف المشروع رغم اكتشاف تماثيل وآثار بمسار المشروع.

 

وزعمت رويترز أن بعض المتخصصين في علم المصريات ودعاة الحفاظ على البيئة قالوا إن "الطريقين السريعين سيهددان سلامة هضبة الأهرامات، ويمران فوق مواقع أثرية لم تكتشف بعد، ويتسببان في تلوث يمكن أن يؤدي لتآكل الآثار، ويخلفان قمامة، ويعرضان المنطقة المغلقة المليئة بالكنوز الأثرية للنهب".

 

وهضبة الأهرامات مسجلة كموقع للتراث العلمي بمنظمة "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة وهي مختصة بالتربية والعلم والثقافة.

 

"الآثار"..لن نسمح بإنشاء تضر الأثر

 

ردا على ما تم تداولته "رويترز" حول إنشاء طريقين بمنطقة هضبة الأهرامات الأثرية، قال أشرف محيي الدين، مدير عام منطقة آثار الهرم، إنه لا توجد أعمال حفر وإنشاء طرق داخل هضبة الأهرامات الأثرية على الإطلاق.

 

وأوضح محيي الدين، أن مشروع تطوير هضبة الأهرامات انتهى منذ عام ٢٠١٩، وسيتم افتتاحه بداية عام ٢٠٢١، مشيرا إلى أنه طبقا لمشروع التطوير سيتم تخصيص سيارات كهربائية صديقة للبيئة لنقل الزائرين، حيث سيمنع دخول الأتوبيسات السياحية في المنطقة الأثرية للمحافظة على البيئة العامة والآثار.

 

وشدد على أن المجلس الأعلى للآثار لن يسمح بأية انشاءات تضر أو تتعدى على الأثر، مؤكدا أن أي خبر يتداول عن شق طرق داخل منطقة الأهرامات الأثرية هو عار تماما من الصحة، فلا توجد أية أعمال تتم داخل المنطقة الأثرية.

 

وأكد أن أية أعمال تتم خارج المنطقة الأثرية هي أعمال تمهيدية فقط، أما الطريق الآخر المشار إليه في الصور المنشورة والذي يتضمن وجود أشجار، فهو في أراضي أهالي خارج المنطقة الأثرية والأعمال به تمت تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.

 


 

ماذا قالت رويترز؟

 

كانت كل من وكالة "رويترز"، وصحيفة "الجارديان" البريطانية، قد نشرتا ما يفيد بأن مصر بدأت في شق طريقين سريعين تحت مسمى "محور خوفو"، وبه ستقطع هضبة الجيزة فيما بين منطقة أهرامات الجيزة ومنطقة أهرامات أبو صير.

 

وقالت رويترز، نقلا عن متخصصين، إن هذا المشروع يمثل انتهاكا شديدا للمنطقة الأثرية الغنية بالآثار منذ عصر الدولة القديمة، وبالنسبة للباحثين تعد من أخصب المناطق التي تحوي آثاراً تحت رمالها وتحتاج لإجراء العديد من الحفائر.

 

وأضافت الوكالة أن الطريقين اللذان سيقسمان الهضبة إلى ثلاثة أجزاء سيعبران قطاعًا من مدينة «منف» القديمة، إحدى أكبر مدن العالم وأكثرها تأثيرًا لنحو 3000 عام.

 

 

ولفتت إلى أن المشروع هذا سبق أن تم عرضه في الثمانينات وتم رفضه بشكل قاطع من قبل المختصين واليونسكو، وحاليا يتم تنفيذه بالاستعانة بمسئولين بوزارة الآثار.

 

المجلس الأعلى: لا مساس بالآثار

 

وتعليقا على ما أوردته "رويترز" أكد الدكتور مصطفى وزيري، أمين المجلس الأعلى للآثار، أنه لا مساس على الإطلاق بالآثار ولا أي منطقة آثرية، مشددا على أن المجلس يبذل جهد غير عادي للحفاظ على الآثار والمناطق الأثرية. 

 

وأضاف وزيري، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز" أن الطريق الذي تم الانتهاء منه العام الماضي وسيتم افتتاحه في عام 2021 هو خارج هضبة الأهرام، ولا يشق الهضبة نهائيا لأنه خارج المنطقة الأثرية.

 

 

وشدد على أن ما تداولته وسائل الإعلام بأن المحور يشق هضبة الأهرام غير حقيقي، مؤكدا أن المجلس الأعلى للآثار لن يسمح بالمساس بأي منطقة أثرية، وأن الدولة عازمة على تطوير المنطقة الأثرية والحفاظ عليها.

 

وأوضح أن الهدف من مشروع محور خوفو هو تسهيل وصول السياح إلى الأهرامات عبر طريق الفيوم، بأتوبيسات صديقة للبيئة للحفاظ على الأثر.

 

ووصف أمين المجلس الأعلى للآثار مشروع المتحف الكبير بأنه هدية مصر للعالم أجمع، موضحا أنه أكبر متحف على مستوى العالم مقام على مساحة نصف مليون متر مربع، وبه أكثر من 50 ألف قطعة أثرية. 

 

أصل المشروع

 

مع الحديث عن محور خوفو ومدى تأثيره على المنطقة الأثرية، تداول البعض من خبراء الآثار ما يفيد بأن أصل المشروع يعود إلى الدكتور أشرف عبد المحسن، الذي طرحه الفكرة عام 2010، وتضمنتها رؤية ومخطط تطوير الجيزة في إطار خطة 2030.

 

وفقا لما ورد عبر موقع "issuu.com"،  فإن مشروع تطوير هضبة الأهرامات، يتضمن إمكانية رؤية الأهرامات من ميدان  سفنكس وشارع جامعة الدول العربية، من مسافة 10 كم، ليكون بذلك أكبر الشوارع بالعالم وأعظمها.

 

 

ويهدف المشروع إلى استثمار مقومات المكان كعنصر جذب سياحي وترفيهي عالمى، وفتح محور بصري مرورى عالمى لمنطقة الأهرامات، وشبكات بنية أساسية وشبكة طرق ومواصلات حديثة تربط المدينة بالقاهرة الكبرى.

 

كما يهدف المشروع إلى ربط هضبة الأهرام بالمتحف المصرى الكبير، وتطوير المنطقة المحيطة الأهرامات لتصبح متحف مفتوح، وجودة حياة وعمران به كافة الخدمات المطلوبة فى العصر الحديث لسكان محافظة الجيزة.

 

هل يثير القلق؟ 

 

نقلت صحيفة "ميدل إيست" عن متخصصين أن الطريقين السريعين قد يتسببان في أضرار لا رجعة فيها لأحد أهم مواقع التراث في العالم، إذ سيعبر الطريق السريع الشمالي الصحراء على بعد 2.5 كيلومتر جنوب الأهرامات العظيمة الواقعة في الجيزة، بينما يمر الطريق الجنوبي بين هرم «سقارة» المدرج، ومنطقة دهشور التي تضم هرم سنفرو المائل والهرم الأحمر، ويتسع كل منهما لنحو ثماني حارات مرورية.

 

وفي الوقت ذاته نقلت الصحيفة تصريحا للدكتور مصطفى الوزيري ، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، يقول فيه إن الطرق مهمة جدًا جدًا للتنمية، للمصريين، وداخل مصر، وإن المجلس يعتني جيدا بالمواقع الأثرية في كل مكان في مصر".

 

 

وقال وزيري، وفقا لـ:"ميدل إيست" إن الطرق الموجودة كانت أقرب بكثير من الأهرامات وتنقل الكثير من الحافلات السياحية، لهذا السبب يتم التطوير، لافتا إلى أنه سيكون هناك حافلات سياحية كهربائية داخل الهضبة لتجنب التلوث.

 

ونقلت "ميدل إيست" عن عالم مصريات أن موقع المحور غني للغاية ومكتظ بالمعابد والمحفوظات، وأن الطريق بمقابر أثرية غير مستكشفة للأسرة الثالثة عشرة، على مسافة قريبة من أهرامات بيبي الثاني وخنجر ومصطبة الفراعون".

 

وفي المقابل أكد أمين المجلس الأعلى للآثار أن الطريق خارج المنطقة الأثرية ولا يشق هضبة الهرم، مشددا على أنه لا مساس ولا ضرر بالآثار. 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان