رئيس التحرير: عادل صبري 12:24 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا لا تستفيد مصر من فيضانات السودان..؟ خبراء يجيبون

لماذا لا تستفيد مصر من فيضانات السودان..؟ خبراء يجيبون

أخبار مصر

فيضانات السودان

لماذا لا تستفيد مصر من فيضانات السودان..؟ خبراء يجيبون

أحمد الشاعر 30 أغسطس 2020 13:43

يواجه السودان كارثة بيئية، اجتاحت أواصره، فتلك الفيضانات العارمة خلفت وراءها 88 قتيلا فيما تعرض نحو 19 ألف منزل للدمار الكامل، و34 ألف منزل لانهيار جزئي، بينما غمرت المياه قرى بكاملها في مناطق شرق الخرطوم.

 

فيضانات السودان تسببت في ارتفاع منسوب النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم إلى 17.48 مترا محطما الأرقام القياسية التي سجلها خلال الأعوام المئة الماضية والتي بلغت 17.26 مترا في العام 1946.

 

لكن تلك المياه الجارفة، في طريقها إلى الحدود المصرية الجنوبية المتاخمة للسودان، حيث تواصل هطول الأمطار في معظم أنحاء البلاد بمعدلات عالية، في ولايات البحر الأحمر وكسلا ونهر النيل والشمالية والخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض وشمال وجنوب وغرب كردفان.

 

 

وزارة الري المصرية، أعلنت استعدادها لمواجهة تلك الفيضانات، عبر التأكيد على جاهزية بحيرة ناصر والسد العالى وخزان اسوان، مع توقع استمرار معدلات الأمطار بكثافة، مما يزيد من ارتفاع مناسيب النيل الأزرق.

 

لجنة إيراد نهرالنيل خلال إجتماعها الأخير، ناقشت تقريرًا شاملا حول موقف الفيضان الجديد من خلال بعثة الرى بالسودان، والإستعدادات التى تمت مع الخرطوم، لمتابعة مناسيب الخزانات والسدود والتصرفات بالسودان، ومتابعة صور الأقمار الصناعية من خلال مركز التنبؤ بالفيضان وتقارير الأحوال الجوية والأمطار على السودان والهضبة الاثيوبية.

 

وقالت وزارة الري: إن اللجنة استعرضت موقف التنبؤ بموسم الفيضان، وأشارت البيانات إلى أن معدلات الأمطار بدأت في التزايد على منابع النيل.

 

وأضافت الوزارة أنه تم مناقشة مناسيب محطات القياس الرئيسية على منابع النيل، ومناسيب وتصرفات السد العالي والتي تشير إلى أنها في الحدود الآمنة للوفاء بكافة الاحتياجات.

 

 

لكن هذا الأمر يدعونا لطرح تساؤلات حول مدى تأثير فياضات السودان على مصر وكيفية الاستفادة منها؟

 

خبراء الري والموارد المائية والجيولوجيا، أكدوا أن أمام مصر فرصه عظيمة للاستفادة من مياه الفيضانات، من خلال التحيط والحذر ومراجعة مخرات السيول وتجميع المياه والاستفادة منها في إيراد نهر النيل, بيد أن البعض ذهب إلى أن القاهرة لن تسفيد من أمطار الخرطوم في الوقت الحالي لكنها تمثل مؤشرا إيجابيا لإيراد النهر.

 

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية مدير مركز تنمية الموارد الطبيعية والبشرية فى أفريقيا، أكد أن مصر لن تستفيد من الأمطار الساقطة فى السودان فى الوقت الحالي، لكن زيادة الأمطار مؤشر إيجابي لإيراد النهر خلال العام الحالي.

 

 

وأوضح الخبير المائي أن أراضى الجانب السوداني مسطحة وليس بها جبال يمكن من خلالها تجميع المياه فى مجرى مائي واحد، كي تتمكن مصر من الاستفادة منه، مضيفا أن الامطار الحالية مثلها مثل الأمطار التي شهدتها مصر في بداية موسم الشتاء الماضى، ولم تتمكن مصر أيضا من استغلالها.

 

وأشار أن إيراد نهر النيل السنوي يقدر بنحو 84 مليار م3، موزعة على دولتي المصب مصر والسودان،  بواقع 18.5 مليار للسودان، و55.5 مليار م3، فيما يتبخر 10 مليار م3 من الايراد.

 

 

وأضاف أن الجانب السوداني ليس لديه القدرة على تخزين أي كميات مياه إضافية غير الحصة المحددة له والبالغة 18.5 مليار م3، لافتاً الى أنه يمتلك 4 سدود فقط لا تتعدى سعتها التخزينية أكثر من 20 مليار م3.

 

وتوقع شراقي أن تصل فيضانات السودان إلى مصر خلال أسبوعين من الآن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن أغلب الولايات السودانية تشهد سنويًا نوعين من الفيضانات والسيول خلال موسم الأمطار الذي يبدأ من يوليو ويستمر حتى سبتمبر، الأول يأتي نتيجة الأمطار التي تسقط داخل الأراضي السودانية والثاني من فيضان النيل الأبيض، لافتًا إلى أن هطول الأمطار في بحيرة فيكتوريا وصل إلى 13.7 م بمقياس جنجا.

 

استفادة مصر

الدكتور أحمد فوزي دياب، خبير المياه بالأمم المتحدة، قال إن الفيضانات القادمة من السودان وإثيوبيا تزيد من منسوب نهر النيل، وبالتالي تستفيد منها مصر.

 

وذكر في تصريحات صحفية أن فيضانات السودان تذهب في طرق عدة: أولها بعض الأودية، والخزانات الجوفية، والزراعات التي تعتمد على مياه الأمطار والفيضانات، والبعض الآخر يذهب ليتم تصريفه بالبحر الأحمر، والباقي يصب في مياه النيل، حيث يستقر أخيرًا في بحيرة ناصر.   

 

وبيّن "دياب" أن وصول تلك الفيضانات لبحيرة ناصر، ينقذ السودان من كوارث محققة قد تصيبهم لولا تصريف تلك الفيضانات في مصر، وتخزينها خلف السد العالي.

فيضان السودان
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان