رئيس التحرير: عادل صبري 12:15 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

ما حكم بناء المساجد على أراض زراعية مخالفة؟ دار الإفتاء تجيب

ما حكم بناء المساجد على أراض زراعية مخالفة؟ دار الإفتاء تجيب

أخبار مصر

ما حكم إقامة المساجد على الأراضي الزراعية بالمخالفة؟ دار الإفتاء تجيب

ما حكم بناء المساجد على أراض زراعية مخالفة؟ دار الإفتاء تجيب

نهى عثمان 30 أغسطس 2020 13:17

بالتزامن مع هدم 30 مسجدًا تم إقامتهم على أراض مخالفة بمحافظة البحيرة، أكدت الإفتاء المصرية أن بِناءَ مسجدٍ على أرضٍ زراعيةٍ بالتحايل على القانون أو بمخالفته أمرٌ غيرُ جائزٍ شرعًا"، مؤكدة أن الحرمة أشد لو كان ذلك ذريعةً لاستِباحة ما حوله من الأراضي الزراعية المحظور البناء عليها ببنائها، وليس لله تعالى حاجة في بناء بيتٍ يضر مصالح عباده واقتصادهم ولا يقصد به وجهه.

 

وأوضحت دار الإفتاء -في فتوى لها- أنه من القواعد التي قررتها الشريعة أن درء المفسدة مُقدَّمٌ على جلب المصلحة، كما أن الشريعة قد راعت ترتيب المصالح وترتيب المفاسد عند التعارض، وترتيب المصالح يكون بتقديم أكثرها نفعًا.

 

 كما أن ترتيب المفاسد يكون بتقديم أقلها ضررًا، ومِن ثَمَّ قَدَّم الشرع تحصيل مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد عند التعارض، كما قَدَّم دفع المفسدة التي تلحق بالمجموع على دفع المفسدة التي تلحق بالفرد عند التعارض.

 

وأضافت دار الإفتاء أن الأراضي الزراعية عماد الاقتصاد المصري، والبناء عليها يُعَدُّ إهدارًا واضحًا للثروة الزراعية في مصر، ومساحة الأراضي الزراعية في مصر لا تتجاوز 4% من إجمالي أرضها، وهذه المساحة ضئيلة لا تفي بحاجة أهل مصر، ولا تحتمل النقصان بحال، ونقصانها يترتب عليه ضررٌ على المجتمع كلِّه، ويزيد من مصاعب الوصول للاكتفاء الذاتي؛ حيث يؤكد الخبراء أن مصر بحاجة إلى زيادة مساحة الأراضي الزراعية إلى الضِّعف حتى تصل إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.


وأشارت دار الإفتاء، إلى أن تقديم مصلحة الجماعة واعتبار المآلات يقتضي وجوب التنبه إلى الفساد الذي يمكن أن يسببه التساهل في البناء على الأرض الزراعية، وما يستتبع ذلك من إضعافٍ للاقتصاد القومي.


وأكدت دار الإفتاء، أن الحفاظ على الرقعة الزراعية له بُعد استراتيجي؛ حيث إن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الأساسية هو سبيل التخلص من التَّبَعِيَّة السياسية، وما حرص المستعمر عبر التاريخ على شيءٍ حرصَه على أن يتحكم في المحاصيل الأساسية القُوتِيَّة للدول التي يرغب في وقوعها تحت تَبَعِيَّتِه.

 

وأوضحت دار الإفتاء  أنه من المقرر شرعًا أن للحاكم تقييد المباح؛ وذلك لأنه هو المنوط بتقدير المصالح وتحقيقها، ولَمَّا كان للثروة الزراعية أهميتها -كما سبق بيانه- للنهوض بالوطن ومصلحة أفراده وتحقيق الاكتفاء الذاتي لهم مَنَع وَلِيُّ الأمر البِناء على الأراضي التي يتحقق بها هذا المراد، ووجب على الأفراد الامتثال لهذا المَنْع، وكان عصيانهم حرامًا شرعًا.

 

وأشارت دار الإفتاء  إلى أنه من الواضح من هذه النصوص أن المشرِّع في قانون الزراعة وفي التعديلات التي أدخلت عليه حرص على إضفاء الحماية اللازمة للرقعة الزراعية وصيانتها مِن التبوير أو مِن كل فعل أو امتناع عن فعل يؤدي إلى المساس بخصوبتها، أو يمكن أن يؤدي إلى ذلك.

 

واعتبر أن المساس بتلك الحماية المقررة لها هو عملٌ يرقى إلى مصافِّ الجريمة الجنائية التي توجب على المحكمة المختصة توقيع الجزاء المقرر، بل قَرَّر في بعض الأحوال ضرورة التدخل العاجل من جهة الإدارة دون انتظارٍ لحكم القضاء؛ إمَّا بوقف أسباب المخالفة؛ للحيلولة دون استِفْحالِها، وإمَّا بإزالة أسباب المخالفة وإعادة الأرض الزراعية إلى ما كانت عليه.

 

وأكدت دار الإفتاء، في ختام فتواها أن القانون في ذلك لم يكن متعسفًا، بل أوجد البديل؛ حيث جعل في زمام كل جهة كردونًا للمباني يستطيع أهل القرية البناء فيه.

 

 كما أعطى القانون، الحقَّ لملَّاك الأراضي الواقعة بزمام القرى في إقامة مسكنٍ خاصٍّ أو مبنى يخدم الأرض، وذلك في الحدود التي يصدر بها قرارٌ مِن الوزير المختص.

 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد علق أمس السبت خلال افتتاح عددًا من المشروعات القومية بالإسكندرية، على هدم 30 مسجدًا مخالف قائلًا:" بيهدوا مساجد ربنا، والله لا يرضي ربنا سبحانه وتعالى بس انتوا متعرفوش ربنا.. ويقولوا بيهدوا جوامع ربنا، شوف المصريين بيخربوا احنا، استغفر الله العظيم بس "

 

وتابع: يا رب تبقوا زينا في إن انتوا تعملوا حساب ربنا.. دا  انتوا بتخربوا الشعوب وتدمروها وتدمروا الأمم وتضيعوها"، مضيفًا: "احنا بنفتتح وسعداء والبحيرة فيها 77 جامع مخالف على حرم الترعة، اللى عاوز يبني حاجة لربنا يسرق أرضه؟، دى سرقة.

 

ووجه السيسي محافظ البحيرة، بتدشين محاور على كل ضفة وإنشاء مساجد بديلة بنفس النمط، قائلًا:" بشكرك وانا معاك والدولة بس مش هنضر الناس معاك نعمل 4 محاور على كل ضفة ونعمل المساجد بنفس النمط ومساكن  آدمية مفروشة لأهلنا سواء 5 آلاف وحدة أو 6 آلاف".

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان