رئيس التحرير: عادل صبري 08:47 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

فيديو| كفيفة منحها الله البصيرة.. قصة «سميعة» أقدم محفظة للقرآن في مصر

فيديو| كفيفة منحها الله البصيرة..  قصة «سميعة» أقدم محفظة للقرآن في مصر

أخبار مصر

المحفظة الكفيفة سميعة

وهبت حياتها للتحفيظ ولم تتزوج.. ورحلت بعمر التسعين

فيديو| كفيفة منحها الله البصيرة.. قصة «سميعة» أقدم محفظة للقرآن في مصر

آيات قطامش 22 أغسطس 2020 22:39

جاءت إلى الدنيا قبل نحو 90 عامًا ولم تدر حينها تلك السيدة الكفيفة أنها ستكون أقدم مُحفظة  لكتاب الله، فرغم فقدها لبصرها إلا أنها سلكت طريقها إلى هذا العالم من خلال حفظ القرآن عن ظهر قلب..

 

  ولم تكتف بهذا فحسب بل إنها ظلت طوال تلك السنين دون زواج  بعدما كرست حياتها لنقل ما حفظته وتعلمته إلى الجميع فبات يقصدها الكثيرون من شتى الأعمار والبقاع..وذاع صيتها بين كبار ومشاهير المقرئين وحزن على وفاتها قبل أيام  الكثيرين، كما نعاها الأزهر الشريف، كونها تعد أقدم محفظة لكتاب الله. 

 

 

تلك السيدة البسيطة  تُدعى سميعة بكر البناسي، ولدت في عام 1930 بقرية ابنهس بمركز قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية، وكانت منذ يومها الأول في هذا الحياة فاقدة للبصر، ورغم هذا اتمت حفظ القرآن الكريم وعمرها لم يكن يتجاوز بعد الحادية عشر عامًا.

 

 

تمتعت الفتاة حينها بصوت عذب وتعلمت القراءات المختلفة، وحينما بلغت من العمر عشرون شرعت في تحفيظ القرآن الكريم، ومع حلول عام  1957  بدأت في الإقراء ومنحت إجازات قرآنية الثلاث "حفص وورش وحمزة" لعشرات الرجال والنساء، الذين كانوا يتوافدون إلى منزلها   في قريتها. 

 


صاحبة النظارة السوداء الشيخة الكفيفة "سميعة" أنارت حياتها وجعلت بيتها عامرًا بالقرآن، فلم تتزوج طيلة عمرها الذي امتد لنحو 90 عامًا، بعدما وهبت كل وقتها لتحفيظ سيل الوافدين على بيتها من كل حدب وصوب. 

 

 

ظل باب دارها مفتوحًا أمام كل من يقصدها، فرغم تقدم عمرها لم تتراجع يومًا عن تحفيظ كتاب الله ومنح الاجازات، فكثير من طلابها حرصوا على التقاط مقاطع مصورة معها أثناء جلوسها على الأريكة وهي تستمع إليهم وتصحح لهم الأخطاء وتمنحهم الإجازات، وتارة أخرى يصورنها وهي تتلو القرآن بصوتها العذب. 

 

 

رحلت "سميعة" قبل أيام عن عالمنا تاركة ورائها إرثًا من الأعمال والسيرة الطيبة العطرة، لمسيرة امتدت لنحو 90 عامًا، لقبت خلالها بأقدم محفظة لكتاب الله. 

 

 

غابت "المُقرئة الكفيفة" وعند باب قبرها ودعها العشرات، وانهالت عليها الدعوات، فلم يقتصر وداع  "سميعة" على أهل قريتها وحسب ولكن اصدر شيخ الأزهر الشريف، دكتور أحمد الطيب  قبل أيام بيانًا ينعيها من خلالها جاء نصه: "رحم الله الشيخة سميعة بكر البناسي، أقدم محفظة للقرآن، كانت نموذجًا لامرأةٍ أخلصت النية، ولاقتْ ربها بعد أن كرَّست حياتها لخدمة كتاب الله، فاللَّهم اجعل القرآن شفيعًا لها، وعاملها بفضلك وكرمك، يا أرحم الراحمين".

 

 

كما نعاها المجلس القومي للمرأة في بيان عبر الصفحة الرسمية جاء نصه: " ينعى المجلس القومى للمراة برئاسة الدكتورة مايا مرسي و جميع عضواته ببالغ الحزن وعميق الأسى السيدة سميعة بكر البناسي، أقدم محفظة للقرآن الكريم فى مصر والتى وافتها المنية ، عن عمر ناهز التسعين عاما". 

 

وعبرت الدكتورة مايا مرسي عن حزنها لوفاة السيدة سميعة بكر، مؤكدة أنها نموذج مشرف للمرأة المصرية المخلصة القادرة على التغلب على كافة الظروف الصعبة وتحويلها إلى نجاح، فعلى الرغم من أنها ولدت بإعاقة بصرية إلا أن ذلك لم يمنعها من حفظ القرآن، كما كرست حياتها لتحفيظه،  وأصبحت رمزًا  يأتي إليه طلاب العلم من الرجال والنساء والحفظة من داخل مصر وخارجها ليتعلموا منها.

 

وتقدمت الدكتورة مايا مرسى بخالص التعازي والمواساة إلى أسرة السيدة سميعة بكر وجميع طلابها حول العالم ، داعية الله أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يلهم أهلها الصبر والسلوان.

 

وجاء في ختام بيان القومي للمرأة: "الشيخة سميعة بكر ولدت في عام 1930 بقرية ابنهس، بمركز قويسنا بمحافظة المنوفية ،و اشتهرت بدقة حفظها للقرآن الكريم وعلم القراءات في مصر والعالم، كما كانت تتمتع بصوت عذب في تلاوة القرآن الكريم، ما جعل طلاب العلم من الرجال والنساء والحفظة يفدون إليها من داخل مصر وخارجها ومن الدول العربية والآسيوية والأوروبية ليتعلموا على يديها وينهلوا من علمها".

 

 

كما نعت نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم بحسب بيان نُسب لها، وفاة الشيخة سميعة جاء نصه: "إن الراحلة عوضها الله تعالى بنعمة البصيرة عوضًا عن نعمة البصر، تلك العابدة الزاهدة التقية النقية الورعة التي وهبت نفسها وحياتها كلها لله تعالى ولخدمة القرآن الكريم، مما جعلها لا تتزوج، حيث فاضت روحها إلى بارئها بعدما نطقت الشهادة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان