تسود حالة من الغموض حول مصير مراكز الدروس الخصوصية فى مصر بعد أزمة فيروس كورونا المستجد، خلال العام الدراسي الجديد المقرر انطلاقه في 17 أكتوبر المقبل وفقًا لقرارات وزارة التربية والتعليم وسط إجراءات احترازية ووقائية لمنع انتقال العدوى.

 

ومن المقرر أن تستمر الدراسة فى العام الجديد حتى 24 يونيو 2021، لتكون مدة الدراسة الفعلية 33 أسبوعًا، وتبدأ امتحانات الفصل الدراسي الأول يوم السبت 23 يناير على أن تبدأ امتحانات الفصل الدراسي الثاني السبت 15 مايو وتقام امتحانات الدبلومات الفنية 29 مايو وامتحانات الثانوية العامة يوم السبت 19 يونيو 2021.

 

ولا يزال شكل ونظام الدراسة في العام الجديد قيد الدراسة حتى الآن، حسب تصريح الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم الذى أشار إلى أنّ جميع الاحتمالات واردة في شكل الدراسة بالنسبة للعام الدراسي الجديد، وسيتم الاعتماد على استخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية التعلم، والاستفادة من المنصات التعليمية التي أطلقتها الوزارة لأبنائنا الطلاب منذ انتشار جائحة كورونا.

 

وأضاف: "لدينا العديد من المقترحات بشأن شكل الدراسة في العام المقبل ونعكف حاليًا للوصول إلى القرار الصحيح الذي يضمن استمرار العملية التعليمية لأبنائنا الطلاب بالشكل الذي نحافظ به على سلامتهم وصحتهم".

 

وتعتبر ظاهرة الدروس الخصوصية أحد أهم المشكلات التى تعجز الحكومة عن إيجاد حلول لها، فرغم الجهود التى تقوم بها وزارة التربية والتعليم، للقضاء على هذه الظاهرة التى تنفق عليها الأسر المصرية ما يقرب من 17 إلى 25 مليار جنيه سنويا، عن طريق تفعيل الضبطيات القضائية وإغلاق عدد من المراكز، إلا أن مافيا الدروس الخصوصية يتحايلون على القانون بألاعيب أخرى.

 

تجرم مصر ظاهرة الدروس الخصوصية، وتعاقب وزارة التربية والتعليم المدرس الذى يثبت تورطه فى إلقاء الدروس بالفصل من العمل، وفي حالة كونه من غير المنتسبين للوزارة يتم التقدم ببلاغ ضده للنائب العام واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المركز الذى يعمل فيه.

 

ونظرًا لتجريم الظاهرة فإن جميع مراكز الدروس الخصوصية فى مصر تعمل بمخالفة للقانون وبدون تصريح وفى حال ضبط أي من هذه المراكز يتم إغلاقه وتشميعه بالشمع الأحمر، وإحالة القائمين عليه لجهات التحقيق، لذا فإن مافيا الدروس الخصوصية يقومون ببعض الحيل لفتح المراكز.

 

البعض يقوم بإصدار تراخيص لإنشاء مراكز اللغات والحاسب الآلي، وتسمح وزارة التعليم بها لاعتبارها مراكز ثقافية بعيدة عن المناهج الدراسية، لكن يتم تحويلها فيما بعد لسنتر دروس خصوصية، والبعض الآخر يلجأ إلى وزارة التضامن الاجتماعي ويتقدم بطلب لترخيص جمعية خيرية تقدم خدمات تعليمية وتثقيفية وصحية للمواطنين بالمجان أو بأسعار زهيدة، ولكنهم أيضًا يقومو بتغيير نشاط الجمعية لسنتر للدروس الخصوصية.

 

ثالث صور التحايل هى التقدم إلى وزارة الأوقاف للحصول على ترخيص، لاستغلال بعض المساحات بالمساجد بنظام حق الانتفاع لمدة سنة واحدة لتقديم خدمات تحفيظ القرآن، أو حضانات، أو مكتبات إسلامية، لكن يتم مخالفة شروط التراخيص وتحويلها لسناتر للدروس الخصوصية.

 

مع بداية ظهور فيروس كورونا المستجد فى البلاد، بادرت الحكومة المصرية بتعليق الدراسة فى الجامعات والمدارس وإغلاق كافة مراكز الدروس الخصوصية، وشنت الأجهزة الأمنية العديد من الحملات على هذه المراكز وحررت مئات المحاضر، ومع بداية يوليو الماضى استغل اصحاب هذه المراكز قرارات التعايش مع الفيروس الصادر عن مجلس الوزراء فى إعادة الفتح مرة أخرى واستقبال الطلاب.

 

وأعلن عدد من المراكز والسناتر والدروس الخصوصية فتح باب الحجز في يوليو الماضى أمام الطلاب وسط كافة الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا وبنسبة تشغيل 25% من مساحة المركز أو الدرس لمنع انتقال عدوي الفيروس ولتطبيق قانون التباعد الاجتماعي. 

 

وكشف أحد المراكز عن فتح باب الحجز لطلاب الثانوية العامة 2020 بالمطرية بمحافظة القاهرة، وسط إجراءات وقائية ونشر صور لوجود بوابات تعقيم وتوافر كافة وسائل التهوية الجيدة التي تمنع انتقال عدوى الفيروس وللحفاظ على صحة الطلاب. 

 

 

وأيضًا نشر صاحب مركز للدروس الخصوصية بالقليوبية، ل.خ.ن، بأن وزارة التربية والتعليم أعلنت موعد بدء العام الدراسي الجديد 2021 يوم 17 أكتوبر وهذا الأمر هو الذي شجع أصحاب الدروس والمراكز للإعلان عن إجراءات الفتح.

 

25% نسبة التشغيل 

وأوضح صاحب مركز الدروس الخصوصية بالقليوبية، أنه سيتم فتح القاعة ودخول الطلاب بنسبة تشغيل 25%، أي طلاب إعدادي وثانوي سيتم السماح لإعطاء 5 في المجموعة الواحد مع ارتداء الكمامات ووضع الكراسي بمسافة متر أو مترين. 

 

وأما عن مصير طلاب المرحلة الابتدائية، أكد  صاحب مركز الدروس الخصوصية بالقليوبية، أنهم لن يستحملوا الكمامات خاصة وأن تحذيرات الصحة العالمية بشأن ارتداء الكمامة للأطفال لذا سيتم تدريس 2و3 في القاعة ذات المساحة المتوسطة، مؤكدًا أن الحجز إلكترونيًا على صفحة المركز بمواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أو جروب الواتس آب. 

 

 

ومؤخرا شن مجلس مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، حملة على مراكز الدروس الخصوصية، لاتخاذ الإجراءت القانوينة، ومنع التجمعات تطبيقا للإجراءات الاحترازية لمجابهه فيروس كورونا وتطبيق القانون على غير الملتزمين.

 

وتمكنت الحملة من القبض على "ع د " 48 سنة مدرس لغة عربية، وأثناء إعطائه دروس خصوصية لعدد كبير من الطالبات داخل سنتر بمنزله بندر بلبيس، وتم التحفظ عليه وتحرر له المحضر رقم 4811 جنح أمن دولة طوائ، وتم إحالته للنيابة العامة.

 

وأكد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، أن غلق المراكز وسناتر الدروس الخصوصية تمثل خطوة جادة نحو الاستمرار فى مكافحة الدروس الخصوصية لإعادة الانضباط للعملية التعليمية والالتزام داخل المدارس وتخفيف العبء والمعاناة عن كاهل أولياء الأمور.

 

وعن مصير هذه المراكز فى العام الدراسي المقبل، أكد مصدر بوزارة التعليم أنه من الصعب عودة الدروس الخصوصية مع بداية العام الدراسى الجديد لعدة أسباب أولها أن استراتيجية الوزارة القائمة على مكافحة فيروس الدروس الخصوصية، ثانيا: توفير الوزارة بديل للطلاب وهى تنفيذ استراتيجية التعلم عن بعد والتى تعد بديل مهم للطلاب فى ظل وجود كورونا، موضحا أنه سيتم توفير منصات تعلم اونلاين على أعلى مستوى  للطلاب مع وجود فيديوهات تفاعلية توفرها المدارس بشكل إلكتروني.