3 سيناريوهات للوضع الوبائي المتعلق بفيروس كورونا المستجد في مصر خلال الفترة المقبلة كشف عنها أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة الدكتور إسلام عنان.

ولخص «عنان» تلك السيناريوهات، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج 8 الصبح المذاع عبر فضائية «دي إم سي» على النحو التالي: إما أن الموجة الثانية ستأتي وتكون أقوى وأشرس من الأولى مثل الإنفلونزا الإسبانية، أو تكون بنفس قوة الموجة الأولى مثل الإنفلونزا الموسمية أو أضعف مثل باقي عائلة كورونا، ولكن نضع توقعات بأن تأتي أسوأ كي نكون مستعدين.

وتابع: بفضل الله لم يثبت حتى الآن أن التحور الذي حدث في كورونا أثر على الضراوة الخاصة به، بل لاحظنا أن الأعراض أخف كثيرًا عن الموجة الأولى فمعظمها جهاز هضمي أكثر منها تنفسي، وهو مؤشر جيد لقرب انتهاء الموجة الأولى.

وأضاف: تلاحظ مع تراجع أعداد المصابين بفيروس كورونا خلال الأونة الأخيرة، تراجع الكثيرون عن إرتداء الكمامات، وهذا سببه شعور المواطنين بالأمان الزائف، وهو ما كنا نخشى حدوثه، فالموجة الأولى لم تنته بعد إلا إنه تلاحظ وجود زيادة طفيفة في أعداد المصابين نتيجة تخلي الكثيرين عن بعض الاجراءات الاحترازية، رغم أننا سبق وحذرنا من هذا الأمر فنحن لازلنا في الموجة الأولى والأرقام عادت للصعود الطفيف من جديد، وهو ما يعرف بـ "الموجة الارتدادية". 

وواصل حديثه: حينما يتهاون المواطنين في الاحتياطات تبدأ الأعداد في العودة للصعود ولكنه سيكون في حدود 20% خاصة في الأماكن التي كانت بها البؤرة الأولى، المتمثلة في القاهرة التي  كان بها 60% من الاصابات، والتخوف الأكبر هو حدوث زيادة في أماكن خارج البؤرة الأولى. 

واستكمل: للأسف معظم الزيادات الطفيفة التي حدثت في الأونة الأخيرة كانت في أماكن خارج البؤرة الأولى، وفق زملائنا الأطباء، وهذا الأمر يثير تخوفنا. 

وفي وقت سابق تطرق أستاذ علم الأوبئة إلى سيناريوهات كورونا تزامنًا مع اجراءات الفتح التدريجي للتعايش مع كوفيد 19، متوقعًا انكسار الموجه الأولى في أغسطس إذا ما تمّ الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي أو حدوث انتكاسة بالدخول في سيناريو سيئ من أوروبا أوروبا وأمريكا اللاتينية في حال عدم ارتداء الأقنعة. 

وتحدّث عنان، في تصريحات تلفزيونية، عن تأثير ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي تزامنًا مع  فتح الاقتصاد مطلع يوليو الماضي حيث قال: "أي وباء على مر التاريخ إما أن ينتهي بعلاج أو لقاح أو من تلقاء نفسه وهذا ما يحدث في كثير من الأحيان، أو بالتباعد الاجتماعي لكسر التفاعل بين أي شخص مصاب وآخر سليم، فنحن ليس أمامنا الآن سوى سلاحي التباعد الاجتماعي والكمامات". 

وأضاف في تصريحات سابقة نهاية يونيو الماضي: "إذا التزم 80% من المواطنين بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي فالموجة ستنتهي في أغسطس الجاري، وإذا اعتمد 50% من الشعب على الأقنعة فحينها ستتراجع الوفيات من 17% إلى 45%، أمَّا في حالة عدم الالتزام التام بارتدائها فسيحدث تدفق رهيب في الإصابات وحينها سنكون أمام سيناريوهات سيئة للغاية قريبة من أوروبا وأمريكا اللاتينية، لهذا نطالب المواطنين بأهمية ارتداء الكمامات لأنها تؤثر للغاية على المنحنيات والأرقام". 

وتابع: إذا حدث ازدحام فهذا سينعكس في معدل الإصابات خلال الفترة  من  5 يوليو و10 يوليو فإما أن تزيد أو تظل كما هي وفي الحالة الثانية سيكون الوضع مع أول يوليو هو أننا  سنصل لوفيات تترواح حصيلتها ما بين  2050 إلى 3100 حالة، وهو ما يعني معه لنا  أن هذه الموجه  ستنتهي  في اغسطس المقبل بحصيلة وفيات تتراوح ما بين 5 آلاف وفاة إلى 6 آلاف حالة ".

 الجدير بالذكر أنّ إجمالي العدد الذي تمّ تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الثلاثاء، هو 95834 حالة من ضمنهم 54888 حالة تم شفاؤها، و 5059 حالة وفاة.