منذ انفجار مرفأ بيروت الذي دمر العاصمة اللبنانية، وأعلنت مصر مد ذراعيها لمساعدة الأشقاء في لبنان على تجاوز تلك الأزمة، وفي ذلك أقامت جسر جوي حلقت عليه الطائرات من القاهرة إلى بيروت، تحمل على متنها أطنان من المساعدات الطبية والمواد الغذائية. 

 

وقد خلف انفجار مرفأ بيروت، الذي وقع في الرابع من أغسطس،  ما يقرب من 158 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، بحسب تقديرات رسمية غير نهائية، كما أدى إلى تشريد ما يفوق على ربع مليون ساكن في بيروت.

 

 

وكبد انفجار مرفأ بيروت الاقتصاد اللبناني، ما يُقدر بـ15 مليار دولار، وفقا لخبراء، وهي فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها بعد أن تخلف بالفعل عن سداد ديون تتجاوز نسبتها 150 % من الناتج الاقتصادي.

 

وقدّرت الأمم المتحدة بنحو 117 مليون دولار قيمة المساعدات التي يحتاجها لبنان في الأشهر الثلاثة المقبلة لتلبية الاحتياجات الطبية ومتطلبات الإيواء وتوزيع المواد الغذائية وتنفيذ برامج لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد وغيرها.

 

جسر جوي بـ4 طائرات

 

كانت مصر قد أطلقت جسر جوي لمساعدة لبنان يتضمن 4 مراحل، آخرها ما وصل إلى بيروت صباح اليوم، الأربعاء، من طائرة تحمل 14 طنا من المواد الغذائية الإغاثية، التي تمثل ضرورة قصوى للشعب اللبناني الشقيق.

 

ويأتي ذلك وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإقامة جسر جوي إغاثي دعما لجمهورية لبنان الشقيق، لمواجهة تداعيات الكارثة الإنسانية الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت البحري.

 

 

وقبل يومين أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية، وصول طائرة النقل العسكرية الثالثة، والمحملة بشحنة مساعدات عاجلة إلى جمهورية لبنان الشقيقة، تضمنت كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمواد الغذائية.

 

وأشار المتحدث العسكري، عبر صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إلى أن هذه المساعدات تأتي استكمالاً لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بفتح جسر جوى لتقديم المساعدات العاجلة إلى الأشقاء فى الجمهورية اللبنانية لتجاوز أزمتها الحالية.

 

 

ويأتى ذلك الجسر الجوى تأكيداً على دور مصر الفاعل ودعم الجهود الإنسانية الإقليمية والدولية الرامية للتخفيف من معاناة أبناء الشعب اللبنانى.

 

وانطلقت المرحلة الأولى من الجسر الجوي يوم الخميس الماضي، محملة بـ 9 أطنان من المساعدات الطبية، فيما تضمنت المرحلة الثانية مساعدات طبية وغذائية أبرزها الدقيق، نظرا لتعرض بيروت لخسائر فادحة على مستوى صوامع تخزين القمح، وفقا للسفير ياسر علوي، سفير مصر لدى لبنان.

 

 

زيارة شكري

 

ولم تكتف مصر بالجسر الجوي المحمل بمساعدات طبية وغذائية إلى لبنان، بل أن السفير سامح شكري، وزير الخارجية، قد توجه بزيارة إلى بيروت، ليبحث مع الحكومة اللبنانية آخر التطورات على الساحة وسبل دعم لبنان لتجاوز هذه الأزمة. 

 

كما شارك وزير الخارجية المصري في الاجتماع الأممي بشأن الوضع الإنساني في لبنان، مؤكدا تضامن مصر مع الشعب اللبناني الشقيق.

 

 

وقد استقبل الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، وزير الخارجية بقصر بعبدا،  ليدلي بعدها شكري بتصريحات صحفية أكد فيها أن هناك توجيهات من القيادة السياسية المصرية بضرورة العمل الوثيق من خلال الأجهزة الحكومية لتلبية الاحتياجات والأولويات للبنان في أقرب فرصة ممكنة.

 

جسرا بحريا لإعادة الإعمار

 

وقال شكري خلال زيارته إلى بيروت، إن مصر تعمل على تلبية أولويات لبنان في هذه المحنة، لافتا إنها ستوفر جسرا بحريا لإعادة إعمار العاصمة المنكوبة، وجسرا جويًا للمساعدات الإغاثية والإنسانية.

 

وأكد شكري أنه سيتم تكثيف الجهود في المجالات كافة للوقوف إلى جانب الأشقاء اللبنانيين في أزمتهم، مشددا أن مصر لن تترك لبنان وحدها في هذه الأوضاع الراهنة وستدعمها بكل السبل.

 

 

ومنذ لحظة الانفجار الأولى لمرفأ بيوت البحري، كانت مصر حاضرة في المشهد، من خلال المستشفى الميداني المصري في بيروت، التي تشمل 6 عيادات رئيسية، والتي بدأ العمل فيها عام 2006، واستقبلت مصابي وقدمت خدماتها بالمجا لعلاج المصابين بعد التفجير، وقدمت الإسعافات الأولية وقامت بعلاج العديد من الإصابات والكسور.