رئيس التحرير: عادل صبري 08:15 صباحاً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالصور| ميت رهينة.. قرية مصرية تعوم على كنوز أثرية

بالصور| ميت رهينة.. قرية مصرية تعوم على كنوز أثرية

أخبار مصر

منطقة ميت رهينة

بالصور| ميت رهينة.. قرية مصرية تعوم على كنوز أثرية

كريم أبو زيد 11 أغسطس 2020 11:26

أصبحت منطقة ميت رهينة الأثرية، محط اهتمام الكثير من وسائل الإعلام العالمية والعربية خلال الفترة الأخيرة، بعد أن عادت للساحة باكتشافات أثرية جديدة لها قيمة تاريخية كبيرة، ترجع إلى عصور مختلفة.

 

تقع ميت رهينة التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة، على بعد 24 كيلو متراً جنوب القاهرة، وتضم المنطقة شواهد أثرية من التاريخ المصري؛ نظرًا لكونها عاصمة لمصر الموحدة على مدى فترات زمنية طويلة، وبعد انتقال العاصمة المصرية إلى طيبة (الأقصر)؛ ظلت هذه المنطقة العاصمة الإدارية، وفيها توج الإسكندر الأكبر عندما جاء إلى مصر.

 

فى عهد الملك مينا كانت ميت رهينة تسمى "إنب حدج" أي "الجدار الأبيض"، ثم سميت "منف" فيما بعد، بمعنى الأثر الجميل، وفي العصور الحديثة أصبح اسمها ميت رهينة، أي طريق الأسود، ومنها نقل التمثال الشهير لرمسيس الثاني إلى ميدان رمسيس في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، والذي نقل فيما بعد إلى المتحف المصري الكبير.

 

تضم منطقة ميت رهينة مجموعة من المعابد، من بينها معبد الإله بتاح، ومعبد التحنيط، ومعبد الإلهة حتحور، ومتحف رمسيس الثاني، وتمثال مصغر لأبي الهول.

 

وتضمّ ميت رهينة معبداً أثرياً يسمى معبد بتاح الكبير، كانت مساحته أكبر من معابد الكرنك بالأقصر، لكنه تعرض للتدمير بفعل العوامل الجوية، ويضم المعبد مجموعة من المقاصير أو المعابد الصغيرة، من بينها معابد رمسيس، وسخمت، وحتحور، وبيت أبيس، ومقابر كبار الكهنة، ومقصورة سيتي، التي أغلقت بالإسمنت عام 1996 لحمايتها من تعديات الأهالي.

 

وبحسب قول خبراء الآثار، يشبه معبد حتحور معبد دندرة في الأقصر؛ حيث يضم 12 عموداً لحتحور، تم ردمها خوفاً من تعرضها للتدمير بفعل تأثيرات المياه الجوفية، ويحتاج المعبد للترميم، لإظهار أعمدته الأثرية.

 

بالأمس كشف أثريو المجلس الأعلى للآثار عن تمثال لأحد كهنة الإله حتحور، أثناء أعمال حفائر الإنقاذ التي بدأها المجلس أواخر شهر يوليو الماضى داخل قطعة أرض يمتلكها أحد المواطنين أثناء إقامة أحد المشاريع بالمنطقة، والتي تبعد نحو ٢ كيلو متر جنوب شرق منطقة ميت رهينة.

 

وعثرت بعثة حفائر الإنقاذ، وفقا لتصريح مصطفى وزيرى أمين المجلس الأعلى للآثار، على تمثال كهنة الإله حتحور، وهو مصنوع من كتلة واحدة من الجرانيت الأسود حفر عليه من الخلف كتابات هيروغليفية، يبلغ ارتفاع التمثال نحو ٩٥ سم وعرض ٤٥ سم، وتستمر أعمال الحفر للكشف عن باقي القطع والشواهد الموجودة.

 

 

وفى أواخر يوليو الماضى عثر علماء الآثار، على كشف أثرى فى المنطقة ذاتها، عبارة عن عدد من البلوكات الحجرية المنقوشة والتماثيل الأثرية من الجرانيت الوردي والأسود والحجر الجيرى ترجع لعصر الملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى بعض البلوكات من الحجر الجيري ترجع للعصر القبطي مما يدل على إعادة استخدام المنطقة في عصور لاحقه.

 

واكتشفت بعثة الإنقاذ الأثري تمثالًا للملك رمسيس الثاني بصحبة اثنين من الآلهة وعدد من تماثيل الآلهة المختلفة مثل سخمت وبتاح وحتحور.

 

وفى ديسمبر 2019، أعلنت وزارة الآثار المصرية، الكشف عن 19 كتلة أثرية ضخمة من الجرانيت الوردي والحجر الجيري بمنطقة ميت رهينة، رسم على الكتل الخرسانية نقوش تصور الإله بتاح، إله مدينة منف، بالإضافة إلى خراطيش للملك رمسيس الثاني ونقوش أخرى تصور الملك أثناء ممارسة طقس (الحب سد).

 

 

ووفقا لعلماء الآثار فإن هذه النقوش تدل على أن هذه الكتل تمثل أجزاء من المعبد الكبير للإله بتاح بمنطقة ميت رهينة، كما تدل النقوش المحفورة على الكتل على عظمة وروعة عمارة المعبد.

 

في عام 2018، عثر علماء الآثار على بناء ضخم فى ميت رهينة، يحتوي هذا المبنى على مدخل شرقي مصنوع من كتل من الحجر الجيري، مع مدخل ثاني يؤدي إلى قاعة صغيرة.

 

ويوجد بالمبنى غرفة موصولة بجدارها الخارجي يرجح أنها كانت تستخدمه من قبل الخدم، وتم اكتشافها في الزاوية الشمالية الشرقية للمبنى.

 

 

واكتشف علماء الآثار أيضا مبنى آخر ملحق يتضمن حمام روماني واسع وغرفة أخرى تستخدم على الأرجح في الطقوس الدينية، وبحسب تصريح سابق لمصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار فإن البناء قد يكون جزءا من الكتلة السكنية في منطقة "ممفيس" عاصمة مصر القديمة التي تأسست في حوالي 3100 قبل الميلاد وكانت موطن الملك مينا الذي وحد شمال مصر وصعيدها.

 

ووفقا لتصريح وزيري فإن البناء المكتشف بني من كتل حجرية تعززها كتل ضخمة من الحجر الجيري، وبنيت أساساتها وجدرانها الخارجية ودرجها الداخلي باستخدام قوالب من الطوب الأحمر.

 

 

 وتعمل الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة السياحة والآثار على استعادة رونق منطقة ميت رهينة، ووضعها على خريطة السياحة، عبر مشروع تطوير يتضمن تحديد مسارات الزيارة لمنطقة المعابد، وإقامة سوق سياحية لبيع الهدايا التذكارية، ومركز للزوار يحكي تاريخ العاصمة القديمة لمصر، بتكلفة 26 مليون جنيه، بحسب ما نشره الموقع الرسمي للرئاسة المصرية.

 

وفي عام 2017 نفذت بعثة أمريكية مشروعاً لتطوير المنطقة، تضمن إنشاء ممشى خشبي في المعابد، ووضع لوحات إرشادية داخل المتحف، وتنفيذ منطقة للأطفال، ومركز للزوار وكتيبات إرشادية، وتعد الوزارة حالياً لاستكمال المشروع بهدف تحويل المنطقة إلى منطقة سياحية، وفتح المعابد الموجودة بها على غرار المعابد في الأقصر.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان