وضع عدد من الدول تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني "TikTok"، فى قفص الاتهام، فبينما قررت الولايات المتحدة الأمريكية حظره بها خوفا من عمليات التجسس، اعتبرته مصر وسيلة جديدة لنشر الدعارة وتغيير عادات المجتمع.
تطبيق التيك توك هو شبكة اجتماعية صينية لمقاطع الفيديو الموسيقية، انطلقت في سبتمبر 2016 وأصبحت المنصة الرائدة في مقاطع الفيديو القصيرة بآسيا، وفقا لبيانات من شركة أبحاث المحمول Sensor Tower فقد تم تحميل تيك توك حوالي 80 مليون مرة في الولايات المتحدة، و 800 مليون مرة في جميع أنحاء العالم.
التطبيق متاح الآن في أكثر من 150 دولة، ويدعم 75 لغة، ومن مميزاته أنه يسمح للمستخدمين بإنشاء مقاطع فيديو قصيرة خاصة بهم غالبًا ما يعرض الموسيقى في الخلفية، ويمكن تسريعها أو إبطائها أو تحريرها باستخدام الفلاتر، لإنشاء فيديو موسيقي على التطبيق، يمكن للمستخدمين اختيار الموسيقى الخلفية من مجموعة واسعة من أنواع الموسيقى، والتحرير باستخدام فلتر وتسجيل فيديو مدته 15 ثانية مع ضبط السرعة قبل تحميله لمشاركته مع الآخرين على تيك توك أو منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، ويمكنهم أيضًا تصوير مقاطع فيديو قصيرة لمزامنة الشفاه مع الأغاني الشائعة.
وتتيح تيك توك ميزة "react" في التطبيق للمستخدمين تصوير رد فعلهم على مقطع فيديو معين، يتم وضعه في نافذة صغيرة يمكن نقلها حول الشاشة، وتسمح ميزة "duet" للمستخدمين بتصوير مقطع فيديو جانبيًا مع مستخدم اخر. ميزة "duet" هي علامة تجارية أخرى لـ musical.ly
مؤخرًا أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنّه سيحظر استخدام تطبيق "تيك توك" في الولايات المتحدة، ولاشتباه السلطات في حصول عمليّات تجسّس من خلاله لحساب الاستخبارات الصينيّة.
وقال ترامب إنه سيتخذ إجراءات اعتبارًا من السبت عبر استخدام صلاحياته لحالات الطوارئ الاقتصادية أو عبر أمر تنفيذي.
ويأتي قرار ترامب بعد مراجعة أجرتها "لجنة الاستثمارات الخارجية في الولايات المتحدة" التي تنظر في العقود التي تؤثر على الأمن القومي الأمريكي.
فى المقابل رفضت إدارة "تيك تك" الإدلاء بأي تعليق على تصريحات الرئيس الأمريكي، مكتفية بالقول :"نحن واثقون من نجاح تيك توك على الأمد الطويل".
وأشارت الشركة إلى أن "مئات الملايين من الأشخاص جاؤوا إلى تيك توك للتسلية والاتصال بمن فيهم مبدعون وفنانون يكسبون لقمة عيشهم من المنصة".
وتعهدت الشركة خلال الأسبوع الجاري بالتزام مستوى عال من الشفافية ، بما في ذلك السماح بالإطلاع على خوارزمياتها لطمأنة المستخدمين والمنظمين، وقال الرئيس التنفيذي الشركة كيفن ماير في منشور خلال الأسبوع الجاري "لسنا سياسيين ولا نقبل الإعلانات السياسية وليس لدينا أجندة"، مؤكدا أن "هدفنا الوحيد هو أن نبقى منصة حيوية يستمتع بها الجميع"، وأضاف أن "تيك توك أصبح أحدث هدف لكننا لسنا العدو".
وتعتبر الهند أكبر أسواق "تيك توك"، أولى دول العالم التي تتخذ خطوة فعلية لحظر التطبيق، وتشيرت بعض التقارير الإعلامية إلى أن قرار الحظر الهندي جاء كردة فعل على الأزمة السياسية الحدودية الدائرة بين بكين ونيودلهي.
كانت تقارير إعلامية صينية أكدت في وقت سابق سيطرة الدولة على هذه الشركة، وأن شركة بيتي دانس، مالكة التطبيق استثمرت مليار دولار لبناء قاعدة مستخدمين في الهند، ويواجه التطبيق خسائر محتملة تقدر بـ 6 مليار دولار، نتيجة عزوف مئات الملايين من المستخدمين عنه، والحظر المفروض عليه، ومع حجب إمكانية تحميل التطبيق في الهند قد يواجه أيضا احتمال حجب استخدام الحسابات الحالية.
وبعد حظره في الهند، قال الرئيس التنفيذي للشركة صاحبة التطبيق، إن الحكومة الصينية لم تطلب من قبل بيانات للمستخدمين الهنود للتطبيق، وأكد أن البيانات تخزن في سنغافورة، بعيدا عن متناول بكين.
وفى مصر يتهم تطبيق التيك توك بنشر الفسق والفجور فى المجتمع، ومؤخرًا ألقت قوات الأمن القبض على عدد من الفتيات من مشاهير هذا التطبيق، ووجهت لهم عدة اتهامات منها ارتكاب أفعال مخلة بالآداب، وإنشاء حسابات إليكترونية، بهدف نشر محتوى إباحى، وتهديد أمن المجتمع والأسرة المصرية، وتصدير صورة سيئة عن المرأة.
ومن أبرز هؤلاء مى محمد، وهدير الهادي، مودة الدهم وحنين حسام ومنار سامي وريناد عماد، ومنة عبد العزيز وشيري هانم وابنتها زمردة وسما المصري، وآخريات يتم التحقيق معهن في الاتهامات الموجهة إليهن بنشر الفسق والفجور على مواقع التواصل.
وفى يوم الأربعاء الماضى عاقبت محكمة طنطا الاقتصادية، منار سامى فتاة التيك توك، بالحبس 3 سنوات مع الشغل وكفالة و20 ألفًا لإيقاف تنفيذ العقوبة، و300 ألف حنيه غرامة، وإلزمها بالمصاريف الجنائية بتهمة نشر الفجور والتحريض على الفسق والأعمال المنافية للآداب، في القضية رقم 595 لسنة 2020 جنح اقتصادية.
فيما عاقبت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة، يوم الاثنين الماضى، فتيات "التك توك" حنين حسام ومودة الأدهم و3 آخرين بالحبس سنتين وغرامة 300 ألف جنيه، ومصادرة المضبوطات، لاتهامهم بالتعدى على القيم والمبادىء الأسرية.
ورغم إثارة للجدل فى البلاد إلى أن الحكومة المصرية لم يصدر عنها أي قرار بشأن وضع تطبيق تيك توك فى البلاد.