تحولت مواقع السوشيال ميديا خلال الساعات القليلة الماضية، إلى منصات عزاء حزنا على رحيل الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة الذى رحل عن عالمنا فجر اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد رحلة استمرت لأكثر من 58عامًا في علاج الفقراء في عيادته الخاصة التي ظل سعر الكشف فيها لا يزيد عن 10جنيهات لعامة الشعب وبدون مقابل للمرضى الفقراء غير المقتدرين بل وكان يشتري لهم الدواء أحيانًا.
وتسابق رواد مواقع التواصل الاجتماعى للدعاء لطبيب الغلابة بالرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته، كما تصدر اسم الفقيد محركات بحث جوجل فى مصر.
ومن المقرر أن يتم دفن جثمان طبيب الغلابة عقب صلاة الظهر فى مسقط رأسه فى البحيرة، وذلك بعد أن وافته المنية بمدينة طنطا.
وكان مشالي يتمنى أن تصعد روحه إلى خالقها وهو واقفاً علي قدميه، وهو يخدم الغلابة المترددين على عيادته، ودائما يكرر عبارة: "عاهدت الله ألا آخذ قرشًا واحدًا من فقير أو معدوم وسأبقى في عيادتي أساعد الفقراء إلى أن يتوفاني الله"
من جانبه كتب ممدوح نصر الله عبر حسابه الشخصى على توتير تدوينه مرفقة بصورة الدكتور محمد مشالي قال فيها :"الراجل دا كان ممكن يكسب كتير جدا من مهنته بشرف وبالحلال عادي لكنه هو اللي اختار بنفسه يعيش وسط الفقراء ويعالجهم بمحض إرادته لا طلب اهتمام حد ولا فلوسه و اختار انه يتاجر مع الله فقط، عاش في الدنيا غريب ومشي منها وهو عنده كتير يقابل بيه ربنا".
الراجل دا كان ممكن يكسب كتير جدا من مهنته بشرف و بالحلال عادي لكنه هو اللي اختار بنفسه يعيش وسط الفقراء و يعالجهم بمحض إرادته لا طلب اهتمام حد ولا فلوسه و اختار انه يتاجر مع الله فقط،عاش في الدنيا غريب و مشي منها و هو عنده كتير يقابل بيه ربنا
— Mamdouh NasrAllah (@Mamdou247) July 28, 2020
طبيب الغلابة د/محمد مشالي في ذمة الله pic.twitter.com/KmNMeDOLwY
وكتب المعلق الرياضى الإماراتي عامر عبدالله المري قائلا: "عاجل وفاة الدكتور محمد عبد الغفار مشالي أو كما اشتهر (طبيب الغلابة ).. ولد في البحيرة في عام 1944 ، افتتح عيادته الشهيرة عام 1975 وقيمة الكشف كان 5 جنيهات وفي الفترة الاخيرة كانت 10 جنيهات (يعادل درهمين) وكان يرفض اخذها ممن يرى أنه بحاجتها .... رفض متاع الدنيا الزائل واختار ما عند الله
عاجل
— عامر عبدالله المري (@Amer_Abdulla) July 28, 2020
وفاة الدكتور محمد عبد الغفار مشالي او كما اشتهر (طبيب الغلابة )
ولد في البحيرة في عام 1944 ، افتتح عيادته الشهيرة عام 1975 وقيمة الكشف كان 5 جنيهات وفي الفترة الاخيرة كانت 10 جنيهات (يعادل درهمين) وكان يرفض من يرى انه بحاجتها ..
رفض متاع الدنيا الزائل واختار ما عند الله pic.twitter.com/K477OlVat8
وقال مختار الديرة عبارة اقتبسها عن طبيب الغلابة قال فيها: "أكتشفت بعد تخرجي أن أبي ضحى بتكاليف علاجه ليجعل مني طبيباً.. فعاهدت الله ألا أخذ قرش واحد من فقير أو معدوم... هعمل إيه بالملايين..أنا سندوتش فول.. وطعمية بيكفوني"، بعدها علق قائلا :"الدكتور محمد مشالي في ذمة الله.. رحمك الله يا طبيب الغلابه .. نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يضاعف مثوبته".
" أكتشفت بعد تخرجي أن أبي ضحى بتكاليف علاجه ليجعل مني طبيباً ..فعاهدت الله ألا أخذ قرش واحد من فقير أو معدوم.
— مـ ـخـ ـتـ ـا ر ا لـ ـد يـ ـر ة (@MukhtarDeira) July 28, 2020
هعمل إيه بالملايين..أنا سندوتش فول
وطعمية بيكفوني
الدكتور محمد مشالي في ذمة الله ????
رحمك الله يا #طبيب_الغلابه
نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته وأن يضاعف مثوبته pic.twitter.com/JuQf29Hjhz
فيما عقد المواطن أحمد ممدوح مقارنه بين مطربي المهرجات الشعبية وبين طبيب الغلابة، مصحوبة بصورة مشالي وحمو بيكا وتامر حسني، وعلق قائلا :"ذو جهل قد ينام على حرير وذو علم مفارشه التراب. . فى ذمة الله .. وداعاً محمد مشالى"
ذو جهل قد ينام على حرير و ذو علم مفارشه التراب
— Ahmed Mamdouh (@ahmed_doha10) July 28, 2020
فى ذمة الله .. وداعاً محمد مشالى ????
#طبيب_الغلابه pic.twitter.com/3Ta7s24awH
وكتب عبدالله البندر مقدم برامج خليكي:" وفاة #طبيب_الغلابه د. محمد مشالي أحد أعظم أطباء الأطفال بمصر، كشفه "10 جنيهات" وإعادة الكشف "3 جنيهات" غالباً كان يعطي الدواء مجاناً ويعفي الفقراء من قيمة الكشف ويقول "أعطتني الدنيا أكثر مما أتمنى وأكثر مما استحق ومش ممكن أسيب حد يموت من الوجع".
وفاة #طبيب_الغلابه
— عبدالله البندر (@a_albander) July 28, 2020
د. محمد مشالي أحد أعظم أطباء الأطفال بمصر، كشفه "10 جنيهات" وإعادة الكشف "3 جنيهات" غالباً كان يعطي الدواء مجاناً ويعفي الفقراء من قيمة الكشف ويقول "أعطتني الدنيا أكثر مما أتمنى وأكثر مما استحق ومش ممكن أسيب حد يموت من الوجع" ????pic.twitter.com/qjfbKfdRhT
وكان طبيب الغلابة، قد استحوذ فى شهر رمضان المبارك على اهتمام الكثير من وسائل الإعلام المصرية والإقليمية، بعدما رفض ملايين "غيث" مقدم برنامج "قلبي اطمأن" وجميع مساعداته المغرية، ورفضه الانتقال من عيادته البسيطة التي يعالج فيه الغلابة إلى أخرى أوسع في مكان أرقى، واكتفى بقبول هدية "غيث" الرمزية المتمثلة في سماعة طبية شاكرًا له فضله ومبادرته الطيبة.
هذا المشهدٌ توقف أمامه ملايين المواطنين، معربين عن دهشتهم من رجل كبير في السن والمقام، يملك عيادة بسيطة في أحد أحياء طنطا يُعالج فيها المرضى بمبلغ رمزي لا يتجاوز الـ 10 جنيهات، يرفض كل هذه المغريات.
سخر الدكتور محمد مشالي، علمه في علاج الفقراء بالغربية، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه الأسعار على مر السنين ظلت قيمة كشفه ثابته لا تتغير، وكثيرًا من الأحيان يوقع الكشف الطبي على البعض بالمجان.
بساطة ثياب "مشالي" وعيادته المتواضعة جعل البعض يقف مندهشًا امام موقفه من رفض ملايين "غيث" ذاك الشاب الامارتي الذي يجوب البلاد لرسم البسمات على وجه البسطاء بمساعدتهم وحل مشاكلهم من جذورها.
ولكنهم في الوقت ذاته انحنوا خجلًا أمام تلك الكلمات التي جرت على لسان طبيب الغلابة خاصًة وهو يُعلل سبب رفضه تلك المساعدات المُغرية، وأخذ رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون قصته بل والبعض الأخر قام برسم "مشالي" كرمز لرجل يحمل في داخله الكثير من المعاني النبيلة.
بدأت تفاصيل القصة حينما توجه الشاب الإمارتي "غيث" مُقدم برنامج "قلبي اطمأن" إلى محافظة الغربية حيث يتواجد طبيب الغلابة، وبعد كثير من التعب بحثًا عن "مشالي" الذي لم يكن متواجدًا في منزله لحظة ذهابهم وبعد انتظار لساعات أمام عيادته تم إرسال أحدهم إلى الطبيب ليخبره أن هناك شخص في الخارج بحاجة لمساعدته لا يستطيع صعود عيادته.
وسرعان ما كان طبيب الغلابة في الشارع، ليرى ما يمكنه تقديمه لهذا الشاب، فأخبره "غيث" أنه شاب امارتي لا يملك معه سوى 5 جنيهات وسأله عن امكانية صعوده العيادة بعد انتهاء "مشالي" لتوقيع الكشف عليه، فبادره الأخير الرد بالترحيب.
وحينما سأله "غيث" عن سبب توقيعه الكشف الطبي بـ 10 جنيهات فقط، فأجابه "مشالي": "الناس غلابة وأنا نشأت فقير، ووالدي رحمه الله أوصاني بالفقراء خيرًا، أنا مش عايز عربية 10 متر ولا عايز بدلة ب 10 آلاف جنيه، أنا زاهد اي حاجة بتكفيني ساندوتش فول وطعمية يكفيني".
"لو حابب اساعد اعمل ايه؟"؛ سؤال جرى على لسان "غيث" ليأتي رد "طبيب الغلابة" عليه: ممكن تروح تتبرع للأيتام أو جمعية خيرية أو مؤسسة الملاجئ في شارع سعيد.
اعطى "غيث" مشالي ورقة على اعتبار أنها روشته دونها أحدهم له، إلا إنها في حقيقة الأمر تحمل عرضًا مغريًا لطبيب الغلابة، وهو ما كان يريد مقدم البرنامج أن يفاجئ به "مشالي" بشكل مهذب.
" لأ أنا مش موافق ومش هنتقل من هذه العيادة إلى أن يتوافني الله وشاكر فضلك جدًا وجميلك على راسي من فوق، وأنا بإمكاني افتح عيادة تانية ولكن هذه منطقة شعبية اخدم فيها الفقراء، فأنا اتقرب إلى الله بالعمل الطيب"؛ كلمات جرت على لسان طبيب الغلابة بمجرد أن وقع بصره على ما ورد في الورقة، التي منحها له "غيث" مكتفيًا بقول السماعة الطبية كتذكار منه.
باءت كل محاولات "غيث" بالفشل أمام قناعة "طبيب الغلابة" وأمام اصراره على أن يظل في خدمة الفقراء دون مساعدات من أحد.
تبادل كلاهما الأحضان، واعرب طبيب الغلابة عن امتنانه الكبير لمبادرة الشاب "غيث"، ممسكًا بالسماعة وهو يقول: "أنا هحتفظ بها كتذكار لعملك الطيب".
"طبيب الغلابة" ولد في محافظة الغربية، ويوم تخرجه من كلية الطب عام 1967 فارق والده الحياة، وبعد رحلة طويلة افتتح "مشالي" عيادته وصار يقضى فيها ساعات طوال من يومه رغم كبر سنه الذي قارب الثمانين.
وكانت قيمة كشفه في البداية 5 قروش، وصارت مع الوقت 10 جنيهات للمقتدرين ومجانًا لغير القادرين ولم يرفع منذ ذاك الحين السعر، عاملًا بوصية والده "استوصى بالفقراء خيرًا".