رئيس التحرير: عادل صبري 11:40 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مصر تتمسك بالأمل.. هل من جدوى لمفاوضات سد النهضة؟

مصر تتمسك بالأمل.. هل من جدوى لمفاوضات سد النهضة؟

أخبار مصر

سد النهضة بعد انتهاء المرحلة الاولى من عملية تخزين المياه

مصر تتمسك بالأمل.. هل من جدوى لمفاوضات سد النهضة؟

أحلام حسنين 27 يوليو 2020 15:41

لا تزال قضية سد النهضة تفرض نفسها بقوة على الساحة، فليس هناك ما يشغل المواطن المصري أهم من مصير حقه في مياه النيل، لاسيما بعدما أعلنت أثيوبيا انتهاء المرحلة الأولى من ملء السد والوصول إلى نقطة اللاعودة، ولكن هل لايزال هناك أمل للجانب المصري؟. 

 

كان رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد قد أعلن انتهاء المرحلة الأولى من عملية ملء سد النهضة من خلال زيادة نسبة الأمطار هذا الموسم، وهو ما اعتبرته رئيسة أثيوبيا الوصول إلى منطقة إلى اللاعودة.

 

كما صرح المتحدث باسم الخارجية الأثيوبية  السفير دينا مفتي، بإن بلاده تسعى للتوصُّل إلى اتفاق استرشادي غير مُلزم فيما يتعلق بسد النهضة، والقضايا الخلافية في الجوانب القانونية، مشيرًا إلى أنّ المفاوضات الأخيرة حدث خلالها تقارب كبير حول القضايا الفنية، ولكن لا يزال هناك بعض الخلافات التي القانونية التي تتطلب مزيدًا من التفاوض.

 

 

الري:متمسكون بالأمل

 

في الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون الأثيوبيون تصريحاتهم التي تثير استفزاز المصريين، أكد المهندس محمد السباعي، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، إن مصر تتمنى توافر الإرادة السياسية القوية لدى أطراف سد النهضة، خلال المفاوضات المقبلة.

 

وأضاف السباعي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج على مسؤوليتي المذاع عبر فضائية صدى البلد، أن موقف مصر ليس ضعيفا ولن يكون ضعيفا، مشددا أن مصر دولة قوية وتحرص على كل نقطة مياه في النيل، فهي ليست قضية رفاهية أو تنمية وإنما قضية وجود وحياة.

 

وتابع :"نحن متمسكون بالأمل"، مشيرا إلى أنه لا تزال هناك نقاط فنية وقانونية عالقة بين الدول الثلاثة، وعلى كل منهم تحديد الأولوية فيما يتعلق بتلك النقاط، منوها إلى أنه جاري تحديد موعد بدء المفاوضات بشأن سد النهضة.

 

 

ولفت إلى أن النقاط القانونية بشأن ملء سد وتخزين سد النهضة لا زالت محل خلاف، مؤكدا أن المياه لا تمثل رفاهية لمصر بل قضية وجودية وقضية حياة، فضلًا عن أن مصر لن تفرط في حقوقها المائية.

 

وأكد أن موقف مصر بشأن سد النهضة ليس ضعيفًا ولن يكون أبدًا ضعيفًا، متابعًا: «الموقف في مصر مختلف عن السودان، فيما يتعلق بتوقف بعض المحطات، وهذا لن يحدث في مصر، لأن مصر بها بحيرة سد العالي، التي تعتمد عليها لتزويد مجرى النيل حال وجود جفاف طبيعي أو صناعي».


وفيما يتعلق بالنقاطة القانونية فهي تتعلق بإلزامية الاتفاقية، وآلية فض المنازعات، وكيفية إدارة السد، لافتا إلى أن السودان لديه تخوفات عديدة حول أمان السد وكيفية إدارة التشغيل. 

 

 

وعود زائفة وخطط بديلة

 

وتعليقا على تطورات قضية سد النهضة، قال الدكتور حمدي عبد الرحمن حسن، أستاذ العلوم السياسية، إن أثيوبيا تتبع سياسية النفس الطويل، موضحا أنهم يقولون شيئا في غرف المفاوضات المغلقة، ويفعلون في الواقع شيئا آخر.

 

واستشهد حسن، خلال منشور له على صفحته على موقع فيس بوك، بحديث الدكتور علاء الظواهري، عضو لجنة المفاوضات في سد النهضة، بأن أثيوبيا تعطي في قاعات التفاوض وعودا وهمية.

 

واستطرد أن نتيجة سياسية أثيوبيا في المفاوضات، تعمدت القيام بعمل أحادي منفرد وبغير موافقة السودان ومصر، مضيفا :"من الخبرة السابقة بات من الواضح أن أثيوبيا تحاول شراء مزيد من الوقت لتفرض سياسات الأمر الواقع تارة بالحيلة وتارة بإطلاق الوعود الزائفة وتارة ثالثة بالتمسك بأهداب شعارات فضفاضة مثل الحلول الأفريقية للمشكلات الإفريقية.

 

ورأى أستاذ العلوم السياسية أن أثيوبيا تتبنى سياسة النفس الطويل لإرهاق الخصوم، وفي نفس الوقت توظف فيه واقعها التاريخي البائس وتستخدم مفاهيم التخلف والمظلومية مقابل إظهار مصر بموقف المستفيد الأوحد من مياه النهر.

 

وأكد على ضرورة إعادة النظر في مقترباتنا التفاوضية، ووضع خطط بديلة في حالة عدم قدرة الاتحاد الأفريقي على إنجاز مهمته التي اضطلع بها.


مناسيب المياه آمنة

 

وعن مدى تأثير المرحلة الأولى من ملء سد النهضة على مياه مصر، قال المتحدث باسم وزارة الري، فإن التنبؤات تشير إلى أن مؤشر الفيضان مبشر هذا العام، ومعدلاته متوسطة وما فوق المتوسط، مضيفًا أن مناسيب المياه في السد العالي في الحدود الآمنة.

 

وأكد السباعي أن الاحتياجات المائية لمصر لن تتأثر هذا العام، منوها إلى أن إثيوبيا لن تستطيع ملء وتخزين سد النهضة قبل يوليو المقبل، موضحا أن الاقتطاع من حصة مصر المائية يؤثر على الدولة، إذا كان الأمر بدون تنسيق.

 

ووفقا للمتحدث باسم وزارة الري فإن مصر لا تستطيع تحمل الضرر الجسيم في إدارة الاحتياجات المائية، منوها إلى أن الضرر قد تتقاسمه دول المنبع أو المصب تحت التعاون المشترك.

 

 

وأرجع السباعي عدم تأثر مصر بالمرحلة الأولى من ملء سد النهضة، إلى اعتماد مصر في فترات الجفاف على مخزون بحيرة السد العالي، والتي تحتوي على مخزون آمن خلال السنوات الماضية.

 

رسالة للمواطنين  

 

وجه المتحدث باسم وزارة الري رسالة للمواطنين، ناشدهم خلالها بأن يدركوا أن كل نقطة مياه تمثل حياة، وأن يكون المواطن على قدر من الوعي والمسؤولية تجاه هذه القطية.

 

وأشار إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز مفهوم ترشيد استخدام المياه والاستفادة منها، وفقًا للاستراتيجية القومية للمياه 2030، والتي تتضمن استراتيجية الترشيد من خلال توفير القطع الموفر لاستخدامها في المنازل وكافة المؤسسات الحكومة، وطرق آخر.

 

وأضاف أنه من بين الإجراءات التي يتم اتخاذها للمحافظة على المياه، تقنين الزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، وتغليظ عقوبات الإسراف في المياه، وغير ذلك من إجراءات صارة ضد كل من يهدر المياه.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان