لا يكاد يمر يوم وآخر إلا وتبتلع أحد شواطئ منطقة العجمي غربي الإسكندرية، ضحايا جددا، يتكرر معها مشاهد الحزن والألم الذي يعتصر قلوب أسرهم انتظارا لأن يلفظ البحر فلذات أكبادهم، فكيف تحولت تلك الشواطئ من أحد أهم المقاصد السياحية إلى مقابر للمصطافين؟.

17 غريقا بثلاث شواطئ..

خلال أسبوعين فقط، لقى نحو 17 شخصا مصرعهم غرقا في ثلاثة شواطئ وهي النخيل صاحبة النصيب الأكبر بـ12 غريقا، والصفا والتي لقى 4 أشخاص من أسرة واحدة مصرعهم به، وأخيرا شخص واحد بشاطئ الهانوفيل.

"مصر العربية"، التقت بعدد من المختصين في الإنقاذ ومسؤولي السياحة والمصايف لسؤالهم عن كيفية

"السياحة والمصايف: الغرقى يتسللون ليلا

في البداية يقول..اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، أن السبب الرئيسي لتعدد حالات الغرق داخل شواطئ العجمي، هو عدم التزام المواطنين بتحذيرات المحافظة من خطورة النزول للسباحة في الشواطئ نظرا لإغلاقها وعدم وجود رجال إنقاذ عليها.

وأضاف رشاد، في تصريح خاص لـ"مصر العربية"، أن جميع من لقوا مصرعهم داخل مياه العجمي قد تسللوا إلى الشواطئ فجرا بحيث لا يتم ضبطهم من جانب رجال الإدارة المركزية ومسئولي الشواطئ رغم لافتات التحذير.

وتابع:"البعض ينتهز فرصة أن شواطئ العجمي دون أسوار ولا كورنيش كما هو الحال في شواطئ شرق المدينة الممتدة من المندرة حتى بحري.

أستاذ جامعي: "السر في الحواجز

وقال الدكتور رأفت حمزة، أستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضات المائية بجامعة الإسكندرية وعضو الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ: إن عدد الغرقى في شاطئ النخيل وحده يبلغ نحو 100 غريق في الموسم الصيفي كل عام، وهذا رقم كبير ومرعب- على حد قوله- معتبرا أن حاجز الأمواج  الموجود هو المسؤول عن ذلك.

وأضاف: هناك سبع حواجز أمواج  خرسانية، وطول الحاجز حوالي 50 مترا، وتبعد عن بعضها البعض نحو 60 متر، أما قوة المياه وجميعها فتبلغ ألف متر بطول الشاطئ تدخل ما بين الفتحات الموجودة في الحواجز، وهي خطأ هندسي جعلت من الشاطئ موقعا للدوامات المائية التي تبتلع رواده.

غطاس:"نعاني في إخراج جثامين الضحايا

الكابتن إيهاب المالحي، رئيس لجنة الإنقاذ وحماية البيئة في الإسكندرية ومطروح، قال: إن السبب الرئيسي في كون عدد كبير من شواطئ العجمي غريق هي انتشار الدوامات بشكل كبير بسبب أخطاء ارتكبتها المحافظة في إقامة حواجز الأموات، وتظهر بشكل أكبر خطورة وكارثي في شاطئ النخيل.

وأضاف:"هذا بالإضافة إلى الطبيعة الجغرافية الصخرية لشواطئ العجمي والبتي نجد معها الكثير من الصعوبة عند استخراج جثامين الضحايا الغارقين إلا من رحم ربي.