عانت شركات السياحة المصرية خسائر فادحة، بعد إلغاء موسم الحج والعمرة لعام 1441 هجريا، بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث تعتمد معظم شركات السياحة بشكل أساسي على السياحة الدينية وموسم الحج والعمرة، بشكل خاص، في ميزانيتها.  

 

يقول حسين سوسة، مالك إحدى شركات السياحة بالمنوفية، إنه يعتمد بشكل أساسي على تأشيرات الحج والعمرة كمصدر دخل له، مشيرًا إلى أن إغلاق حجوزات الموسم نتيجة جائحة كورونا أدى إلى الاستغناء عن عدد كبير من العمالة بالشركات.

 

وأشار "سوسة" في تصريحات لـ "مصر العربية" إلى أنه يعتمد حاليا على بعض رحلات اليوم الواحد، للشواطئ القريبة، مؤكدا أن حالة الشركات في طريقها للانتعاش مع عودة الحياة لطبيعتها، وتطبيق الفنادق للإجراءات الاحترازية وحصولها على شهادة صحية.

 

نبيل الشهاوي، مدير إحدى شركات السياحة بالقاهرة، قال إن خسائر قطاع الشركات تخطت 2 مليار جنيه، بسبب توقف رحلات الطيران وتوقف موسم الحج والعمرة.

 

ولفت في تصريحات لـ "مصر العربية" إلى أن شركات الطيران عانت هي الأخرى خسائر فادحة جراء تفشي الوباء عالميا,

 

وأكد أن معظم شركات الطيران والسياحة تحارب الركود بالعروض، تزامنا مع فتح الفنادق والحدود بين الدول بعد تقلص انتشار الفيروس.

 

وأوضح أن هناك تخوفا يسود شركات القطاع من حدوث ارتداد لكورونا مرة أخرى في نوفمبر المقبل، والجميع يسعى لتعويض جزء من الخسائر خلال الشهرين المقبلين في أغسطس وسبتمبر (الإجازة الصيفية).

 

وقال سمير القاضي، مدير إحدى شركات السياحة بالقاهرة، إنه كان يأمل في تعويض الخسائر خلال موسم الحج والعمرة لكنه تفاجئ بإلغائه من قبل السعودية.

 

وتابع القاضي في تصريحات لـ "مصر العربية": "أصبحنا في ظروف صعبة للغاية تتطلب إجراءات استثنائية بسرعة لانتشال الشركات من الانهيار والموظفين من التشرد".

 

وطالب القاضي الحكومة بدعم شركات السياحة في ظل أزمة السيولة النقدية، سواء من خلال الغرف السياحية أو من  خلال الدولة في صورة قروض حسنة.

 

 

 

من جانبه، ذكر علاء الغمري، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة، أن كثير من شركات السياحة، ردت أموال الحج والعمرة إلى المواطنين خلال الفترة الماضية بعد انتشار الوباء، وباقي الشركات تعمل على ردها لأصحابها.

 

وقال الغمري في تصريحات صحفية إن خسائر الشركات جراء كورونا كانت متوقعًة منذ بدء ظهوره، موضحًا أن أبواب الشركات مغلقة ولا تعمل، فضلًا عن تحملها أعباء كثيرة غير طبيعية، متابعًا: "ربنا يكون في عون الشركات لأن الموقف صعب للغاية ولم يحدث لها قبل ذلك".

 

وأوضح: "أصحاب الشركات والعاملين فيها قاعدين في البيت، ولهم فلوس في السعودية مش عارفين يرجعوها والموقف بقا صعب، وفي شركات تانية معندهاش قدرة تتحمل وفيها مشكلات كبيرة وظروفها صعبة جدًا، بجانب الأقساط وغيرها من الالتزامات الأخرى".

 

وتسبب الوباء في إحداث خسائر ضخمة لشركات الطيران العالمية أيضا، بسبب قيود كورونا، قدرتها منظمة الطيران المدني بنحو 170 مليار دولار ، بينما سجلت الخسائر في آسيا والمحيط الهادئ 60 مليار دولار.

 

ووصلت خسائر  أوروبا 44 مليار دولار وأمريكا الشمالية 40 مليار دولار، وسجلت خسائر أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي نحو 12 مليار دولار، فيما بلغت خسائر الشرق الأوسط 9 مليارات دولار وأفريقيا 6 مليارات

 

ورغم أن هناك مؤشرات على أن الحركة تتحسن ببطء، إلا أنه من المتوقع أن تنخفض مستويات الحركة الجوية لعام 2020 بنسبة 54,7% مقارنة بعام 2019، بينما ستنخفض أعداد الركاب إلى 2,25 مليار راكب تقريبا، أي ما يعادل تقريبا مستويات عام 2006.

 

 

وفي مصر، أكد الطيار رشدي زكريا، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، أن الشركة تتكبد مليار جنيه خسائر شهرية، مشيرًا إلى أن شركة الخطوط الجوية تستحوذ على النصيب الأكبر من الخسائر بواقع 800 مليون جنيه.

 

وأوضح رشدي، في تصريحات صحفية، أن خسائر الشركة القابضة وشركاتها التابعة تجاوزت الـ3 مليارات جنيه منذ بدء جائحة فيروس كورونا.

 

وأشار إلى أنه جارٍ التفاوض مع بنكيْ مصر والأهلي للحصول على قرض بقيمة 3 مليارات جنيه، وذلك بخلاف قرض وزارة المالية المساند بواقع ملياري جنيه.

 

 

كانت الحكومة قد أعلنت، عودة الطيران والسياحة في المحافظات السياحية الأقل إصابة بكورونا وهي جنوب سيناء، والبحر الأحمر، ومطروح بداية من أول شهر يوليو الماضي، بعد إغلاقٍ استمر لنحو 3 أشهر.