في غضون لحظات معدودة غاب ذاك العامل تمامًا عن الصورة أسفل رُكام 5 طوابق لبناية كان يشرع في إزالتها إلا أنّها انهارت عليه على حين غفلة، وسط صدمة من جانب الحضور. 

الجميع ظنّ أنه فارق الحياة، إلا أن المفارقة تجلت حينما خرج من قلب كل هذا الحطام "صاخ سليم"، بمعجزة إلهية أنقذت حياته.  

هذا الرجل الذي كُتبت له النجاة، يُدعى محمد عاطف عبد المقصود، يعمل سائقًا على  حفار، روى تفاصيل تلك الليلة التي رآى فيها الموت بعينيه قائلًا - في تصريحات تلفزيونية: "لحد دلوقت أنا مش عارف خرجت ازاي بس نفسيتي ادمرت". 

القصة بدأت حينما اعتلى محمد عاطف مُعدته لتنفيذ قرار الإزالة لإحدى العقارات، وأثناء العمل فوجئ وهو داخل كابينة الحفار بالطوابق الـ 5 تنهار، حاول تفاديها لكنه ما أن شرع في التحرك حتى غطاه الرُكام من كل جانب. 

وبحسب رواية "سائق الحفار" فإنه في تلك اللحظة التي رآي فيها تلك البناية تنهار هداه تفكيره إلى عدم القفز من الحفار والبقاء داخله حيث لم يكن أمامه حينها سوى خيارين كلاهما مُر إمّا البقاء داخله عله ينجو ويحجب عنه بعضًا من الحطام أو يقفز  وبخاصةً أنّ الحادث من بدايته لنهايته لم يستغرق سوى ثوان معدودة، وفق روايته.

فجأة ساد السكون بينما يقبع "عاطف" داخل كابية الحفار التي تغطيها الطوابق الخمس من كل جانب، ووفقًا لروايته، كل ما كان يشغل باله في تلك اللحظة هو كيفية الخروج من هذا المأزق، قائلًا: "حاولت بكل الطرق اخرج ومحدش فكر يجي يساعدني أنا اللي خرجت نفسي بنفسي بعد محاولات ومش عارف لحد دلوقت ده حصل إزاي". 

وأبدى سائق الحفار استياءه من اختفاء  الجميع، حيث يقول: "الكل فص ملح وداب، الحمد لله أنا خرجت سليم، لكن نفسيتي ادمرت، والمعدة اللي شغال سواق عليها كمان، ومش عارف هأكل ولادي منين الفترة الجاية".

ووجه سائق الحفار مناشدة، طالب فيها بتعويض عن الحفار الذي تحطم، مشيرًا إلى أنّ هذا حدث أثناء تنفيذه تعليمات التنمية المحلية بالازالة، قائلًا: "الحي يأجره مننا باليوم واحنا بنطلع معاهم باليوم ومنقدرش نقول لأ ".
 

وأفاد سائق الحفار بأنّ هذه تعد المرة الأولى التي ينفذ فيها قرار إزالة، متسائلًا: "كان من المفترض أن يتواجد معي مهندس يوجهني .. ولكن من كان برفقتي لم يكن يعطي لي اي توجيهات". 

من جانبه، قال الإعلامي وائل الإبراشي إنّ وزير التنمية المحلية أحال الأمر للتحقيق للوقوف على أسباب حدوثه وأوجه القصور فيه.