رئيس التحرير: عادل صبري 03:02 صباحاً | الثلاثاء 19 مارس 2024 م | 09 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

كورونا وليبيا وسد النهضة.. أزمات حاضرة في خطبة «جمعة الأزهر»

كورونا وليبيا وسد النهضة.. أزمات حاضرة في خطبة «جمعة الأزهر»

أخبار مصر

كورونا في مصر

شومان دعا للتكاتف خلف القيادة

كورونا وليبيا وسد النهضة.. أزمات حاضرة في خطبة «جمعة الأزهر»

أحلام حسنين 10 يوليو 2020 18:43

وجّه الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف سابقًا، خلال خطبة الجمعة اليوم، عدة رسائل للشعب الليبي، وللرئيس التركي طيب أردوغان، محذرا من عدة تحديات تواجه مصر، وتهدد الأمن القومي من الجهة الغربية، وذلك بعد التدخل التركي في النزاع الدائر بين الأشقاء في ليبيا. 

 

 

ونقل التلفزيون المصري، والموجات الإذعة المصرية، شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف، بحضور الأئمة والعاملين فقط، وذلك مع استمرار تعليق صلاة الجمعة بعموم المساجد، مع مراعاة كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية وضد فيروس كورونا وإتباع نظام التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات لمنع انتقال العدوى. 

 

وقال شومان، في خطبة الجمعة التي جاءت بعنوان "منهج الإسلام في التعامل مع الأزمات": "للإسلام منهج واضح في مواجهة التحديات، ومصر في وقتنا الحاضر تواجه العديد من التحديات من الداخل والخارج، وبصفتنا من الدول الإسلامية التي تعتز بإسلامها، فينبغي أن نعلن شرعنا في كيفية التصرف في هذه المشكلات والتحديات".

 

 

وأضاف: "بالإضافة إلى جهود التنمية وتحديث الدولة المصرية، لتكون دولة معاصرة تناسب تاريخ مصرنا الضارب في عمق التاريخ، وهي مهمة ثقيلة تحتاج إلى تضافر الشعب مع الدولة وقياداتها، ومع ذلك فهي تجابه تحديات صحية، وأخرى تتعلق بالأمن القومي، وثالثة تتعلق بالأمن المائي".

 

التحدي الصحي..تحذير لمرضى كورونا

 

وقال شومان: "أما التحديات الصحية، فبالإضافة إلى محاولات تحسين المنظومة الصحية، وبسط العلاج لجميع الشعب، فإن مصر تتحدى وتتصدى مع غيرها لجائحة ضربت العالم كله، فأربكت حسابات الدول الكبرى والصغرى على حد سواء".

 

وأضاف: "في الوقت الذي أعلنت فيه بعض الدول المتقدمة أنها عجزت عن مجابهة هذه الجائحة وأنها فوضت الأمر للسماء، فإن مصرنا بحمد الله تحقق نتائج طيبة، والأزمة في انحسار بإذن الله". 

 

وتابع: "لا يسعنا في هذا المجال إلا أن نتقدم بشكر واجب وعرفان بالجميل وحسن الصنيع للطواقم الطبية التي تحتمل مخاطر ويعرض أفرادها أنفسهم لخطر الإصابة بالمرض، وبالفعل سقط منهم شهداء، رحمهم الله، ونسأل الله أن يتقبل شهدائهم مع من سقطوا جراء هذا المرض في الشهداء والصالحين، ونسأل القوة والعزيمة لمن يقاتلون في ميدان هذا الجائحة التي أحلت بنا".

 

ووجّه شومان نصيحة وتحذيرًا لكافة الناس، بأن يغيروا سلوكهم ويحسنوا من تعاطيهم مع هذه الجائحة، وألا يستهينوا بالإجراءات التي اتُخذت، مشددا أن أن المفرط في هذه التعليمات مقصر شرعا، وإن أصيب سُئل أمام الله عز وجل عن تقصيره.

 

وحذر من أن من استهان بالمرض بعد أن وقع فيه، ولا يراعي الله وضميره واختلط بالأصحاء دون أن يخبروهم أنه مرضى، فيعلموا أنهم يرتكبون جناية شرعية في حق أنفسهم وحق من أصابوه بالمرض، وسُيسألون عنها إن لم يكن في الدنيا، فسيكون أمام الله عز وجل.

 

التدخل التركي

 

أمّا التحدي الثاني، فهو يتعلق بتهديد الأمن القومي من الجهة الغربية، جراء التدخل الخاطئ للقيادة التركية في هذا الدائر بين الأشقاء في ليبيا، بحسب "شومان".

 

وقال: "علمنا من كتاب ربنا، أن التدخل في حل النزاع بين الأشقاء، يجب أن يكون مقصودا به الإصلاح وجمع الشمل ونبذ الفرقة والعودة إلى الصف الواحد، يقول ربنا "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما".

 

وأضاف: "لا يمكن أن يصدق عاقل أن التدخل التركي، تدخل من منطلق هذه الآية، أو من منطلق تعليمات الإسلام، فتاريخ الأتراك مع الإسلام والمسلمين سيء، فهم من أسقطوا الخلافة على أرضهم، بعد أن تحاكم إليها المسلمون أكثر من ألف سنة، حينما أعلن الهارب مصطفى كامل أتاتورك إنهاء الخلافة، عام 1924 من الميلاد، فتفتت بعدها دول الإسلام إلى دول صغيرة لا قيمة لها ولا شأن لها ولا اعتبار لها بين الأمم، بعد أن كانت سيدة الأمم وقائدة لها العالم أجمع، ويحسب لها الجميع ألف حساب".

 

وتابع: "هذه الخلافة التي يتباكى عليها أردوغان، ويزعم أنه ساع لاستردادها، عليه أن يعتذر عن خطأ أجداده وما فعلوه بالمسلمين، وكيف نصدق هذا وتركيا أول دولة إسلامية اعترفت بالكيان الصهيوني، وأقامت معه علاقات قائمة عام 1948".

 

وأوضح شومان: "مجرد أن سمعنا عن هذا الكيان إذ بالدولة التركية تعلن اعترافها بإسرائيل وتقيم معها علاقات، أفضل أيامها في حكم أردوغان حيث وصل إلى تعاون عسكري فضلا عن التجاري وغيره من المجلات، فكيف نصدق أن هذا يتدخل من أجل صالح المسلمين".

 

نداء إلى ليبيا

 

وجه شومان نداء إلى الأشقاء في ليبيا، قائلًا: "لا تصدقوا هؤلاء الكاذبين ولا تجعلوا بلدكم مرتعا للطامعين والعابثين، واعتبروا بأقوال وزير الدفاع التركي قبل أيام على أرضكم حين قال (جئنا هنا لنبقى إلى الأبد) فهل هذا جاء إلى الإصلاح؟، انتبهوا واحتكموا إلى كلمة سواء، وأعيدوا بلدكم إلى سابق مجده ولا تجعلوا لتصفية الحسابات".

 

وأضاف: "اعتبروا واعلموا أن عين تركيا على مصر لأنها تعاديها علنًا لأنها كسرت الإرهاب والإرهابيين وجعلتهم يفرون كالجرذان، لا يجدون لهم مأوى إلا على الأراضي التركيا التي أصبحت موطئا لهؤلاء الإرهابيين الذين خصصت لهم قنوات تعمل على بث الأكاذيب والشائعات، لبث سمومهم ليل نهار، لإسقاط الدولة المصرية، فعودوا إلى رشدكم واحفظوا بلدكم".

 

تحذير لإثيوبيا 

 

التحدي الأخير الذي تطرق إليه "شومان"،  فهو التهديد لأمنا المائي، وذلك بما تفعله إثيوبيا من تصرفات من شأنها أن تؤثر على مياه النيل، مؤكدًا أنّ مياه النيل ليست ملكا لأثيوبيا ولا لغيرها، وإنما هي ملك لله، مستشهدا بقوله تعالى:" أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون".
 

وأكّد شومان، أنّه ليس من حق أي دولة من دول حوض النيل أن تتحكم في النيل، لا دول منبع ولا مصب، ولا تسمح الدولة المصرية أن تفرط في حق شعبها في حاضره أو مستقبل أجيال.

 

وأضاف :"ليعلم الإثيوبيون هذا، وليحكموا صوت العقل، وليعودوا إلى رشدهم، وليضمنوا استفادتهم، فلسنا ضدهم ولكن ليس على حساب عطش المصريين، إن فعلوا هذا حفظوا بلدهم وجنبونا ويلات حرب لا تنقصنا، وإن فعلوا فسوف نحافظ على حقنا بالوسائل الممكنة".

 

وأوضح: "واجب المواطنين، هو أن يصطفوا صفا واحدا خلف قياداتنا وجيشنا وشرطنا ومؤسستنا وأن ندعم كل قرارات تتخذ لحماية الأمن القومي و الصحي والمائي".

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان