قالت صحيفة نيويورك تايمز: إنّ ثقافة مواجهة التحرش تتغير في مصر ولم يعد الضحايا يؤثرن الصمت كما جرت العادة.
ورصدت الصحيفة الأمريكية انتفاضة العديد من قطاعات المجتمع المصري مؤخرًا ضد التحرش الجنسي والاغتصاب.
وأضافت أنّ إلقاء القبض على الطالب السابق بالجامعة الأمريكية أحمد بسام زكي زاد من آمال التغيير.
وواجه زكي طوفان، البالغ من العمر 21 عامًا، طوفانًا من الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن كشفت عشرات الفتيات تعرضهن لتحرش واعتداء جنسي على يديه.
وفي ظرف أيام، أُسست صفحة على إنستجرام لفضحه وجهت خلالها 93 فتاة اتهامات له بالتحرش وفقًا لمنظمي الحملة.
معظم الشاكيات كن زميلات له في الجامعة الأمريكية، تلك المؤسسة التعليمية التي تحظى برونق خاص ويفضلها أبناء بعض العائلات الأكثر ثراء ونفوذًا.
ولم تمض إلا 3 أيام على تأسيس صفحة إنستجرام، إلا وقامت الشرطة بإلقاء القبض على زكي من بيته بأحد الأحياء الراقية.
ورأت الصحيفة، أنّ ذلك التطور يمثل تحولًا لافتًا للنظر حيث كانت الكثيرات من ضحايا التحرش والاعتداء الجنسي يفضلن الصمت خوفًا من أن يتم إلقاء اللوم عليهن.
وواصلت الصحيفة الأمريكية: "مع هذا المزيج من العائلات الثرية والمدارس باهظة الثمن والاتهامات الصادمة، احتلت القضية مانشيتات الأخبار وأصبحت موضوعًا ساخنًا في برامج التوك شو والتواصل الاجتماعي".
ووفقًا للتقرير، أثمرت القضية عن انتقال نسخة من حملة "me too" العالمية لمكافحة التحرش إلى مصر.
وبحلول الثلاثاء، تلقى المجلس القومي للمرأة أكثر من 400 شكوى تتضمن تعرضهن لأشكال عنف.
وعلاوة على ذلك، تضامنت وسائل الإعلام مع ضحايا طالب الجامعة الأمريكية.
وأصدر الأزهر، المركز العتيق للإسلام السني، بيانًا حثّ فيه ضحايا التحرّش الجنسي على سرد معاناتهن رافضًا فكرة إلقاء اللوم على الإناث بسبب الملابس أو السلوكيات.
ونقلت الصحيفة عن أحمد بركات، المتحدث باسم الأزهر قوله: "إنها رسالة إلى المجتمع مفادها أننا في حاجة إلى تغيير ثقافتنا".
واستطرد بركات: "في الثقافة الشرقية، بعض الضحايا يخشين التفوه خوفًا من العار. نحن في حاجة إلى تشجيعهن في المضي قدمًا".
من جانبها، قالت الناشطة النسوية مزن حسن: "إنها خطوة أخرى في حركة يتم بناؤها على مدار سنوات، أنا فخورة بذلك".
واستدركت أن مصر ما تزال ينقصها الكثير في حماية حقوق المرأة مقارنة بالعديد من الدول.
ونوهت نيويورك تايمز إلى أنّ زكي يواجه أيضًا ملاحقة قضائية في إسبانيا؛ حيث أعلنت مؤسسة تعليمية متخصصة في البيزنس أنها فصلته ورفعت ضده دعوى جنائية جراء ارتكابه سلوكيات مشابهة.
