بعزم وقوة لا يتساويان مع ضعف يديه الصغيرتين، يواصل علي، الطفل ذو العشر سنوات، شد حبل طائرته الورقية، على كورنيش العصافرة، شرقي الإسكندرية، فكل هدفه هو رفع طائرته الورقية لتكون الأعلى بين طائرات أصدقائه وآخرين يشاركونه نفس الهواية.

بطول طريق كورنيش البحر بالإسكندرية، عادت مشاهد الطائرات الورقية لتسيطر على المشهد العام وتلون سماء المدينة الساحلية بألوان البهجة، بعد أن كانت قد تقلصت منذ سنوات، حتى كادت تختفي تماما، فكيف عادت تلك تلك العادة الأصيلة إلى الظهور؟.

يقول شادي السيد، 14عاما، أحد هواة الطائرات الورقية، إنه يقوم بصحبة عدد من أصدقائه بممارسة تلك الهواية، حيث يتجمعون يوميا على كورنيش وردة العصافرة، لتطيير طائراتهم من بعد العصر وحتى المساء.

وأشار إلى أنه هو من قام بصنع طائرته وطائرات أصدقائه، حيث تعلم الأمر من شقيقه الأكبر، وعلمه لأصدقائه الذين تباروا في تزيين طائراتهم.

وعن طريقة صنع الطائرة الورقية، قال شادي إنها تصنع من الأكياس البلاستيك الملونة، والخشب الخفيف أو الخوص، وخيط دبارة وزينة  لصنع الذيل، ولابد من أن تكون خفيفة لتتمكن من الطيران.

"كورونا وملل الحظر وإغلاق الشواطئ"، هو السبب في عودة ظاهرة الطائرات الورقية، بحسب ما قال محمد مهدي، صانع طائرات ورقية بمنطقة العصافرة، هذا بالإضافة إلى وقف استيراد الطائرات الصينية المصنوعة من البلاستيك.

وأشار مهدي، إلى أنه باع خلال الشهر الماضي أكثر مما باعه خلال الخمس سنوات الأخيرة، موضحا أن زبائنه من الأطفال والمراهقين.

وأضاف: "الناس زهقت من الحظر والملل، ورغم أن الحظر تم رفعه مؤخرا لكن الشواطئ والمتنزهات مغلقة وليس هناك وسائل ترفيه، فالشباب لجأوا لاستخدام الطائرات الورقية لكسر حالة الملل غير المعتادة في الإسكندرية.