رئيس التحرير: عادل صبري 12:19 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

كورونا أصابها والإنسانية انحنت لها.. ممرضة أجلت زفافها لمحاربة الجائحة

فيديو

كورونا أصابها والإنسانية انحنت لها.. ممرضة أجلت زفافها لمحاربة الجائحة

آيات قطامش 03 يوليو 2020 22:59

أيام قليلة كانت تفصلها عن ليلة العُمر إلا أنها فجأة وجدت نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما اتمام زفافها أو تلبية نداء الواجب بالانضمام لكتيبة الجيش الأبيض لإنقاذ مصابي كورونا، بعد إدراج اسمها ضمن كشوف تمريض مستشفيات العزل. 

 

هنا تسائلت فيما بينها وبين نفسها وتحدثت إلى حبيبها عما يرواد رأسها عن ذاك الإحساس الذي يقودها إلى فكرة تأجيل ليلة الزفاف التي تحلم بها،  كونها لا تتصور تخليها عن القيام بدورها في هذا الظرف الحساس، قائلة: "لو كل واحد فينا اعتذر مين هينقذ المرضى؟"، وبالفعل اتفقا سويًا بأنه لا مانع من تأجيل الفرحة قليلًا، لحين إنقاذ أرواح هؤلاء القابعين بالمستشفيات.

 

قصة تلك الفتاة جابت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعدما انتهى بها المطاف فى ختام فترة خدمتها في العزل بانتقال العدوى إليها. 

 

 

 

تلك العروس تُدعى نسمة محمد، شدت الرحال إلى حيث مكان تكليفها بمستشفى عزل مركز مشتول السوق بالشرقية، وعكفت خلال مدة إقامتها على تلبية احتياجات مصابي كورونا والسهر على راحتهم وإنقاذ حياتهم، وتفانت هي ومن معها في رفع الروح المعنوية لديهم بالقيام بالتمارين الرياضية تارة وإضفاء أجواء من الفرحة على المكان تارة أخرى.

 

بعد انتهاء المدة المقررة لها، دقت ساعة العودة للبيت وقتها كانت تعاني بعض  الأعراض من هبوط ودوار واحتقان فظنت أنه نتيجة طبيعية لاجهاد إثر ليال سهرتها لخدمة المرضى ، ولكن بعد إجراء التحاليل المعتاده قبل مغادرتها مقر العزل استعدادًا للعودة للبيت اخبارها الطبيب بأنه يتشكك في أن العدوى انتقلت إليها لكنه سيكرر التحليل مجددًا بعد مرور اسبوع -بحسب رواية نسمة في تصريحات متلفزة.

 

وقالت نسمة: "للأسف المستشفى لدينا لا توفر مسحات للفريق الطبي، فبعدما اخبرني الطبيب أنه سيعاود إجراء التحليل لي بعد أسبوع، عدت إلى البيت إثر انقضاء مدة بقائي للعمل بالعزل". 

 

 

لم تعلم الفتاة العشرينية أنها ستحمل معها  تلك المرة هدية غير سارة لوالدتها، فعندما وطأت قدم "نسمة" البيت سرعان ما انتقلت العدوى منها إلى أمها مريضة الصدر، وظهرت الأعراض جلية على كلاهما عقب أيام من وصولها.

 

توجهت نسمة إلى عدة أماكن لتوقيع الكشف الطبي ولكن في كل مرة كان يأتي الرد "لازم إجراء مسحة"، حينها قادتها قدميها إلى حيث مستشفى العزل التي كانت عائدة للتو منها قبل أيام، وأخبرتهم هناك بما جرى لها هي ووالدتها، وبالفعل قررت إدارة المستشفى حجزهما ومحاولة توفير مسحة لهما،  حيث تبين فيما بعد إصابتهما بفيروس كورونا. 

 

غادرت الأم المستشفى بعدما تحسنت حالتها لتكمل فترة عزلها في البيت، أما نسمة فلازالت تلزم غرفة العزل بمستشفى مشتول وبخاصةً أنّ أعراضًا عدة لازالت تلازمها من كحة ونهجان ودوخة، ولكنها تقول: "الحمد لله احسن من الأول". 

 

تنتوى الفتاة العشرينية بعد تمام شفائها الاحتفال بليلة زفافها على رفيق العمر، بعد تأجيل اختاراه معًا من أجل عيون مصابي كورونا، مشيرة إلى أنهما كتبا الكتاب قبل فترة ولكن الفرح هو ما تم إرجاء ميعاده لحين انتهائها من عملها بالعزل. 

 

تقول "نسمة": "أنا لست بطلة ولكن مستشفى مشتول بها الكثير من الممرضات اللاتي سجلن العديد من البطولات". 

 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان