رئيس التحرير: عادل صبري 02:07 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

ردا على إعلام إثيوبيا العربي.. مطالبات بمنصات إعلامية تخاطب الإثيوبيين

ردا على إعلام إثيوبيا العربي.. مطالبات بمنصات إعلامية تخاطب الإثيوبيين

أخبار مصر

سد النهضة

ردا على إعلام إثيوبيا العربي.. مطالبات بمنصات إعلامية تخاطب الإثيوبيين

محمد الوكيل 28 يونيو 2020 12:39

أثارت صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الإثيوبية، الناطقة باللغة العربية، حالة واسعة من الجدل، في إطار أزمة مفاوضات ملف سد النهضة، خاصة أن تلك الصفحات روجت بقوة للموقف الإثيوبي، ووجهت انتقادات، وصلت لحد الإساءة، إلى مصر ومواقفها.

 

وبين هذا الجدل المُثار، طالب البعض، بإعلام مصري ناطق باللغات الإثيوبية، حيث قال الكاتب الصحفي، مختار شعيب: "على خلفية ما يحدث في مسألة سد النهضة، ومن خلال خبرتي في الشأن الأثيوبي حيث زرت إثيوبيا عدة مرات، لابد من تفعيل الإذاعات الموجهة ودعمها خاصة الإذاعة الناطقة بالسواحلية والإذاعة الناطقة بالإمهرية".

 

وتابع: "نحن في أشد الحاجة الآن لمخاطبة الشعب الإثيوبي، وللتأثير في الرأي العام الإثيوبي، وأن نكسبه لصالحنا، وعلى الأقل أن يتفهم وجهة نظرنا ويعترف بحقنا في مياه النيل، وهنا لابد أن نبدأ على الفور في تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة والمعلومات المشوهة عن مصر لدى الشعب الإثيوبي خاصة أنه لدينا الكثير مما يمكن أن نقوله في هذا الإطار".

 

وأضاف: "معركتنا تحتاج لإعلام قوي واع وموهوب وإدارة رشيدة، فالإعلام سلاح مهم في معركة سد النهضة ولابد من استخدامه باحترافية ومهنية، وغير ذلك لا يصلح".

وبدوره قال الدكتور حمدي عبد الرحمن، أستاذ العلوم السياسية المختصص في الشؤون الإفريقية: "عندما شاهدت فيلم الفتاة الأثيوبية التي تقوم بالتنمر على المصريين وعندما أتابع التعليقات الشعبوية التي تحاول رسم صورة زائفة عن الشخصية المصرية شعرت وأكيد شعر معي كثير من أبناء وطني بالهم والغم والكرب العظيم".

 

وذكر: "قلت يا سبحان الله ألم تكن مصر بقيادتها ومؤسساتها الوطنية بما فيها الأزهر والكنيسة هي التي أسهمت في بث روح جديدة لحركة الوحدة الأفريقية ومحاربة الاستعمار بكل أشكاله، كان صوت مصر يشدو جليا بمعظم اللغات الأفريقية من إذاعة القاهرة".

 

وأردف: "نحن أمام جيل جديد تشكل وعيه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، في شيكاغو وجدوا أن 80% من خناقات تلاميذ المدارس بسبب تعليقات على انستجرام".

 

وحول العلاقات التاريخية بين مصر وإثيوبيا، قال: "نعود لقضيتنا الأساسية أثيوبيا التي عاني أجيال من أبنائها مرارة الحرب الأهلية والحكم الاستبدادي، خلال حكم مانجستو قتل نحو مليونين في حاجة إلى مشروع وطني تلتف حوله ويكون مصدرا للهوية الوطنية في ظل مجتمع منقسم، لجأت إلى إحياء مشروع السدود القديم وهندسه ميليس زناوي الذي عكس نفس تفكير تورغوت اوزال بالنسبة لمشروع سد أتاتورك".

 

 

وأكمل تزعم إثيوبيا أن "المياه مياهنا وأثيوبيا نافورة مياه أفريقيا فالمياه هي الذهب الأزرق تمامًا مثل النفط الذي يمثل الذهب الأسود، وكانت الفرصة مناسبة فمصر المحروسة شهدت تحولات دراماتيكية منذ عام 2011 انكفأت على الذات منشغلة بأوضاعها الداخلية وربما تورط في ذلك آخرون، وفي المقابل كانت أثيوبيا هي حصان طروادة والقوة الإقليمية الصاعدة".

 

وروى أستاذ العلوم السياسية: "استغلت أثيوبيا كافة التكتيكات بما في ذلك وسائل الحرب الدعائية على الانترنت تساعدها في ذلك للأسف الشديد بعض النخب الحاكمة في دول الجوار، ندوات متكررة في سفارات أثيوبيا بالخارج ونشر مذكرات ومنشورات بكافة اللغات وتدشين هاشتاج مثل أنه سدي، أو ملء السد لتوضيح المظلومية التاريخية وشيطنة الموقف المصري من خلال استخدام مصطلحات ينكرها العقل الجمعي الأفريقي مثل الاستعمار والنيل من الانتماء الأفريقي بحسبان أن مصر دولة شرق أوسطية أكثر منها أفريقية".

 

وفيما يخص توجيه بعض الإذاعات لإفريقيا، قال: "أين نحن من كل هذا؟ لم يعد لدينا إذاعات موجهة لأفريقيا، فكيف نتعامل مع جيل جديد في دول الجوار له ذاكرة السمكة؟ الجواب هو أن ننظر إلى جهود مؤسساتنا الوطنية، أليس لدينا القدرة والمكنة لتدشين محطات أقوى عشرين مرة من الجزيرة وبكافة اللغات لتوضيح الصورة بدلا من أحاديث الردح وبرامج التوك شو الفارغة".

 

وتساءل: "ما هو دور وكالة الأنباء المصرية وهيئة الاستعلامات؟، هل نستخدم وسائط الحرب الدعائية الجديدة مثلما يفعل الاثيوبيون حتى هذه اللحظة أم أننا اكتفينا بأمجاد الماضي وعدالة قضيتنا، أظن من قراءة المشهد ومن أسلوب المناورة والخداع الاستراتيجي الأثيوبي أن تغيير قواعد اللعبة مسألة أساسية سوف يكون الخطاب الإعلامي مهم جدًا في المرحلة القادمة ولاسيما مع أفرقة قضية سد النهضة".

 

واختتم: "على مؤسساتنا الإعلامية أن تستخدم هذه الوسائط الجديدة للدفاع عن عدالة حقوقنا المائية، إننا أمام لحظة فارقة تحتاج إلى وحدة الصف بغض النظر عن اختياراتنا وتوجهاتنا السياسية، إنها قضية وجودية، وعلينا تفعيل مبادرات المجتمع المدني وتجمعات المصريين في الخارج وبعثاتنا الدبلوماسية".

وعُقدت أول أمس الجمعة قمة أفريقية مصغرة، بحضور مصر والسودان وأثيوبيا، إلى جانب الدول الأفريقية الأعضاء بهيئة مكتب رئاسة الاتحاد الأفريقي، برئاسة سيريل رامافوزا، رئيس جنوب أفريقيا.

 

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، أنه تم التوافق في ختام القمة بين مصر والسودان وإثيوبيا، على بلورة اتفاق قانوني نهائي ملزم لجميع الأطراف بخصوص قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

وأضاف أن التوافق بين الدول الثلاث شمل الامتناع عن القيام بأي إجراءات أحادية، بما في ذلك ملء السد قبل التوصل إلى هذا الاتفاق وإرسال خطاب بهذا المضمون إلى مجلس الأمن باعتباره جهة الاختصاص لأخذه في الاعتبار عند انعقاد جلسته لمناقشة قضية سد النهضة غدًا الإثنين.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان