رئيس التحرير: عادل صبري 07:44 صباحاً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

طبيبٌ انتصر للإنسانية.. قصة بطل حاول إنعاش قلب مريض «تحت الاعتداء»

طبيبٌ انتصر للإنسانية.. قصة بطل حاول إنعاش قلب مريض «تحت الاعتداء»

آيات قطامش 25 يونيو 2020 23:19

لم يكن يشغل باله في هذه اللحظات ما يدُب حوله من عراك وصراخ ومشادات امتدت إلى حد الاشتباك بالأيدي من جانب ذوي المريض، وما قد يسببه هذا من تهديد لسلامه الشخصي، فكل ما كان يراوده في تلك اللحظة ووسط هذا الاعتداء هو كيفية إنعاش قلب الحالة التي  بين يديه. 

 

في مشهد مصور لا تتجاوز مدته دقائق معدودة، جاب مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر في بدايته عدد من الأطقم الطبية يهرلون بسرير يرقد عليه مريض في محاولة لانقاذ حياته، لكن فجأة انضم للحاضرون فريق آخر ذا صلة بالمريض وفي غضون ثوانٍ احتدمت مشادة كلامية سرعان ما تطورت إلى اعتداء بالأيدي على أحد أفراد أمن المستشفى، وكان اللافت في هذا المقطع  استمرار الطبيب في محاولة إنقاذ المريض رغم ما يحاوطه من اعتداء.

 

نرصد في هذا التقرير القصة الكاملة لفيديو الاعتداء الأشهر الذي جاب السوشيال ميديا خلال الأيام القليلة الماضية على لسان أبطال تلك الحكاية.. 

 

 

دارت تفاصيل هذا الاعتداء في استقبال مستشفى الأزهر بدمياط الجديدة، حيث روى بطل الواقعة عز الإسلام، الطبيب الذي يعمل في هذه المستشفى عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ما حدث  قائلًا: "يوم الخميس الماضي كنت نائب استقبال طوارئ بالمستشفى أنا واثنين من زملائي النواب، وكان كل شئ يسير بصورة طبيعية ، إلى أن دقت  العاشرة والنصف، فحينها دخلت سيارة ملاكي المستشفى  من بوابة الاستقبال دون حتى إجراء فرز وبيان شكواهم".

 

وأضاف: "دخل هؤلاء الاستقبال وبصوت عالي للغاية افزعني قالوا عاوزين دكتور قلب هاتوا دكتور القلب ودخل المريض الاستقبال". 

 

وتابع: "كان في استقبال المريض 3 نواب 5 تمريض مثلما رآيتم في المقطع المصور، وكانت الأجهزة المستخدمة للإنعاش القلبي الرئوي متواجدة، وأنا على الفور اتصلت بطبيب القلب الذي نزل بدوره في غضون ثواني، واتصل زميلي ايضًا بطيب رعاية الطوارئ وحضر فور علمه".

 

وأوضح: "في تلك اللحظات لم اشعر بنبض للمريض في  الشريان الرئيسي للرقبة، وهنا قمت على الفور أنا وزميلي بإنعاش قلبي رئوي "وزميلي حط الماسة وامبج للعيان"، هنا طلبت من ذوي المريض أن يفسحوا لنا المكان كي نتمكن من التحرك والعمل على إنقاذ الحالة، فلم اطلب منهم الخروج من الاستقبال، فقط طلبت يتركوا لنا مساحة نظرًا لضيق المكان".

 

 

وتابع: "إلا أن ردهم كان صاعقًا قائلين "مش هنتحرك من مكانا"، وحينما حضر فرد الأمن وحاول أن يتحدث إليهم فوجئنا بشخص يرتدي تي شيرت أحمر اللون من ذوي المريض قد امسك بيد المنظار الحنجري الذي كان طبيب الطوارئ سيستخدمه من أجل المريض، وأخذ يضرب به فرد الأمن على رأسه إلى أن  نزفت دمًا وظهرت عليه أعراض ارتجاج في المخ وتم حجزه في قسم المخ والأعصاب".


وأوضح: "في هذا الموقف  وأنا شغال سي بي آر  لم أكن آرى شيئًا أمامي سوى المريض وفقط، فنحن لا نأخذ المريض بذنب أهله ونحن كأطباء لا نلتفت لما فعله أهله، فقط نوفي القسم الذي اقسمناه". 

 

وواصل حديثه: كل هذا لم يستغرق الدقيقتين فخلال تلك المدة حضر طبيب الرعاية والقلب واستكملا معنا الإنعاش القلبي للمريض والصدمات الكهربائية واستخدام أدوية الطوارئ، ولكن دون جدوى كان المريض قد فارق الحياة.

 

 

واستكمل الطبيب الشاب: "المريض استغرق وقت 15 دقيقة منذ لحظة خروجه من منزله إلى وصوله للمستشفى اي أن القلب توقف ربع ساعة قبل وصولهم للمستشفى وحينما جاءوا لم يتأخير اي طبيب لثانية واحدة، والله يشهد على ما أقول". 

 

واختتم: "أطالب بوحدة  تأمين ثابته في المستشفيات كلها لحمايته الأطباء من الاعتداءات المتكررة". 

 

 

 

 

 

في السياق ذاته؛ قال إبراهيم الصياد، مدير مستشفى الأزهر في دمياط الجديدة،  خلال مداخله له مع برنامج من مصر عبر فضائية CBC : "المريض عمره 78 سنة حضر للاستقبال الساعة 10 ونصف ليلًا،  الفرق بين البوابة والاستقبال 4 ثواني، وفي لحظة دخول الحالة كان متواجدًا 3 أطباء و8 تمريض الذين تعاملوا على الفور مع المريض. 

 

وأضاف: "الحالة حضرت ومعها 3 مرافقين وسيدة يبدو أنها زوجة المريض، وإذا بهم يقفوا في المكان الذي من المفترض أن يقف  به الأطباء  فعليًا  الذي حاولوا ابعادهم بعض الشئ، وقام الأطباء بتركيب أنبوبة حنجرية، ووصلوا مصدر أكسجين للمريض". 

 

وتابع: "قام أحد الشباب المتواجدين بالاعتداء على فرد الأمن بالآلة الحنجرية المتواجدة وخبطه بالكرسي ما تسبب في فتح  رأسه وحدث له ارتجاج في المخ، ولكنه الآن اصبح بصحة أفضل". 

 

وعن التعامل مع المعتدين؛ يقول الصياد: "في غضون 7 دقائق حضرت الشرطة وألقت القبض عليهم، وتم تحرير محضر بالواقعة، واُحيل المتهمين للنيابة، وعلى الجانب الآخر استكمل الأطباء عملهم بصورة طبيعية". 

 

واختتم: "الدولة تصرف ملايين الجنيهات على المستشفيات ثم يأتي شخص بكل سهولة يحطم في الآلات ويعتدي على الأطباء ، فنحن لدينا عجز شديد للغاية  فنصف العدد يعمل مع زملاءه في مستشفيات العزل والنصف الآخر هو المتواجد، لذا نناشد الأهالي بترك الأطباء يقوموا بأعمالهم". 

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان