رئيس التحرير: عادل صبري 06:30 صباحاً | الأحد 08 يونيو 2025 م | 11 ذو الحجة 1446 هـ | الـقـاهـره °

«ماتوا في عز شبابهم».. قصة أبطال من ذهب خاضوا الحرب ضد كورونا

فيديو

«ماتوا في عز شبابهم».. قصة أبطال من ذهب خاضوا الحرب ضد كورونا

آيات قطامش 20 يونيو 2020 21:24

شبابٌ في مُقتبل العُمر،  بعضهم انتهى لتوه من دراسة الطب والبعض الآخر منهم لا يزال يدرس، اتخذوا  قرارًا بالانضمام لكتيبة مقاتلي الجيش الأبيض لمعاونتهم في محاربة ذاك العدو رغم أنهم لا يعلمون من أين قد تأتي لهم الضربة.. فخطأ واحد فقط قد يُكلفهم حياتهم، وهو ما حدث مع البعض منهم بعدما سقطوا ضحايا في شباك كورونا اثر انتقال العدوى اليهم. 

 

نتطرق في هذا التقرير إلى بعض من هؤلاء الأطباء ممن قطف "كورونا" زهرة شبابهم.. 

 

رامي كريم الديب 

 

رامي كريم، خريج دفعة 2007 طب طنطا، أخصائي الكلى الصناعي بالغربية بوحدة كلى قرانشو، هو واحد من هؤلاء الذين فارقوا الحياة إثر إصابتهم بفيروس كورونا، إثر تسجيل أناملهم بطولات على أرض المعركة بمستشفيات العزل. 

 

فـ "رامي" فارق الحياة بعدما كتب الله على يده شفاء أكثر من 120 مصابًا بكورونا، إلا أنّ الفيروس في نهاية المطاف لم يتركه وتخلل إلى جسده بعدما انتقلت العدوى إليه، وفارق على اثرها الحياة. 

 

وقالت نقابة الأطباء في نعيها لـ"رامي"، ابن قرية كفر سليمان: "توفي دكتور رامي نتيجة إصابته بفيروس كورونا أثناء تأدية عمله ".

 

وأضافت: "الطبيب الشاب أتم الله الشفاء على يديه أكثر من ١٢٠ مريضًا بكورونا". 

 

 

 

محمد الجمل 

محمد أشرف الجمل، هو طالب طب بالفرقة السادسة، بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، انتهت حياته  وهو لا يزال يخطو خطواته الأولى في عالم الطب، بعدما قرر التطوع لعلاج مصابي كورونا، ويعاون الأطباء في تلك المعركة، خاصًة مع تزايد أعداد المصابين. 

 

كانت المفاجأة لجميع من يعرفوه ومن لا يعرفوه حينما تم الإعلان عن خبر وفاة طبيب الإمتياز متأثرًا بإصابته بكورونا، لتتحول صفحته على موقع التواصل الاجتماعي في غضون لحظات إلى دفتر عزاء. 

 

وقالت  نقابة الأطباء في نعيها له: "الشهيد طالب الطب محمد أشرف الجمل بالسنة السادسة بطب مصر للعلوم والتكنولوجيا، كان يعمل متطوعًا فى أحد مستشفيات الخانكة بالقليوبية واصيب بالعدوى، وبدأ علاج منزلى وعندما تدهورت حالته نقل إلى مستشفى العزل بالخانكة وتوفي شهيدًا" .

 

 

 

وارى جثمان الشاب الثرى  في مقابر الخانكة عند الشيخ مصلح، ولم يتمكن كثيرون من توديعه لذا اتفق رفاق له أن يصلوا صلاة الغائب على "الجمل"، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته لقراءة المزيد اضغط هنا

 

 

 

وليد يحيى

 وليد يحيى، طبيب مُقيم نساء بمستشفى المنيرة،  يبلغ من العمر 32 عامًا، فارق الحياة في الساعات  الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر، وسادت حالة من الحزن والصدمة بين شباب الأطباء بعدما انتهت حياة  صديقهم وليد التي لم تبدأ بعد على يد "كورونا". 

 

فجرت وفاة وليد حالة من الغضب طوال أيام العيد، عبر فضاء السوشيال ميديا، نظرًا لأن البعض ارجع سبب وفاته إلى التقاعس في سرعة التعامل مع حالته. 

 

وأصدرت وزارة الصحة قرارًا بفتح تحقيق عاجل للوقوف على سبب وفاة الطبيب الشاب، وليد يحيى. 

 

أمّا رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة الدكتور علاء عيد  فقد صرّح: "دكتور وليد يحيي، هو طبيب مُقيم نساء وتوليد بمستشفى المنيرة العام، شعر بأعراض بسيطة  وتم التعامل معه داخل المستشفى بأخذ مسحة له، ظهرت نتيجتها إيجابية لفيروس كورونا في اليوم التالي، بعدها بيوم بدأت الأعراض تشدد، والحقيقة أنّه كان من المفترض  قيام مستشفى  المنيرة التي يعمل بها بإداخله الرعاية لديهم، ولكنهم فضلوا  نقله لمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، إلا أنّه فارق الحياة قبل وصوله.

 

وأضاف: "كان من الممكن أن يتعاملوا مع الحالة في مستشفى المنيرة، دون الحاجة لنقلها لتأمين الصحي بمدينة نصر، بإدخاله الرعاية المركزة لديهم خاصة وأنها على أعلى مستوى وبها استشاريون وإخصائيون  ونواب ونواب مقيميون، مضيفًا: "معرفش ازاي متعاملوش معاه يعني؟!".

 

وتابع: "وزيرة الصحة شكلت لجنة للتحقيق في هذا الأمر،  نظرًا لأنه  كان من المفترض إدخاله الرعاية لديهم مباشرة بعد تدهور حالته، ولكنهم نقلوه بالإسعاف إلى مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي، وتوفي في الطريق". 

 

وواصل حديثه: "البروتوكول ينص على أننا نوزع المصاب وفقًا لطبيعة حالته، لمستشفيات العزل، ولكن في الحالة التي نتحدث عنها الطبيب المصاب كان متواجدًا في مستشفى  وكان يجب علاجه داخلها، فما المشكلة في ذلك، خاصًة وأن لديهم عناية مركزة على أعلى مستوى، وبها طاقم طبي على أعلى مستوى، وحينها كان من الممكن للغاية إنقاذ حياته". 

 

 

وفي المقابل، قال دكتور أحمد عطا، مدير إدارة التأمين الصحي بمدينة نصر: "تواصل معى كبار المسئولين في وزارة الصحة، تحديدًا دكتور مصطفى غنيمة، رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة، واخبرني أن هناك حالة لزميل طبيب شاب في الطريق، "تعبان أوي فياريت ننقذه". 

 

وأضاف: "بالفعل قمنا بإنزال 2 من أطباء الرعاية للطوارئ على الفور، في خلال لحظات دكتور وليد كان وصل  بنسبة أكسجين أقل من 49%، ودرجة اضطراب وعي شديدة للغاية".

 

وواصل حديثه:"جريوا به الدكاترة على الرعاية فوق، ولكنه توفي على جهاز تنفس صناعي، تم وضعه على ماسك اكسجين 10 لتر، ثم تحسنت  درجة تشبع الاكسجين في الجسم  جزئيًا ولكن كان لا يزال التحسن ضعيف. 

 

وتابع: "تم إعطاؤه كل الأدوية اللازمة داخل الرعاية، ولكن يبدو أن الحالة حينما وصلت إلينا كانت متأخرة للغاية، النتيجة أنه بعد مرور 12 ساعة من دخول "وليد" حدث توقف مفاجئ للقلب، وقام الأطباء بمحاولة الإنعاش القلبي ولكن الحالة لم تستجب، وتوفاه الله.

 

واستطرد: "تواصل معي خلال تلك الفترة أعضاء الغرفة المركزية في الوزارة أكثر من مرة للاطمئنان على الحالة، ولكنه أمر الله".  

 

 

 

من جانبها نشرت وزارة الصحة والسكان، بيانًا عاجلًا، كشفت من خلاله حقيقة وفاة الطبيب الشاب دكتور وليد يحيى بعد تشكيل لجنة تقصي الحقائق للوقوف على أبعاد الواقعة. 

 

وجاء نص البيان: في ضوء ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من معلومات غير دقيقة بشأن وفاة الطبيب وليد يحيى عبد الحليم (طبيب بمستشفى المنيرة العام) إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، وبعد توجيه الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان بفتح تحقيق عاجل وفوري فى الواقعة فقد تم بتشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على ابعاد الواقعة وتوصلت بشكل مبدئي إلى ما يلي:

 

أنه بتاريخ 18 مايو 2020 ظهرت على الطبيب المذكور أعراض تتمثل فى ارتفاع في درجة الحرارة، حيث تم إجراء مسحة له فى نفس اليوم وإرسالها إلى المعامل المركزية، وفى اليوم التالى 19 مايو ظهرت نتيجة التحاليل ايجابية لفيروس كورونا وتم إعطاء الطبيب العلاج اللازم طبقاً للبروتوكول العلاجي.

 

كما أنه بتاريخ 22 مايو 2020؛ حضر الطبيب إلى مستشفي المنيرة نتيجة ظهور بعض الأعراض (آلام بالصدر وضيق بالتنفس) وتم حجزه في نفس اليوم بالمستشفى، وتم التنسيق على الفور لنقل الحالة إلى مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي" احدي مستشفيات العزل" يوم السبت الموافق 23 مايو.

 

ثم تم إستقبال الحالة بمستشفي مدينة نصر للتأمين الصحي صباح يوم السبت 23 مايو حيث تم إعطاؤه الأدوية اللازمة والعلاج المتبع طبقا لبروتوكولات العلاج المتبع لوزارة الصحة والسكان إلا أنه حدث توقف فى عضلة القلب ولم يستجب لمحاولات الإنعاش القلبي الرئوي، ووافته المنية صباح يوم الأحد 24 مايو 2020.

 

وأسفرت التحقيقات المبدئية عن وجود بعض اوجه القصور الادارى فى التعامل مع الحالة داخل المستشفى وتعكف اللجنة المشكلة للتحقيق حاليا على التحديد الدقيق للمسئولين عن هذا القصور ومسئولية كل منهم تمهيدا لاتخاذ الاجراءات الإدارية اللازمة تجاههم وسوف تعلن وزارة الصحة عن تلك الاجراءات فور انتهاء اللجنة من تحقيقاتها

 

 

 محمد علي 

 

"تتقدم الجامعة البريطانية بخالص التعازي في وفاه الدكتور الصيدلي محمد علي  خريج الجامعة البريطانية دفعة ٢٠١٨، نتيجة أصابته بفيروس كورونا أثناء تأدية عمله في مستشفي المقاولين العرب، داعين الله عز وجل ان يحتسبه شهيدا و يلهم ذويه الصبر و السلوان.و إنا لله وإنا إليه راجعون"..  كان هذا نص نعي جامعة الصيدلي  الذي تخرج منذ عامين من كلية الصيدلية، قراءة المزيد اضغط هنا

 

 

على الجانب الآخر؛ علقت دكتورة منى مينا، العضو  السابق لمجلس نقابة الأطباء، من خلال منشور دونته عبر صفحتها على "فيسبوك" قائلةً: "لم تقدم وزارة الصحة حماية لهم في حياتهم ..فهل تقدم الدولة حماية لاهلهم بعد استشهادهم ؟؟؟..تزايدت في الفترة الأخيرة أعداد شهداء الأطباء من الشباب ..". 

 

وأضافت: "بالاضافة لما تم شرحه كثيرًا عن المشاكل البشعة في إهمال حماية الأطقم الطبية في المستشفيات .. هذا الإهمال المتسبب في التزايد في معدل الاصابة والوفيات وسط الأطباء والفرق الطبية".


وتابعت: "بالإضافة لذلك مهم جدًا أن نتذكر أن مطلب النقابة لمعاملة شهداء كورونا من الأطباء والفرق الطبية معاملة شهداء الجيش والشرطة من حيث التكريم الأدبي والمعاش والتعويض المادي، خاصًة  أن كل هؤلاء الشباب -بحكم قصر فترة عملهم- ستستحق عائلاتهم معاشات ضعيفة جدا" .

 

واستكملت: "لم يصدر حتى الآن قرار واضح بالاستجابة لهذا المطلب البسيط و الهام جدًا، أقل حقوق شباب الأطباء أن نحاول حماية حياتهم بقدر الامكان وأن نأمن عائلاتهم ماديًا إذا ما سقطوا شهداء في المعركة". 

 

واختتمت: "رحم الله كل شهدائنا الأبرار .. رحم الله د. مايكل وجيه..رحم الله د.رامي كريم..رحم الله د.محمد حشاد..رحم الله د.سيد نادي..رحم الله د. وليد يحيي". 

 

 

الجدير بالذكر أن رئيس مجلس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي سبق والتقى بنقيب الأطباء الدكتور حسين خيري حيث استمع مدبولي إلى العديد من الأمور التي تشغل بال الأطباء، والتي من بينها  معاملة ضحايا الجيش الأبيض في معركة كورونا كشهداء الجيش والشرطة، وتوفير كافة  المستلزمات الوقائية لهم، وابدى مدبولي حرصه على فتح قنوات اتصالات فيما بين الحكومة والنقابة،  وبعدها  التقت وزيرة الصحة  دكتورة هالة زايد التي أكدت حرصها على دعم الأطقم الطبية منذ بداية الجائحة بكل ما هم بحاجة له من مستلزمات طبية. 

 

 

وسبق أن  ذكرت وزيرة الصحة والسكان، أن فرق مكافحة العدوى بالمستشفيات تقوم بصفة يومية بمراجعة مخزون المستلزمات الوقائية، وتتأكد من التزام الأطقم الطبية باتباع بروتوكول مكافحة العدوي المعمول به فى هذا الشأن للحد من إصابة اى من الأطقم الطبية بالفيروس، مشيرة إلي أنه تم توزيع كميات كبيرة من المستلزمات الوقائية على المستشفيات. 

 

وأشارت وزيرة الصحة والسكان، أنه منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، فقد حرصت الوزارة على تخصيص دور بكل مستشفي عزل بسعة 20 سرير لعلاج المصابين من الأطقم الطبية، مؤكدة أن الوزارة تسعي جاهدة لحماية اطقمها الطبية، خلال مواجهتم لفيروس كورونا المستجد، طبقا لتوجيهات القيادة السياسية ودولة رئيس الوزراء بتوفير أقصي سبل الرعاية للاطقم الطبية.

 

وتابعت وزيرة الصحة والسكان، أن الوزارة تتخذ كافة الاحتياطات والإجراءات لحماية اطقمها الطبية من الإصابة حيث يتم إجراء تحليل لكافة الأطقم عند دخولهم المستشفي لقيامهم بمهام عملهم، وأيضا عند خروجهم من المستشفي بعد انتهاء عملهم منها بواقع 14 يوم عمل، و14 يوم أجازة، كما يتم إجراء تحليل فورى لمن يظهر عليه أى أعراض أثناء تأدية عمله، حيث قامت الوزارة بتكثيف إجراء التحاليل الدورية لاطقمها الطبية، وتم إجراء 19 ألف و578 تحليل بالكاشف السريع، و8913 PCR حتى الآن.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان