في الفترة الأخيرة شغلت قضية "منة عبد العزيز" فتاة "التيك توك" حيزًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها في مقطع فيديو كشفت فيه تعرضها للاغتصاب والضرب، ما أثار تعاطف الكثير معها.
كانت "آية" الشهيرة بـ"منة عبد العزيز"، التي لم يتجاوز عمرها الثامنة عشر عامًا، نتاجًا لظروف اجتماعية سيئة، حرمتها عاطفة الأسرة والأهل، ما أثر على سلوكياتها وجعلها تعاني من اضطرابات نفسية وانفعالية، وهو ما جعل النيابة العامة تقرّر استبدال الحبس الاحتياطي للفتاة بإخضاعها لبرامج تأهيلية لإصلاحها بأحد المراكز المخصصة.
وقرّر المستشار النائب العام، استبدال الحبس الاحتياطي للمتهمة آية -وشهرتها «منة عبد العزيز»، بأحد التدابير المنصوص عليها بالمادة ٢٠١ من قانون الإجراءات الجنائية كبديل عن الحبس الاحتياطي؛ وهو إلزامها بعدم مبارحة أحد مراكز الاستضافة المحددة بمشروع «وزارة التضامن الاجتماعي» لـ«استضافة وحماية المرأة المُعَنَّفة نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا».
وبحسب النائب العام، في بيان صادر عنه اليوم الثلاثاء، فإنَّ المتهمة "منة عبد العزيز"، قبلت بالمركز موطنًا ومسكنًا لها لعدم وجود محل إقامة ثابت ومعلوم لديها.
وكلَّفت النيابة العامة بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة، الإخصائية الاجتماعية المشرفة مركزيًّا على مشروع «استضافة وحماية المرأة المعنفة» بمحافظة القاهرة، وإخصائية نفسيَّة ببرنامج «حماية أطفال وكبار بلا مأوى» بالوزارة، ببحث حالة المتهمة الاجتماعية والنفسية وعرض نتائج البحث والتوصيات على «النيابة العامة».
وأضافت النيابة أن المتهمة تعاني من اضطراب انفعالي ونفسيّ نتيجة تعرضها لأزمات اجتماعية قاسية مُنذ صغرها حرمتها من عاطفة الأسرة والأهل، وأثَّرت في سلوكها العام، مما دفعها مع قلة خبرتها وعدم رجاحتها وضعف شخصيتها إلى تكوين علاقات مع أصدقاء السوء عوضًا عن فشلها في عقد علاقات سوية.
وتابعت النيابة "كذا السعي للظهور وتحقيق الشهرة بأي وسيلة عوضًا عما لقيته من أزمات، فانخدعت بشهرة حققتها في بيئة افتراضية خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي أسلمتها إلى أصدقاء سوء استغلوها مع سهولة انقيادها وعدم رجاحتها وتسامحها في حقوقها، وطمعها فيما عرضوه عليها من هدايا وسُبل لإعاشتها، فوقعت ضحيةً لهم".
واستطرت النيابة :"هذا فضلًا عن الصدمة النفسية والاضطرابات التي أصابتها من أثر التعدي عليها بالواقعة محل التحقيق، مما يتطلب إدخالها بالبرامج المعتمدة بمشروع «استضافة وحماية المرأة المعنفة» لإعادة تأهيلها نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد عند الحاجة.
وأوضحت النيابة أنها قررت إدخال المتهمة بالبرامج التأهيلية المذكورة خلال إقامتها بالمركز الذي قبلته مسكنًا لها تحت إشراف «وزارة التضامن الاجتماعي» و«المجلس القومي للمرأة»؛ لتأهيلها نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا، ولإصلاحها وإعادة الثقة في نفسها وتصحيح مفاهيمها والتوفيق بينها وبين ذويها، وإعادة دمجها بالمجتمع، واستكمال دراستها أو تدريبها على مهارات تتيح لها فرصة عمل سوية، أو مصدر حسن لإعاشتها.
وجددت النيابة العامة التأكيد على عِظَم الدور المنوط بأولياء الأمور تجاه رعاية أبنائهم وصونهم من أصدقاء السوء والمخاطر المستحدثة التي يُدفعون إليها، بعدما فقَدَ البعضُ منهم لدى آبائهم الرعايةَ والتربيةَ والتفهُّمَ.
واختتمت النيابة بيانها قائلة :"حافظوا على أبنائكم، بتفهم وتقريب دون إفراط في تدليل، ورقابة بوعي دون تضييق وترهيب".
واشتهرت آية على موقع التواصل الاجتماعي "تيك توك" باسم منة عبد العزيز، وأصبحت حديث الرأي العام المصري خلال الأيام الماضية بعد إعلان تعرضها للضرب والسرقة والاغتصاب على يد مجموعة من أصداقائها داخل أحد الفنادق بالجيزة، وتفاجأ الجميع بإلقاء القبض عليها لإدانتها فى بعض الجرائم التى تستحق العقاب.
زكانت النيابة العامة أمرت بحبس منة عبدالعزيز وستة متهمين آخرين 4 أيام، وجدد قاضي المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة حبسها هي وجميع المتهمين 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
بدأت قصة منة عندما ظهرت فى مقطع فيديو تكشف فيها تعرضها للإغتصاب والضرب، وظهر على وجهها أثار الضرب المبرح التى تعرضت له، وتعاطف معها عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، ولكنها ظهرت بعد عدة أيام بصحبة الشباب التى قالت إنهم اغتصبوها وأعلنت أنه تم التصالح بينها.
لم تنتهِ القصة عند هذا الحد، بل ألقت قوات الأمن القبض على منة و6 آخرين، وكشفت تحريات المباحث تعرض فتاة التيك توك للاغتصاب داخل فندق بمنطقة الطالبية التابعة لمحافظة الجيزة تحت تهديد السلاح، وسرقة بعد الأموال التى كانت معها ، وتم تصوير واقعة اغتصابها والضرب من قبل 6 متهمين.
وتمكنت قوات الأمن من القبض على المتهمين فى واقعة الاغتصاب، وتم التحفظ عليهم وبمناقشتهم، اعترفوا بتفاصيل واقعة الاغتصاب، وتم اقتياد لمكان الواقعة، وأجرت القوات معاينة لمسرح الجريمة، كما فحصت فيديوهات منة عبدالعزيز، وتبين أنها فتاة تحرض على الفسق والفجور، من خلال فيديوهات يتم بثها من خلال برنامج اليتك توك، وتم عرض تلك المعلومات على النيابة العامة، التي أصدرت قرارا بضبطها وإحضارها، وتم ضبطها من قبل قوات الأمن.
ذكرت تحريات وتحقيقات المباحث، أن الفتاة المشار إليها، اعتادت ممارسة أفعال مخلة بالآداب العامة، ونشر مقاطع فيديو على أحد التطبيقات، لتحقيق مكاسب مادية، بناءً على نسبة المشاهدة.
كما اتضح أن صحة الواقعة التي ادعتها، ترجع إلى أنها دخلت أحد الفنادق بمنطقة الطالبية بالجيزة، برفقتها (5 أشخاص "3طلاب- فتاتان"، جميعهم تربطهم علاقة صداقة بها)، وأنهم أثناء تواجدهم بالفندق، حدث خلاف بين الفتيات، فتعدى أحد الطلاب على (صاحبة الفيديو)، وأحدث إصابتها واستولى منها على (هاتفها المحمول- مبلغ 125 جنيه)، وواقعها آخر جنسيا كرها عنها، وبضبطه اعترف بذلك، وصورتها إحدى الفتيات بمقطع فيديو، ونشرته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتشهير بها إثر الخلاف الذى حدث بينهما.
وبعد تولى النيابة العامة التحقيق فى الواقعة، فضلت عدم الإفصاح عن تفصيلات الوقائع التي أقر بها المتهمون في التحقيقات؛ لما فيها من واقع أليم رأت تقديم ستره على الإعلان عنه.
وأوضحت النيابة فى بيان لها، أن إقرارات المتهمين قد تواترت لتؤكد أن المتهمة المذكورة وإن ارتكبت جرائم -أقرت ببعضها- تستأهل عقابها، إلا أنها على حداثة عمرها وعدم بلوغ رشدها قد دفعتها ظروف اجتماعية قاسية تعرضت لها -من فقد المأوى والأهل، والسعي لتوفير سبل المعيشة- إلى الوقوع في فخاخ ارتكاب تلك الجرائم، وإلى حياة بالغة الخطورة جمعتها بباقي المتهمين الذين جنوا عليها، فمنهم من واقعها كرهًا عنها -وهي لم تبلغ سِنُّها 18 سنة- ومنهم من هتك عرضها بالقوة والتهديد، وسرقها بالإكراه، وضربها وأحدث إصاباتها.
وتابعت النيابة أن الفتاة لم تكن لتُعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن صُلحها مع أحد الجانين عليها والسكوت عن الآخرين على استياء منها، إلا تحت تأثير ضغط مارسه ذوي هذا الجاني عليها وإغرائها بهدايا على حداثة عمرها لاسترضائها ودفعها للإعلان عن هذا الصلح على خلاف رغبتها.