رئيس التحرير: عادل صبري 11:55 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالأرقام.. سيناريوهات مستقبل السياحة المصرية في ظل كورونا

بالأرقام.. سيناريوهات مستقبل السياحة المصرية في ظل كورونا

أخبار مصر

السياحة المصرية .. متى تعود لما كانت عليه

تخسر 73% من إيراداتها|

بالأرقام.. سيناريوهات مستقبل السياحة المصرية في ظل كورونا

أسامة عاشور 01 يونيو 2020 19:02

ستخسر 73% من إيراداتها هذا العام في أفضل أحوالها.. هكذا رسم معهد التخطيط القومي التابع لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، مستقبل السياحة المصرية، في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، وتوقف الرحلات السياحية حول العالم.

 

وبحسب أفضل سيناريو، الذي يرجح بدء تعافي قطاع السياحة في الربع الثالث من 2020، مع تقليل الحظر وفتح الحدود بين الدول المختلفة وخاصة الدول الأوروبية وبدء رحلات الطيران الخارجي، سيقتصر السفر على رجال الأعمال وزيارات الأهل والأقارب، وبالتالي لن تتعدى الإيرادات في الربع الثالث من العام الحالي 10% من الإيرادات المسجلة خلال الفترة نفسها من 2019، فيما تقدر الإيرادات المتوقعة خلال الربع الرابع من 2020 وفق هذا السيناريو بـ 25% من إيرادات نفس الفترة من 2019، لتقدر إجمالي إيرادات السياحة المتوقعة خلال 2020 بنحو 3.45 مليار دولار.

 

ويفترض السيناريو الثاني الذي يتوقع استئناف النشاط السياحي خلال الربع الأخير من 2020 ألا تتعدى حركة التنقل والسفر أكثر من 25% من معدلاتها، وتصير أعداد السائحين 3.15 مليون سائح وبالتالي تحقيق إيرادات سياحية 3.1 مليار دولار علي مدار العام إثر تراجع أعداد السائحين بمعدل 75%.

 

أما السيناريو الأخير وهو الأسوأ، فيفترض استمرار الجائحة والقيود على حركة السفر وإغلاق المقاصد السياحية حتى نهاية العام، وهذا يعني انخفاض السياحة الوافدة إلى البلاد بنسبة 100% خلال الفترة المتبقية من العام، لتمتد خسائر القطاع حتى نهاية العام ما يقتصر إيراداته المحققة على مكاسب الربع الأول فقط والبالغة 2.4 مليار دولار.

 

خسائر السياحة

يساهم قطاع السياحة في مصر بنحو 15 % من الناتج المحلي، وخلال العام الماضي حقق أعلى إيراد له في تاريخه، بإجمالي عائدات وصل إلى 13 مليار دولار وفقا لبيانات حكومية رسمية، لكن جائحة فيروس كورونا أضرت بنحو ثلاثة ملايين مصري يعملون في هذا القطاع.

 

وتفاؤل كثير من المصريين بتحقيق قفزة نمو كبيرة في العام الجاري، خصوصا مع الإعلان عن افتتاح المتحف المصري الكبير، بالإضافة إلى عدد آخر من المشروعات السياحية، أبرزها منشآت مدينة العلمين الجديدة.

 

لكن أزمة كورونا جاءت لتطيح بكل هذه الآمال، مع التوقف الكامل لحركة الطيران والسفر، وبالتالي توقف المنشآت السياحية عن العمل وما يرتبط بها من مهن ليتضرر نحو ثلاثة ملايين عامل في هذا القطاع.

 

خسائر السياحة المصرية، وصلت وفق تقدير إلهامي الزيات، رئيس غرفة المنشآت السياحية السابق، إلى نحو مليار دولار شهريا. لكن عمرو صدقي، النائب بالبرلمان المصري ورئيس لجنة السياحة والطيران، قال  إن "من المبكر تقدير الخسائر بشكل حقيقي، السياحة من أكثر القطاعات التي تضررت جراء أزمة كورونا  وهذا على مستوى العالم أجمع، بالتاكيد سنستطيع الوقوف على حجم الخسائر خلال الفترة المقبلة".

 

إجراءات حكومية لحماية القطاع

في مطلع أبريل الماضي، اتخذت الحكومة المصرية عددا من الإجراءات عقب قرار تعليق رحلات الطيران، أبرزها إعفاء المنشآت السياحية من الضريبة العقارية، وتأجيل سداد المستحقات والقروض البنكية لمدة 6 أشهر، وتقديم مبادرة تسهل الحصول على قروض بفوائد مخفضة، كما تم إلغاء الحجز الإداري على المنشآت السياحية.

 

وأمام ذلك، طلبت وزارة السياحة المصرية من أصحاب المنشآت السياحية عدم تسريح أي من العمالة وصرف مرتباتهم الشهرية بشكل منتظم، واتخذت إجراءات بحق عدد من المنشآت التي استغنت عن العمالة.

 

الإجراءات الحكومية تهدف إلى حماية القطاع من آثار التوقف المفاجئ، واستغلال فترة التوقف لمنح الفرصة لإجراء عمليات الصيانة وأيضا عمليات التعقيم التي أوكلتها وزارة السياحة لشركتين عالميتين.

 

لكن هذه الإجراءات، بحسب عادل مرقص عضو غرفة المنشآت السياحية، وإن كانت تساعد القطاع بقوة خلال الفترة الحالية، إلا أنها لن تكفي إذا ما استمر هذا التوقف لشهور قادمة.

 

عادل أضاف: "سينبغي على الحكومة المصرية اتخاذ إجراءات أكثر في حال استمرار الأوضاع، نأمل أن تنتهي هذه الازمة سريعاً.

 

رئيس غرفة السياحة والطيران في البرلمان المصري عمرو صدقي، أضاف أيضا "أن الحكومة المصرية تعمل الآن على تقليل الخسائر قدر الإمكان والحفاظ على العمالة المدربة حتى لا يتم تسريبها وتتجه للعمل في قطاعات أخرى ومن ثم يصعب تعويضها، هذه الإجراءات مناسبة جدا للفترة الحالية لكن أزمة كورونا لا يمكن التنبؤ بمسارها ولكل مرحلة إجراءاتها".

 

ولم يستبعد صدقي أن تتخذ الحكومة إجراءات إضافية خلال الفترة القادمة.

 

أزمات متوالية تضرب السياحة المصرية

كانت السياحة المصرية قد وصلت إلى معدل قياسي عام 2010 حين حقق نحو 12.6 مليون دولار، ثم تهاوت الإيرادات مع اندلاع ثورة يناير 2011، ليسوء الحال مع الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين بعد عامين، واضطراب الأوضاع الأمنية ووقوع عدد من العمليات الإرهابية.

 

لكن الضربة الأقسى كانت عندما فقدت السياحة المصرية إحدى أهم وأكبر الدول التي يفد منها السياح وهي روسيا، عندما انفجرت طائرة كانت تقل 242 راكبا أثناء رحلتها من مطار شرم الشيخ الى بطرسبرغ، وأثبتت التحقيقات حدوث الانفجار بفعل عبوة ناسفة.

 

بعدها اعتمدت المدن السياحية على المصريين بشكل كبير وخفضت أسعارها لتناسب السائح المحلي، كما استطاعت تعويض جزء من خسائرها من خلال السياح العرب.

 

 لكن العامين الأخيرين شهدا ارتفاعا في إيرادات السياحة واستعاد القطاع جزءا كبيرا من مكاسبه ليصل إلى أعلى مستوياته، واقترب حتى من استعادة السياح الروس، لتأتي أزمة كورونا ويتوقف كل شيء، ليس في مصر فقط بل في أرجاء العالم، وتتوقع منظمة السياحة العالمية أن يخسر هذا القطاع عالميا مابين 300 و 450 مليار دولار.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان