احتفلت مصر اليوم الإثنين، بذكرى دخول السيد المسيح إلى أرضها، والتى تحل فى الأول من يونيو كل عام، وترأس البابا تواضروس الثاني قداسا خاصا بهذه المناسبة بدون مصلين، حيث سمحت الكنيسة الأرثوذكسية للأساقفة بإقامة قداس يقتصر على 6 أفراد وبثه للأقباط في المنازل نظرا لتفشى فيروس كورونا المستجد فى البلاد.

 وألقى البابا تواضروس الثاني، أمس الأحد، كلمة بمناسبة ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر، كشف خلالها أن مدة مكوث العائلة المقدسة على أرض الكنانة، والتى قدرت بـ3 سنوات و6 أشهر و10 أيام، لافتا إلى أن العائلة المقدسة اختصت مصر عن باقى دول العالم وعاشت فى سيناء والوجه البحرى والقاهرة القديمة ثم الصعيد وامتدت الرحلة حتى منطقة جبل أسيوط ودير المحرق، ولم تمكث فى مكان واحد فقط.

يعتبر دخول العائلة المقدسة أرض مصر من الأعياد السيدية الصغرى في الكنيسة القبطية، وجاء السيد المسيح ووالدته السيدة مريم العذراء ويوسف النجار إلى مصر هربا من بطش هيرودس الذى كان يقتل أطفال بيت لحم الصغار.

ووفقا للمعتقد المسيحي فقد ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم وقال له: "قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه".

وعبرت العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر شبه جزيرة سيناء، وكانت "الفرما" هى أولى محطاتها وهي المدينة الواقعة بين مدينتي العريش وبورسعيد حاليًا، وعرفت سابقاً بـ"البيليزيوم"، ثم انتقلوا إلى ضيعة تسمي "تل بسطا" بالقرب من الزقازيق، ثم "بلبيس" وتوجد بها شجرة استظلت تحتها السيدة العذراء، ثم "منية جناح" وهي منية سمنود حاليًا، ومنها عبرت العائلة البحر إلى سمنود، ثم البرلس، واتجهت بعدها إلى "سخا إيسوس"، وهي مدينة سخا حاليًا في محافظة كفرالشيخ.

بعدها اتجهت العائلة المقدسة غربًا نحو "وادي النطرون"، ووصلت إلى عين شمس أو مدينة "أون" المعروفة بـ"هليوبوليس" وهي منطقة المطرية، وقضت العائلة المقدسة فترة بمغارة، هي الآن كنيسة أبي سرجة بمصر القديمة ثم إلى المعادي، ومن هناك ركبا مركبًا إلى الجنوب، وتحديدًا البهنسا، ومن هناك اتجها إلى محافظة المنيا ثم عبرا نهر النيل إلى الضفة الشرقية حيث جبل الكف الذي انطبع فيه كف المسيح، ثم إلى الأشمونيين بمدينة ملوي.

وبعد المنيا اتجهت العائلة إلى أسيوط، حيث مكثت هناك لأكثر من 6 أشهر، وهي أطول فترة قضوها في أي مكان في مصر، حيث زارت مدينة "فيليس" وهي مدينة ديروط حاليًا، وبعدها اتجهت إلى القوصية، ومنها إلى ميرة ثم إلى جبل "قسقام"، في نفس المكان المقام فيه حاليًا دير السيدة العذراء الشهير بـ"المحرق"، ومن هناك عادت العائلة المقدسة مرة ثانية إلى فلسطين بعد موت هيرودس وسلكت نفس المسار تقريبًا بعد أن قضت في مصر 3 سنوات ونصف تقريبًا.

يبلغ طول مسار العائلة المقدسة الذى مر على 25 نقطة فى مصر، 3500 كيلو، ويعتبر أطول مسار ديني في العالم ، ويستطيع  أن يجذب ملايين السياح ويعتبر مشروع الدولة القومي لتنمية السياحة الدينية في البلاد.

بدأ الاهتمام بمشروع  تنمية نقاط مسار العائلة المقدسة في عام 2013 وجرى تنمية 5 مناطق في المسار ممثل مصر القديمة و المنيا و المعادي والمطرية، وتم ازدواج الطريق ونظافة المناطق المحيطة وحل مشاكل الصرف الصحي في منطقة المطرية، وزرع نخل مثمر في الطريق بأكمله ووضع لوحات إرشادية تحكي رحلة العائلة المقدسة في جميع نقاط المسار.

وشكلت وزارة السياحة والآثار لجنة قومية تضم خبراء من كل الجهات المعنية لإعداد ملف لتقديمه إلى منظمة اليونسكو لتسجيل مسار رحلة العائلة المقدسة على قائمة التراث العالمي اللامادي وتسجيل أديرة وادي النطرون الأربعة على قائمة التراث العالمي المادي.

ووافق مجلس إدارة صندوق السياحة برئاسة الدكتور خالد العناني وزير السياحة و الآثار، مؤخرا على تحويل مبلغ 41 مليون جنيه لوزارة التنمية المحلية لاستكمال أعمال تطوير مواقع مسار العائلة المقدسة بمصر و ذلك من الميزانية المخصصة لها من موازنة صندوق السياحة بمقدار 60 مليون جنيه.
 

 للتعرف على المزيد شاهد الفيديو التالي: