عودة المدارس أثارت جدلا كبيرا داخل أروقة البرلمان، في ظل تفشي فيروس كورونا، لا سيما الكثافة الطلابية التي تصل إلى 100 طالب داخل الفصل الواحد في بعض الأحيان.

ثمة أصوات ذهبت لتطبيق واعتماد التعليم عن بُعد باعتباره السبيل الوحيد للخلاص من تفشي الوباء ودحر الكثافة الطلابية، بيد أن الأمر يتطلب تجهيز بنية تحتية معلوماتية وتكنولوجية ذات مستوى عال للمدرسين والطلاب.

نواب البرلمان رفضوا بشكل كبير عودة الدراسة حال استمرار الفيروس القاتل، مشيرين إلى إجراءات تخفيف قيود كورونا في بريطانيا ومنها فتح المدارس تدريجيا.

التعليم عن بعد الحل الأقرب 

وطالب النواب باقتراحات لتوفير مساحات كبيرة من الأمان للطلاب والمدرسين حال اتخاذ الحكومة قرارا بعودة المدارس في ظل الوباء.

النائب إبراهيم حجازي، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، قال إن عودة المدارس والجامعات أمر مستبعد خلال الفترة الحالية، مطالبا الحكومة بمد فترة التعليق لحين الانتهاء من أزمة كورونا.

بيّن حجازي، في تصريحات صحفية، أن هناك عاملين يمنعان تنفيذ هذا القرار في مصر، وهما ضعف البنية التحتية بالمدارس كنقص عدد الفصول، أما العامل الثاني فيتمثل في نقص أطقم الخدمات بالمدارس كالأخصائيين والأطباء والعاملين.

ولفت إلى أن ضعف هذه الإمكانيات لن يسمح بتطبيق الإجراءات الاحترازية داخل المدارس من تعقيم وتطهير وتباعد اجتماعي، مؤكدا أن البرلمان طالب بزيادة موازنة التعليم لرفع كفاءة الفصول والبنية التحتية.

وألمح حجازي بأن هناك بديل عن عودة الطلاب للمدارس وهو التعليم عن بُعد، والذي تم تطبيقه بالفعل عقب تعليق فترة الدراسة، كإجراء احترازي لوقاية الطلاب من فيروس كورونا.

ميزانية التعليم في زمن الوباء 

الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، أشار إلى أن أبرز أسباب زيادة كثافة الفصول هو نقص الاعتمادات المالية المخصصة لبناء الفصول.

ونصح مغيث بتوفير ميزانيات لإنشاء العدد الكافي من الفصول الدراسية، وتشغيل المدارس الحكومية ذات الكثافة العالية أكثر من فترة صباحية ومسائية حتى تجد الوزارة الحلول والوقت للقضاء على هذه الأزمة.

وفي تعليقها، قالت النائبة ماجدة نصر، عضو مجلس النواب، إن مشكلة الكثافة الطلابية ذات أولوية في مشروع موازنة وزارة التربية والتعليم لـ 2020-2021، لافتة إلى أن أزمة تفشي كورونا تزيد من صعوبة الأمر، لذا يجب إيجاد حل سريع وجذري.

وأشارت إلى أن هناك بعض الفصول يصل عدد الطلاب فيها إلى 100 طالب، ما يشكل صعوبة بالغة في حل الأزمة في ظل كورونا.

عبد السميع مرسي، مدرس كيمياء بالثانوية العامة، قال إن تطبيق تقنيات التعليم عن بُعد حل مثالي لأزمة الكثافة الطلابية في المدارس، مقترحا تقسيم حضور الطلاب إلى يومين أو ثلاثة أيام بالأسبوع.

وأضاف مرسي، تصريحات لـ "مصر العربية" أن معظم التوسعات التي تحدث بالمدارس في القرى تتم بالجهود الذاتية ومساعدات الأهالي، مطالبًا الحكومة بتشجيع رجال الأعمال والمستثمرين على التبرع بالأراضي والبناء لحل تلك الأزمة.

من جانبه، قال الدكتور عبد العظيم الصيفي، الأستاذ بكلية التربية بالسادات، إن فيروس كورونا أعطى لوزارة التربية والتعليم الفرصة في تطبيق التعليم عن بعد، مشيرًا إلى ضرورة اعتماد تقنياته حيث إنه حل أمثل لمشكلة الكثافة الطلابية.

وأضاف لـ "مصر العربية" أن ميزانية الأبنية التعليمية ضئيلة جدًا مقارنة بالمطلوب منها، متمنيا زيادة الاعتمادات المالية للهيئة في ميزانية عام 2020/2021.