رئيس التحرير: عادل صبري 05:22 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«دعم الفن الهادف».. «الاختيار» يستقطب الأزهر والإفتاء

«دعم الفن الهادف».. «الاختيار» يستقطب الأزهر والإفتاء

أخبار مصر

مسلسل الاختيار

لم تسلما من سخرية السوشيال ميديا

«دعم الفن الهادف».. «الاختيار» يستقطب الأزهر والإفتاء

أحلام حسنين 29 أبريل 2020 15:04

"لا مانع من الفن الذي يرقق المشاعر ويهذب السلوك".. كلمات جاءت في منشور على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، في إشارة إلى مسلسل الاختيار، أثارت حالة واسعة من الجدل، ما بين الانتقادات والسخرية والتأييد.

 

لم تكن "الإفتاء" وحدها التي تدعم مشاهدة الأعمالة الفنية الهادفة التي تسمو بالروح وترقي المشاعر، فقد أبدى شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب مساندته وتشجيعه للفن الهادف الذي يحمل رسالةً يريد من خلالها الارتقاءَ بالمجتمع، وتغيير الواقع السيئ إلى واقعٍ أفضل.

 

الإفتاء.. الإسلام لم يحرم الفن الهادف

دار الإفتاء، قالت عبر على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، إنّه لا مانع من الفن الذى يرقق المشاعر ويهذب السلوك لأن الدين يهدف لبناء الإنسان، وكل فكرة تصب فى هذا الاتجاه تُحمد مهما اختلفت الوسيلة إذا كانت الوسيلة مشروعة والهدف منها التهذيب.

 

 

وأضافت الإفتاء :"والإسلام لم يحرم الفن الهادف الذى يسمو بالروح ويرقى بالمشاعر بعكس الفنون التى تخاطب الغرائز والشهوات التى أجمع علماء المسلمين على حرمته"، مختتمة المنشور بهاشتاج "مسلسل الاختيار".

 

مسلسل الاختيار، يروي السيرة الذاتية للشهيد البطل أحمد المنسي، وهو تأليف باهر دويدار وإخراج بيتر ميمي وبطولة أمير كرارة وأحمد العوضي ودينا فؤاد ومحمود حافظ وسارة عادل وضياء عبدالخالق، وعدد كبير من ضيوف الشرف منهم آسر ياسين ومحمد رجب وكريم محمود عبدالعزيز وماجد المصري وصلاح عبدالله ورامز أمير.

 

جدل تويتر

 

لم يلبث أن كتبت الإفتاء هذا المنشور الذي يقول بإباحة الإسلام للفن الهادف، إلا وانهالت عليها سيل من التعليقات، حتى تصدرت التريند على موقع "تويتر".

 

 

أحد المغردين عبر تويتر، علق ساخرًا: "الحمد لله أنا مواظب على الحلقات يا مولانا بس أحيانا بغفل شوية م الاعلانات ادعيلى ربنا يهدينى".

 

 

وعلقت أسماء عمر، عبر تويتر، قائلة: "طب واللى مش متابع يامولانا،هل عليه كفاره؟ وهل يلزمه إعادة الحلقات ولا كدا الثواب ضاع منى؟؟".

 

 

وتساءل أحد المغردين: "ما رأي دار الإفتاء في الاختلاط المحرم بين النساء والرجال في المسلسلات؟ وما قولها في التلامس والقبلات أو الأحضان على أخف الإعتبارات أن هذا يحضن أو يقبل ابنته أو زوجته؟،وهل تفتي للناس بأن الادعاء كذباً أن هذا زوج فلاناً وهذه ابنته حلال، هل التمثيل من الكذب الحلال ؟".

 

 

الطيب.. الأزهر يشجع الفن الهادف

 

ومن الإفتاء إلى الأزهر، نشرت صحيفة صوت الأزهر مقالًا للإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر، في عددها الصادر اليوم الأربعاء 29 إبريل، تحدث فيه عن دور الفن بين الإبداع والرسالة.

 

الطيب أكد أن الأزهر يسجع ويساند الفن الهادف، الذى يحمل رسالةً يريد من خلالها الارتقاءَ بالمجتمع، وتغيير الواقع السيئ إلى واقعٍ أفضل.

 

وأوضح أنّه خلال تلك المرحلة الحاسمة فى تاريخ مصر، وفى ظل وجود بعض التيارات المتشددة والرَافضة لأى إبداع أدبى أو فنى، تحت مزاعم أن الشريعة الإسلامية السمحة تُحرِم هذا النوع من الإبداع، انتفض الأزهر للدفاع عن حرية الإبداع بمختلف مجالاته العلمية والأدبية والفنية.

 

وأشار إلى إصدار الأزهر وثيقتُه الثالثة التى حملت عنوان: «وثيقة النظام الأساسى للدولة»، وتضمنت تأصيلا شرعيا وفلسفيا ودستوريا للحريات الأربع: «حرية العقيدة، وحرية البحث العلمى، وحرية الإبداع والفنون، وكل ما يحمى ذلك من حرية الرأى والتعبير عنه».

 

 

الطيب..أعمال فنية مؤخرا تقدم القدوة

 

وأضاف شيخ الأزهر، في مقاله: "لا شك أن الفن إذا فَقَدَ رسالته يصبح فناً مبتذلا وضارا ومدمرا، وقد قلت من قبل إن الفن يؤثِّر على سلوك الشباب وأخلاقهم بطريقة سلبية بنسبة كبيرة جداً، وذكرت حينذاك أن السبب فى هذا التأثير السلبى هو أن الأعمال الفنية فى السنوات الأخيرة تجعل الشباب غير جاد فى التعامل مع الحقائق".

 

واستطرد :"الفن قديماً كانت له رسالة، وكان المشاهد يخرج فى نهاية الفيلم أو المسلسل بدرس يستفيد منه فى حياته، ولكن هذه المعانى - مع الأسف - فُقِدت الآن، وأنا هنا لا أُعمِّمُ هذا القول على جميع الأعمال الفنية فى وقتنا المعاصر؛ فلا شكَّ أن هناك أعمالاً قيِّمة تجمع بين الإبداع والرسالة".

 

وأردف :"لكننا - ومع الأسف - نجد الأعمال السلبية هى الأكثر تأثيرًا على الشباب، وقد يقول بعضنا إن اللَّمْسة الإبداعية تحتاج إلى مثل ما يراه الناس فى هذه الأعمال، وهنا أتساءل: هل يُعْقل أن يُدمَّر جيلٌ كاملٌ تحت ذريعة الحفاظ على اللَّمْسة الإبداعية؟ هل هذه وطنية؟ أو هل هذه مسئولية؟ وأىُّ نوعٍ من أنواع الالتزام الخُلُقىِّ أو الدينىِّ أو الوطنىِّ هذا؟".

 

وتابع :"ولذلك حين نطالب بأن يعود الفنُّ لرسالته الهادفة فهذا يَنْبُعُ من إدراكنا أهميَّة هذه الرِّسالة، ومدى تأثيرها فى المجتمع، وقد أثبتت بعض الأعمال الفنية التى تُعْرَضُ مؤخراً - كما بلغنى من كثيرين - أنه يمكن أن تكون الرسالةُ قويَّةً؛ فتَعْرِض للشباب جزءاً من تاريخهم وحاضرهم، وتُقدِّم لهم نماذج القدوة الصَّالحة من أبطال هذا الوطن ورموزه الحقيقيين، وشهدائه الذين ضحّوا من أجله".

 

وواصل حديثه: "بعد عُقودٍ احتفت فيها الأعمال الفنية بالنَّماذج الفاسدة؛ من الأشقياء، والبلطجية، واللصوص، وأصحاب تجارب الثَّراء المُحرَّم، والمتحرِّشين ومنتهكى الأعراض، فى إطارٍ من العنف اللَّفْظىِّ والبَدَنىِّ المَقِيت".

 

وأكد الطيب رفضه للأعمال التي تفسد الأخلاق، داعيا صناع الدراما إلى أن يحذو حذو الأعمال الفنية الهادفة، مختتما مقاله قائلا :"كما نتطلَّع أيضاً، نحن المشاهدين المُحبِّين للفنون الراقية الهادفة، أن نرى مزيدا من تلك الأعمال التى تُنمِّى الوعى، وتُعزِّز القيم الاجتماعية، وتتحدَّث عن الأخلاق والسلوك، وتتناول الواقع الاجتماعىَّ وجوانبه الإيجابية، مثل الرسالة العظيمة التى يقوم بها الأطباء وطواقم الصحة والإغاثة".

 

فتاوى سابقة

 

ما أثير مؤخرًا عن حكم مشاهدة المسلسلات لم يكن أمرًا جديدًا، فقد سبق أن أجازت مشاهدة المسلسلات إذا كانت هادفة ولا تثير الشهوات ولا تدعو إلى الفسق والفجور.

 

 

وقال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، ردا على سؤال حول حكم مشاهدة المسلسلات والأفلام " إن المسلسلات عبارة عن حكايات وقصص فحسنها حسن وقبيحها قبيح".

 

في السياق نفسه قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن مشاهدة الأفلام والمسلسلات جائزة بشرط أن تكون الأشياء التى يشاهدها الإنسان هادفة، أي تعالج مسألة معينة ولا يكون بها شيء يدعو إلى الفسق والفجور ولا يكون بها شيء يثير الشهوات.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان